رواية صرخات انثى الفصل الثالث والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
مني وأنا حاططلك برفيوم براند ما بالك لو ضميتك ليا بعرقي ده مش بعيد نتقابل في محكمة الأسرة عشان أشوف ابني يا بيبي!
ضحكت رغما عنها وتغاضت عما قال حينما اقتربت تسند برأسها على كتفه هامسة له
_عمر ما ريحتك كانت مقرفة يا عمران!
رفع إحد حاجبيه بسخرية
_إنت بتحاولي تغريني وإنت بحالتك دي يا بيبي!
ابتسمت وهزت رأسها تنفي
_أنا بعوض ثقتك المهدورة في نفسك يا حبيبي.
ضحك بصوته الرجولي العميق وقال وهو يحيطها بحب
_حبيب قلب جوزه اللي رافع من معنوياته يا ناااس بس أنا بقول يا مايا بلاش أبقى تقيل عليكي وأشوف صاروخ ألماني أتجوزه يدلعني أقصد يخدمني.
_أنا تعبانه وانت بتفكر تلعب بديلك ازاي صنف الرجالة واحد على رأي طنط أشرقت.
برق بذهول
_شوشوو!! شوفتيها أمته
ردت عليه وهي تلقي بثقل جسدها الهزيل عليه
_بتكلمني على موبيل صبا على طول.
فور ذكرها لاسمها تسلل له الحزن تدريجيا فأحاطها وأسندها لأريكة ضخمة عاونها ععلى الجلوس والتقط المنشفة النظيفة ينظف وجهها ومن ثم اختفى من أمامها وعاد يرتدي ثيابا منزلية مريحة بعد أن انتهى من الاستحمام بسرعة.
انحنى على ساقيه أمامها يمسد بحنان على كفيها الموضوعان على ساقيها فانتبهت مايا إليه قبل كفيها وقال
تنهدت بحزن
_محلول تاني يا عمران.
_مضطرين يا حبيب قلبه!
ونهض يحملها لغرفتهما وضعها على الفراش ثم إتجه لغرفة فاطيما يخبرها أن تبلغ زينب بأن تصعد إلى مايا لمساعدتها بتركيب المحلول الطبي.
كان صامتا ومستسلما تماما لم يخاطبها بأي كلمة وكأنما يود الاختلاء بذاته.حاولت آديرا النوم أكثر من مرة ولكنها فشلت فاتجهت لغرفته تطرق بابها عدة مرات حتى وجدته يقف قبالتها ويطالعها پغضب أخافها منه لمرتها الاولى وخاصة حينما صړخ بوجهها
وخز قلبها ألما فابتلعت ريقها المرير وتساءلت
_ماذا فعلت آيوب
ضحك مستهزءا
_ماذا فعلتي!! بربك يا فتاة لم تتركي شيئا الا وفعلتيه!
وتابع وهو يصيح بوجهها كالمدفع بعدما تفحص ما ترتديه
_أمازلتي بثيابك الڤاضحة تلك! ثم بالله ألم أحذرك من الخروج إلى أين كنت تذهبين هيا أخبريني!
انهمرت بالبكاء قبالته وقالت پقهر
_كنت سأرحل من هنا أنا لست متسولة لتعطف علي بالطعام وتتركني هنا كالجرو الذي تعتني بتربيته طلبت من صديقك المخيف ذلك أن يخبرك بأنني أريد رؤيتك ولكنك لم تأتي آيوب كنت هنا بمفردي في دولة غير دولتي وأناسا لا أعرفهم ولكني كنت مستعدة للعيش هنا ولكن إن كنت أنت معي.
_أنا أأ... أحبك آيوب!
تسلل النفور لأوردته وملأها لأخرها فلم يشعر بذاته عقله قد لغي وكل ما يراه معصية ذنبا
غمس أصابعه بين خصلات شعرها الأصفر وجذبها للخلف پعنف كاد باسقاطها أرضا وعصبيته تتفرد بصوته القابض
_ما الذي تفعلينه بحق الله!! ألا يكفيك ما فعلتيه بيني وبين أبي
رددت بدهشة
_هل كان هذا الإرهابي أبيك
كور يده پعنف حتى لا يصفعها فألقاها أرضا أسفل قدميه وصړخ بانفعال
_أبي ليس إرهابيا فكري مرتين قبل التفوه بأي لفظا أحمقا.
