رواية صرخات انثى الفصل الرابع والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
وجهه وهمس بسيطرة تامة على أعصابه
_لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم!!
وأبعد يديه هادرا پغضب
_ليلى أنا بقيت كاشف عليكي أربع مرات وإنتي في شهرك الأول!! وده غلط مش فاهم انتي دكتورة ازاي أصلا! وبعدين يا حبببتي كل الاعراض اللي بتقوليها دي طبيعية جدا جدا لما يخترعوا ليها علاج إن شاء الله هبقى أكتبهولك.
_بتتريق عليا يا يوسف ماشي.
وقف عن مقعده وقال يراضيها
_حبيبتي أنا أقدر.. حاولي بس تاخدي الامور بشكل طبيعي واشغلي عقك في شغلك.
وتابع باستغراب
_بس غريبة يعني بقالك كام يوم في البيت إنت بطلتي تدخلي عمليات ولا أيه
جلست على سطح مكتبه وأخرجته من حقيبتها كيسا بلاستيكا وهي تجيبه
زوى حاجبيه پصدمة
_هو فين ابنك معلش
أشارت لبطنها المسطح بتلقائية
_هنا إنت نسيت إني حامل ولا أيه!
حك لحيته بغيظ وقال مبتسما بالاجبار
_ودي حاجة تتنسي ده موضوع مصيري ومستحيل يتنسي!
وهمس بصوت غير مسموع
_منك لله يا عمران نقيت فيها أديني بدفع التمن غالي!!
تنحنح بخشونة
_أنا أبدا.
ورفع من حقيبتها الكيس البلاستيكي متسائلا بذهول
_ده أيه يا ليلى
رفعته له وقالت ببسمة فخورة
_بقسمات يا حبيبي مقدرش أمشي من غيرها ده العلاج اللي مخترعهوش للاغماء أول ما أحس إني هجيب اللي في بطني أطلع الكيس عشان كده بطلت أظهر في المستشفى يعني أكيد متقبليش إنهم يقولوا عليا دكتورة البقسمات جت دكتورة البقسمات راحت!!
_ليلى إنت بتعملي كل ده عشان أندم وبعد كده أقولك خلي ابننا يبقى وحيد وبلاش نخاويه! لو الحكاية كده فأنا ندمت من دلوقتي ومش هتتكرر تاني يا حبيبتي.
عبست بعينيها مدعية البراءة
_جو حبيبي أيه الكلام اللي بتقوله ده!!
قاطعهما صوت طرقات الباب فابتعدت ليلى عن طاولة مكتبه واتخذت المقعد القريب منه ثم جذبت حقيبة يدها تضمها إليها كابنها الرضيع بينما اصبعها يختطف المقرمشات وتتناولها بنهم.
_ادخل!
ولج جمال للداخل فنهض يوسف يستقبله بترحاب وفرحة
_جيمي أيه المفاجأة الحلوة دي
عانقه هامسا بمشاكسة
_على اساس انك مكنتش سهران معايا طول الليل!
وابتعد يصوب بصره تجاه الجالسة وقال
_ازيك يا دكتورة ليلى عاملة أيه
أجابته ببسمة هادئة وقد راق لها بأنه يتطلع بمكان قريبا منها دون أن ېجرحها بنظراته
قال وهو يتجه للخارج
_معايا بره أهي.
وعاد إليهما بها فاندهش يوسف وطالعه بنظرة مستفهمة فمال إليه يهمس
_ردتها.
ضمھ يوسف بفرحة وسط نظرات تعجب الفتيات وهمس له
_طول عمرك راجل يا جمال.
تبادلت الفتياتين السلام بحرارة وجلستا يتطلعان إليهما فقال جمال
_كنت جاي أخد والدتي فقولت أعدي عليك تشوف صبا صوتها رايح خالص وشكلها مجهد.
نهض يوسف عن مكتبه وقال بترحاب
_أوي اوي.. اتفضلي لأوضة الكشف يا مدام صبا.
ولجت ليلى برفقتها تعاونها على الاسترخاء بالفراش الطبي وبالفعل فحصها يوسف وعاد يدون لها بعض الادوية قائلا ببسمة جذابة
_البيبي كويس الحمد لله وكل أموره طبيعية الدوا ده لۏجع واحتقان الحلق والاجهاد ده هتحتاج للراحة مش أكتر.
التقط منها الروشتة وأخبره
_ماشي أنا هطلع لماما أشوفك بليل إن شاء الله.
أومأ له بتفهم فحينما يكون أحد من ثلاثتهم برفقة زوجته لا يطول بالحديث مع الاخر مثلما اعتادوا.
غادر جمال وصعد لوالدته عاونها على الجلوس بالامام وصبا بالخلف وعاد بهما لشقته مرة أخرى وبداخله حربا فيما سيفعله بعلاقته مع زوجته!
_مفاجأة أيه يا علي قولي!
قالتها وهي تستمع لمكالمته فلم يمر يوما دون أن يهاتفها علي أتاها صوته الدافئ يخبرها
_لو قولت مش هتكون مفاجأة يا روح قلب علي خليني أفجئك بطريقتي.
