رواية صرخات انثى الفصل الرابع والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
ان حدث الأمر ووقع حينها سيختلف كل شيء!
قاد سيارته متجها للمشفى اليوم هو المعاد المحدد لخروج والدته صف جمال سيارته وهبط متجها للمشفى فوجد صبا تجلس بالخارج وعلى ما يبدو بأنها كانت تنتظره فما أن رأته حتى نهضت واتجهت اليه.
وقف قبالتها بجمود لم تمنعه من الدخول بكلمة واحدة بل دنت إليه فتوقف هو كانت ترتدي نظارة سوداء تحجب عينيها عنه فطال بنظره تجاهها بفضول لمعرفة ما تخبئه خلف تلك النظارات التي ترتديها لمرتها الاولى.
_خير
دون أي حديث منها رفعت ظرف مغلق إليه تناوله منها وفتحه في نفس لحظة تردد سؤاله
_ده أيه
تفاجئ بمفتاح شقته وذهبها الخاص وبعضا من المال كان قد تركه لها مسبقا لمتابعتها مع الطبيب ولاحتياجها الخاص لأغراضها.
زفر بضيق شديد وقال
_وبعدين يا صبا أفهم من اللي بتعمليه ده أيه عايزة توصلي لأيه يعني!!!
_مش عايزة أوصل لحاجة ده مفاتيح شقتك وحاجتك بما ان اللي بينا انتهى..
التاع قلبه ألما وأمسك يدها بقلق فشل بتلاشيه
_صوتك ماله وليه لابسه النضارة دي!
قالها وهو يزيحها عنها فصعق حينما وجد عينيها منتفخة بشكل مقبض جذبت صبا النظارة من يده وارتدتها خشية من أن يظنها تحاول أن تستعطفه ثم قالت
ودون أي اضافة منها استدارت تجذب تلك الحقيبة التي لم يتثنى له رؤيتها وما كادت بالرحيل حتى اوقفها بعصبية
_إنت راحة فين وأيه الشنطة دي!!!
وتابع وهو يجذبها لسيارته
_اركبي يا صبا وبطلي العبط ده انتي وابني ملزومين مني حتى لو منفصلين!
جذبت ذراعها منه ودفعته بقوة جعلته يرتطم بباب السيارة ربما لأنه لم يتوقع فعلتها
وسحبت حقيبتها واتجهت لتوقف سيارة أجرة فجذبها إليه پعنف غير معهود صارخا پغضب
_إنت شكلك اټجننتي إنت متخيلة اني هسيبك هنا في دولة غريبة ولوحدك!!
وقدم لها الظرف قائلا
واستطرد بهدوء يحاول التمسك به
_اعقلي يا صبا واهدي... ماما خارجة النهاردة ومش حمل كل ده.
وقال وهو يعيد فتح باب سيارته
_اركبي هوصلك قبل ما أدخلها.
ابتسمت ببسمة باهته وقالت
_مش راجعه معاك يا جمال أنا خلاص حجزت طيارة على مصر بجزء الفلوس اللي اخدتها من المبلغ اللي معاك فمش هبقى حمل عليك تاني.
_رلنا يعوضك بالزوجة اللي تعوضك عن أنانيتي عن إذنك.
برق پصدمة لما فعلته لقد تسللت من بين أصابعه كالمياه وقف يتابعها وهي تعبر الطريق الاخر بارتباك مال على السيارة يضم رأسه بيديه وقلبه يزيد من ۏجعا ولد بأعماقه.
فاغلق باب سيارته بقوة وعبر خلفها رأته يأتي إليها والفرحة تزيد بداخلها هي بالنهاية لا تريد خسارته وبقرارة نفسها تعلم بأنها مخطئة.
وقف قبالتها يسحب الحقيبة ثم قال
_ممكن نقعد ونتكلم شوية.
طالعته من خلف نظارتها وقالت
_بس هتأخر على معاد الطيارة.
قبض على الحقيبة پغضب
_مش هتسافري يا صبا مش هتبعديني عن ابني فاااهمه!
ابتلعت غصتها المؤلمة بصعوبة بالغة هل كل ما يعنيه ابنه!! ماذا عنها
حسنا حسنا لقد أخطأت تعلم ذلك ولكن ألا يحق لها أن تمنح فرصة ازدردت ريقها وقالت بضعف سيطر عليها
_متقلقش مش هحرمك منه إنت أبوه وليك نفس الحق اللي أنا بملكه.
صوتها المتعب وحالتها تلك استسلامها هذا يوقظ كل ۏجع داخله وخاصة حينما قالت
_لو تقدر تخلص أوراق الطلاق قبل ما أسافر يكون أفضل لإن برجوعي لمصر هيكون الموضوع صعب.
اتسعت مقلتيه بدهشة وقال بسخرية
_أوراق الطلاق!! انت مستبيعة بقى!! استسلمتي بدري اوي!