تساقطت دموعها تباعا وهي تراقبه يجوب الطرقة ذهابا وإيابا ليحارب اعترافها بحبه إذا الأمور تخرج عن السيطرة وخاصة بما تجرأت بفعله منذ قليل.
توقف قبالتها فجأة وقال
_اسمعي من المستحيل أن يكون بيننا شيئا لقد انتهت مهمتي أنقذت حياتك من عمك وبذلك أكون قد وفيت بوعدي لأخيك.
وشدد على كل حرف يخرج منه
_إليك ما سيحدث الإن ستعيشين هنا بضعة أشهر إلى أن أتدبر لك عملا وسكنا بلندن وحينها سأنفصل عنك وسينتهي كل ذلك.
وأشار لباب غرفته بتحذير قاطع
_لا تطرق بابي مجددا سمعتي!!!
وتركها وولج للداخل يغلق الباب من خلفه تراجعت آديرا للخلف مستندة على الحائط تضم ذاتها المبعثرة بيدها ودموعها تنهمر دون توقف.
كانت تظن أنه الوحيد الذي تمتلكه في هذا العالم لم يعد لها أي شخصا سواه وها هو الآن يخبرها بأنه سيرحل هو الأخر عنها ظنت بأنه سيعبر بها لطريق دينه وحينما تصبح ما يريد سيبادلها حبها فهو على الأقل يعاملها برفق ولين.
نصف ساعة قضتها أمام باب غرفته تجلس أرضا وتطلق كل دموعها كأن زمانها توقف وانتهى هنا لم يبقى لها شيئا لتظل بهذا المكان كان يلقي عليها بأنها السبب وراء ڠضب أبيه وخړاب حياته حتى دون نطقها صريحة لذا كما قال لقد فعل معها ما وكل به حينما قام بحمايتها لذا عليها أن تنسحب من حياته دون أن تغرقه بمشاكله بسببها.
فتحت باب الشقة بهدوء حتى لا يستمع له وأطلقت العنان لساقيها غير عابئة بأنهم الآن بعد منتصف الليل!
_وليه مقولتليش يا إيثان جاي دلوقتي وتحكيلي!!
أجابه ساخرا
_على أساس إنك خارج من خمسين سنة يابا إرحمني إحنا كلنا جوانا أسرار محتاجين نخرجها ليك بس الصبر إنت لسه طالع وواكل المر فمش هنشربهولك احنا.
دفعه من جواره پغضب
استقام بوقفته ينفض ثيابه من غبار الاريكة الأسمنتية ولحق به في طريقهما للعودة.
شعر بأنه تمادى بحديثه لقد هانها وجرحها وهو الذي لم يعتاد على فعل ذلك خرج آيوب من غرفته فوجدها تترك قميصه على بابه فظن بأنها فعلت ذلك من شدة حزنها.
إتجه لغرفتها وطرق بابها مرتين دون أن يستمع سماحها بالدخول أو حتى صوتها فقال بارتباك وضيق
_حسنا آديرا لقد أخطئت لم يكن علي أن أحدثك بتلك الطريقة أعتذر منك.
وعاد يطرق مجددا
_كنت غليظا أعلم ذلك ولكني لم أكن مدركا لما أتفوه به اخرجي لنتحدث قليلا.
وكأنه يخاطب ذاته طرق مرة أخرى وقال يهددها
_حسنا أن لم تخرجي الآن سأغادر وأتركك وحيدة مجددا.
السكون الغريب هذا جعله يرتاب مما ينتابه بتلك اللحظة ففتح غرفته وولج يبحث عنها صعق آيوب حينما لم يجدها فخرج يبحث عنها بالشقة بأكملها وهو يصيح بفزع
_آديرااا.
انتهى به المطاف بمنتصف