وتابع بحب
_يلا يا حبيبتي متعطليش نفسك وكملي شغلك.
ردت عليه بشوق
_هستنى أعرف أيه هي بفارغ الصبر مع السلامة يا علي.
أغلقت الهاتف وتركته على سطح المكتب ثم حملت الملف من أمامها واتجهت للباب المتصل بمكتب عمران تطرقه.
رفع عينيه عن حاسوب والأوراق من أمامه مشيرا لها بابتسامة هادئة فولجت للداخل تضع ملفها أمامه قائلة
_راجع الملف ووقعه.
جذب منها الملف يوقع في الخانة المطلوبة وقدمه لها فضيقت حاجبيها بانزعاج
_ازاي تمضي من غير ما تراجع الحسابات!
جذب الاوراق السابقة لديه وقال
_واثق إن حساباتك كلها صح يا فاطيما وحتى لو عندي نية للمراجعة فالنهاردة مش يومه.
وأشار على الملفات المتراصة من أمامه بضيق
_أنا مش فاهم إزاي انشغلت في المشروع وسبت الدنيا بالشكل ده تقريبا قدامي هنا يومين عشان أروح.
ابتسمت وسحبت بعض الملفات قائلة
_متقلقش هحاول اساعدك.
اتسعت ابتسامته فرحة
_ربنا يخليكي لأخوكي الغلبان اللي معتش حد حاسس بيه في الشغل غيرك.
اكتفت بهزة ممتنة له فقال بمرح
_قبل ما تمشي لازم تفهمي أن للأخ واجبات ولازم تتعمل مظبوط عشان يتفانى في الأخوة واهم واجب عليكي كوباية قهوة مظبوطة كل ساعتين بدون ما أنا اللي أطلب على أساس إني محرج منك وكده فبالتالي لازم تكوني ذكية وتفهميني بدون ما لساني يتواقح ويطلب الطلب ده.
تحررت ضحكتها وردت عليه
_عنيا حاضر.
غادرت لغرفة مكتبها بينما عاد يتابع عمله بانهاك فإذا بهاتفه يدق للمرة التي تخطت الرابعة والعشرون.
رفع عمران شاشة الهاتف يتطلع لاسم المتصل ببسمة مستمتعة هامسا بخبث
_طق من غيظك أما نشوف مين فينا اللي بيتلوى دراعه يابن أشرقت!
انتهى الرنين وصدح صوت رسائل يستقبلها الواتساب حرر عمران الشاشة ليجد ثلاث ريكوردات منه فتح أولهم وهو يلف بمقعده باستمتاع
_وبعدين معاك يا عمران بكلمك من الصبح ومش بترد انا عارف إنك متعمد ده.. بتعاقبني يعني ولا أيه مش فاهم أنا!!!!
الرسالة الاخرى بعد السابقة بساعة تقريبا
_طيب رد ونتكلم متعودتش يومي يعدي من غير ما تكلمني إنت!! عشان كده مشيت بدري امبارح!! لانك زعلان اني طلقت صبا مهو أنا أكيد مخدتش القرار ده من فراغ يا عمران وانت عارف اني بشاركك كل حاجة بس في حاجات مينفعش احكيها... احترم قراري ورد عليا بدل ما والله العظيم أجيلك وأسيب أمي أنا قولتلك اهو.
الرسالة الاخيرة التي وصلت منذ ثوان
_ردتها يا عمران ارتحت!! افتح بقى!!!!
تحررت ضحكة على وجهه فأشرقته بجاذبية لا تخص سواه فحرر هو زر الاتصال المتلهف إليه وما ان استمع لصوته يجيبه حتى قال بفرحة
_مبسوط أوي إنك عقلت يا جيمي خليك كده عاقل عشان أحبك.
اڼفجر به غاضبا
_انت يعني بتلوي دراعي عشان أردها يا عمران!!!
ضحك مستهزءا
_احلف انك ردتها عشاني!
صمت الاخير وقال
_بصراحة أول ما شوفتها مقدرتش أتحمل فكرة إني هبعد عنها!
_لانك بتحبها يا جمال ويا سيدي أنا مش عايز اعرف سبب الطلاق ولا اللي بينكم كل اللي عايز أقولهولك ان خړاب البيت مش سهل أنا أكتر واحد جربت ازاي تعيش من غير أب ومهما انت حاولت تحافظ على ابنك وتعوضه والله ما هتقدر طول ما أنت ووالدته بعيد عن بعض فكر في ابنك وفي بيتك يا جمال حاول ازاي تصلحه مش تخربه!!
وتابع بحزن تعمق داخله
_كلنا بنغلط مفيش حد اتولد ملاك ادي فرصة مرة واتنين لان حياتك مع الانسانة اللي بتحبها تستاهل إنك تعمل كده وتضحى يمكن تغلط إنت النهاردة وتسامحك هي وبكره الدور هيجي عليها وهتلاقي نفسك بتغفرلها وإنت راضي لانها سبق وقدمتلك العفو.
خليك واثق إن الدنيا عمرها ما