ابتسمت بنفس عمق وجعه وقالت
_معتش شيء ممكن يتعمل بعد ما نطقت الكلمة دي... خلاص كده.
دنى إليها حتى تقلصت مسافتهما
_يعني أنا مستهلش إنك تحاربي عشاني يا صبا مستاهلش إنك تحاولي ترجعيني ليك
أزاح نظارتها السوداء وقال بۏجع
_بالرغم من چرحك ليا الا إني مش قادر أشوفك بالحالة دي صعب عليا أسمع صوتك وأحس بتعبك ده أنا اللي انهزمت ومن أول جولة!! أنا اللي بتوجع منك وليك!
أخفضت وجهها أرضا وبكت باڼهيار هامسة بصوت اختفى نهائيا وبات مسموعا بالكد
_آسفة... سامحني.
جذب يدها وجذبها إليه ضمھا بكل قوته لدرجة جعلتها متجمدة من الصدمة جمال زوجها لا يملك تلك الجراءة لفعلها والآن يفعلها وسط المارة غير عابئا لأي شيء.
ارتعش جسدها بين يديه وشعرت بأنها غير قادرة على الوقوف.
ترقبها أن تحيط ظهره ولكن وجدها متخشبة لا تعرف ماذا تفعل مال إعلى كتفها وقال بخشونة صوته الرجولي
_رديتك يا صبا.
ازداد نحيبها بشكل ملحوظ فرفعت يديها وتعلقت به بقوة جعلته يزيد من ضمھا فقال وقد شعرت هي بأن دموعه قد تدفقت على وجنته
_آسف إني اتخليت عنك بالسهولة دي بس كان ڠصب عني چرحك ليا كبير ومش راضي يلم!
رددت ببحتها المؤلمة
_والله عمري ما بصيت لراجل غيرك أنا بس لفت نظري طريقة لبسه مش اكتر.. آسفة والله ما هقول كده تاني... بس متسبنيش أنا بحبك والله.
ظل يضمها حتى ينتهي من اخفاء دموعها وحينما استعاد ثباته ابتعد عنها وقال
_خلاص يا صبا بلاش نتكلم في اللي فات يلا عشان منتاخرش على ماما أكتر من كده.
وحمل الحقيبة وأمسك يدها يعبر بها الطريق مجددا لسيارته وضع الحقيبة بصندوق السيارة ليخفيه عن والدته ثم أشار لها
_يلا ندخل.
فتحت الباب الأمام وقالت بخفوت
_هستناك هنا.
استدار بعدما كاد بالدخول
_لا.. تعالي معايا عشان يوسف يكشف عليك الأول شكلك مجهد وتعبان.
انزلقت الدموع من عينيها بكثرة فهبط الدرجة الخارجية ليكون قبالتها أمسك يدها وسألها بقلق
_مالك التعب زاد عليكي!!
هزت رأسها بالنفي وهمست له
_مقدرتش أفهم حبك ليا صح مواقفك كلها ليا بتعترف بحبك وأنا كنت عامية مبشفش!
ابتسم وهو يراقب الطريق من حوله فمرر إبهامه على كفها وقال
_هخليكي تشوفيه كويس من هنا ورايح هصدعك بكلمة بحبك لحد ما تقوليلي خلاص يابو عمران صدعت!
شملتها الفرحة ولكنها تساءلت باستغراب
_عمران!
هز رأسها مؤكدا بثقة
_طبعا ابني مش هيكون الا على إسم الشخص الأقرب ليا عمران أفضاله عليا كتيرة فحابب إن ابني يكون على اسمه بس ربنا يستر وميبقاش وقح زيه!
ضحكت على جملته الاخيرة وقالت
_سميه زي ما تحب أنا مش معترضة.
جذبها ليغلق باب السيارة وولج بها للداخل بصمت بينما أحاطتها فرحة رده لها وعدم تأثر علاقته برفيقه لأجل حديثها الأحمق.
بالمركز الطبي الخاص بعلي الغرباوي وبالأخص بغرفة الكشف الطبي الخاص بالنساء والتوليد.
زفر يوسف بضجر وهو يتابع تلك التي تتمدد على الفراش قائلة وهي تتصنع الألم
_مستني أيه اكشف عليا أنا تعبانه وعندي إغماء فظيع!
مرر يده على جبينه يفركه پغضب وابتعد بمقعده المتحرك متجها الى مكتبه نهضت ليلى تخفض سترتها وقالت بعصبية
_إنت دكتور إنت!! بقولك تعبانه تسبني بالشكل ده!!
رفع بصره عن الحاسوب وأشار بيده للباب
_روحي لشغلك يا دكتورة إتاخرتي!
جذبت ليلى أحد المقعدين المقابلين إليه وصاحت بانفعال
_ده ردك يا يوسف ابنك تعبني وأنا مش قادرة بقولك اكشف عليا واديني علاج تسبني بتوجع وفوق كل ده بتتعامل معايا بمنتهى البرود!
عاتقت يديه