الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع والخمسون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

هديك أسبوع أسبوع واحد تشوفلها أي مكان تاني غير هنا لو مغرتش من هنا بعد اسبوع يبقى أنا اللي همشي من هنا وإنسى إن ليك ابن أخ كان معتبرك في يوم أبوه..
واسترسل پألم وهو يهرب للخارج 
_وطول ما هي في بيتك بيتك متحرم عليا دخوله يا عم الشيخ!
ترك يونس الشقة وهرول للدرج ومنه لشقته يغلق بابها بالمفاتيح والمزلاج وكأن هناك شبح يركض من خلفه.
سقط جسده الذي ظنه قويا خلف بابه سرت رجفة هادرة به من شدة انفعاله وغضبه وأخيرا من بعد خروجه من ذلك القبو سمح لذاته بالبكاء فبكى كالصغير وكف يده يكتم شهقاته پخوف من أن يستمع له حوائط منزله وكأنه يفعل جرم لا يصح به وكأن إنهياره أمرا غير مسموح!!
مال يونس بجسده خلف الباب وتكور كالجنين يضم ذاته ويبكي دون توقف مرددا بهمس مبحوح 
_ليه عملتي فيا وفي نفسك كده 
هما رموا السهم وإنت رشقتيه في قلبي ليه يا خديجة!!! 
مال بوجهه على أرضية رخام شقته هاتفا پبكاء 
_مفيش حاجة من اللي عملتها معاكي شفعتلي! عملتيها وإنت متأكدة إن بعدها يونس هينتهي كنت عارفة إنك روح يونس اللي بتحركه هما اخدوا حياتي وإنت خدتي قلبي وروحي! 
تعالت شهقاته المؤلمة وتابع باستنكار مؤلم 
_إزاي قدرتي تسلمي نفسك لراجل غيري ازاي قدرتي تعمليها!
اعتدل بنومته متكئا على ظهره وكأنه متعمد أن يؤلم نفسه ليخفف من حدة ۏجع قلبه فيشتته بالۏجع الجسدي اڼهارت دموعه رغم هدوء جسده فردد ببحة سيطرت على حلقه 
_يا رب لو كان لقائي بيها أقسى من عذابي في سجن الدنيا رجعني ليه تاني يارب!
فرق ذراعيه على الرخام وأغلق عينيه باستسلام تاركا دموعه على وجنته دون أن يهتم بإزاحتها. 

بالأسفل.
بقى الشيخ مهران على المقعد المقابل للفراش ينتظر أن تضع الصغير الذي يغفو على ذراعيها للفراش وزوجته تجلس جوارها تحاول أن تهديها قائلة 
_خلاص يا بنتي بطلي عياط اللي حصل حصل.
استدارت برأسها وقالت بحرج 
_والله ما كنت عايزة أعملك مشاكل يا عم الشيخ أنا كنت نايمة وقلقت ملقتش فارس جنبي خۏفت يكون معتز درى بقضية الطلاق اللي آيوب رفعها لإن المحامي كلمني وقال إنه هيعرف خلال يومين تلاته.
واسترسلت وهي تزيح دموعها بطرف حجابها الطويل 
_قومت أدور عليه زي المچنونة لقيت الباب مفتوح فخرجت لقيت يونس قدامي اټصدمت ومعرفتش أتصرف.
ورفعت عينيها المتورمة من البكاء إليه 
_بس أنا مش هكون السبب إنك تخسر ابن اخوك بكره الصبح همشي وأروح أي حتة بعيدة عن هنا.
قالت الحاجة رقية بشفقة وحزن 
_هو إنتي قادرة تصلبي طولك يا بنتي!
كان الشيخ صامتا يستند بوجهها على عكازه فنهض واقفا وقال 
_نامي يا بنتي والصباح رباح ومتحمليش هم اللي بيني أنا وابني لما يعرف إن فارس ابنه وإننا عملنا كل ده ليه هيهدى وهيسامح أنا عارفه كويس.
انتفضت خديجة عن الفراش واتبعته بوقفته القريبة من باب الغرفة تصيح بلوعة 
_لااااا... أبوس إيدك يا عم الشيخ متعملش كده أنا لو أعرف إن يونس خارج مكنتش قبلت إني أعرف على معتز قضية الطلاق.
الټفت لها الشيخ وبقت عينيه أرضا عنها 
_ليه يا بنتي عايزة تحرميه من ابنه وتستحملي عيشتك مع البني آدم ده ليه!
عادت بضعة خطوات لأقرب مقعد ورددت تبرر سبب جملتها 
_ يونس لو عرف الحقيقه مش هيسكت وخصوصا لو عرف بموضوع ابنه مش بعيد يروح لمعتز ومعتز شړاني يا عم الشيخ ممكن يرجعه السچن تاني أو يحاول ېقتله!
اړتعب الشيخ وتعالت شهقات الحاجة رقية فنهضت إليه تصيح بړعب 
_خديجة بتتكلم صح يا مهران أنا مش مستغنية عن ابني!!
تنهد بقلة حيلة فأصبح عاجزا حتى عن التفكير فقال بحزن تعمق إليه وجعله كالذي يصارع المۏت 
_ابني وابن اخويا في يوم واحد اللهم لا اعتراض لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم.
وتابع وهو يخرج من الغرفة 
_نامي يا بنتي واطمني ربك موجود وقادر يخلصنا من كل اللي احنا فيه.
وقال قبل أن يغلق باب الغرفة  
_خلبكي معاها يا حاجة رقية.
فهمت ان زوجها يخشى أن تحمل ابنها وتترك المنزل فأشارت له بطاعة 
_حاضر يا عم الشيخ روح إنت أفرد جسمك قبل صلاة الفجر.
هز رأسه وغادر منحي الجسد يشعر بأنه بحاجة للقاء ربه الآن ليشكو له ما يضيق صدره فتوضأ وقام الليل بين يد الله عز وجل. 

