رواية مريمه الفصل الثاني بقلم رغدة
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
له لوعة الفراق ولهفة الشوق
طرقة تبعها عدة طرقات وعينيه مثبتة أمامه ينتظر ظهورها لتنير حياته من جديد وتعيد لحياته طعم الحياة وتسحق بعينيها كل ما عاناه في سنواته المنصرمه
فتح الباب بهدوء وظهر من خلفه طفل يحمل نفس ملامحها الطيبه ويرث منه عينيه السوداء الواسعه
شعر بخفقان بين ضلوعه ليركع على ركبتيه ليصبح بنفس مستواه ومسد على شعره الطويل نسبيا وقبل أن ينبس بكلمه ظهر طيفها بعباءتها السوداء وخمارها الذي يخفي وجهها كما اعتادت
نظرت له والصدمة ارتسمت عليها وتصلب جسدها وضمت اصابعها بقوة تحاول كبح جماح مشاعرها
رفع رأسه لها وكأنه يتأمل تفاصيلها يود لو يختطفها بين احضانه ضاربا بكل ما حوله عرض الحائط
كان يقف يوسف موليا إياه ظهره ينظر لهذا الحشد ويراقب نظراتهم وفضولهم يحجب الإمام عنهم ليعطي له بعض الخصوصيه
اهتز جسدها بقشعريرة وتراجعت للخلف تسند ظهرها للحائط خوفا من أن تقع أرضا غير مصدقة انه هنا
لم يتغير ولم تتغير نظرته العاشقه هل طالت لحيته وتخللها وشعره بعض الشعيرات البيضاء التي لم تزده الا جمالا ووقارا
أفلت ابنه قليلا وعاد يتأمله ويمعن النظر به ويتفرس بملامحه البريئة بابتسامة
الټفت له يوسف وامسكه من كتفه يساعده على الوقوف واستعادة رباطة جأشه
ومن ثم ربت على كتفه وقال ادخل بيتك ايها الإمام واطمئن على اهلك وسننتظرك في المسجد قال آخر كلماته بصوت مسموع وهو ينظر للتجمع أمامه
يتبع