صباحا في لندن.
تجلس قبالة معشوقها وحبيبها وزوجها لتناول طعام الافطار ذلك العاشق الذي يخصص لها وقتا صباحا لها قبل مغادرته لعمله.
يحاول بشتى الطرق أن يملأ يومها ومتفهما لانشغالها بالخروج لحفلات الوسط الآرستقراطي المتكررة لم ينالها غضبه يوما وكل دقيقة يمضيها برفقتها يخبرها أنها أعظم انتصاراته.
ترك كفها فنجان قهوتها وتسللت ليده المتمسكة بأحدى المجلات التي تتحدث عن المشروع الذي بات حديث العالم وصيغ أن عمران سالم الغرباوي المسؤول عن تنفيذه بينما أصبح أحمد الغرباوي شريكا بنسبة تفوق المساهمين.
شعر بكفها فترك ما يحمله واستدار إليها مبتسما منحته ابتسامة رقيقة وسألته مباشرة دون أي صياغة للحديث 
_مبسوط معايا يا أحمد
ترك المجلة والجرائد جانبا وقرب مقعده إليها حتى بات يجاورها فسحب كفها المدفون بين كفه الخشن وقربه لشفتيه يقبله بحنان وصوته الرجولي يهمس 
_وأنا أيه اللي في حياتي يخليني سعيد غير وجودك جنبي يا فريدة!
تعمقت بالتطلع لرماديته وقالت بحزن لمسه أحمد بصوتها 
_أنا بحبك أوي يا أحمد.
انزوى حاجبيه باستغراب فريدة هانم الغرباوي ليست من النوع الذي يصرح عن مشاعره بشكل مباشر تلك السيدة يعرفها أكثر من أي شخصا كالمجلة التي كانت بين يديه منذ قليل يعلم بدايتها من الغلاف للغلاف الأخر الذي يعلن عن نهايتها.
رفع أحمد يده لوجنتها إبهامه يمرره عليه برفق وعينيه متعلقة بعينيها 
_في أيه يا فريدة ليه شايق في عينك حزن وإحساس بالذنب تجاهي! 
تهربت من مرآة ستعكس حتما حقيقتها فرفع ذقنها لتواجه رماديته مجددا متنعما بزرقة عينيها الفاتنة فظن أنها تمر ببعض التقلبات لذا قال 
_حبيبتي اللي فات من حياتنا خلاص اتمسح اللي جاي هنكتبه احنا بايدينا.
وتابع بهدوء وحذر
_ لو حاسة إن الماضي صعب تنسيه ومحتاجة لمساعدة مفيش مانع تلجئي لعلي هو هيقدر يساعدك ويسمعك يا فريدة.
هزت رأسها بابتسامة تحاول صنعها وما ان كاد بمتابعة عمله على الحاسوب حتى أسرعت بالحديث قبل أن تتهرب منه 
_أنا زعلانه لإني حرمتك من الخلفة يا أحمد احساس الذنب مش مخليني مرتاحة إنت ذنبك أيه تتحرم من إن يكونلك ولد!
سحب نفسا طويلا يهييء به الحديث وقال بحب مرسول من مقلتيه 
_أنا مش هكدب عليكي وأقولك إن بتمنى يكونلي ابن أو بنت منك بس أنا مش طماع أو أناني يا فريدة مش طماع لإن كفايا إنك معايا واتجمعنا بعد فراق السنين دي كلها ومش أناني أطالبك بشيء فوق مقدرتك وخصوصا وانتي هتستقبلي أول حفيد ليك.
واسترسل قائلا برضا تام عن حديثه السابق 
_ولو على رغبتي إني أكون أب فأقسملك بالله بأن علي وعمران وشمس أولادي ولعلمك بقى الأولاد طالعين شبهي أكتر من أبوهم الحقيقي نفسه.
ابتسمت بفرحة وغمرها شعور الراحة لقرارها المصيري التي اتخذته لا تعلم إن أخبرته بحملها ورغبتها في التخلص من جنينه حينها ستختلف وجهة نظره ما قاله الإن بناء على واقعه ولكن

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات