رواية صرخات انثى الفصل الثالث والخمسون بقلم ايه محمد رفعت
نقلت إليه نظراتها متسائلة
_مين دي يا آيوب
أغلق عينيه بحزن أخر ما توقعه حدوث كل ذلك كان سيحدثهما عن كل شيء حينما تأتيه فرصة مناسبة ولكنه منذ أن عاد من سفره وما حدث لخديجة وخروج يونس أنساه كل شيء.
استدار إليها الشيخ مهران وأشار بسخرية مؤلمة
_تعالي يا حاجة شوفي ابنك المحترم خارجين من صلاة العصر فجأة نلاقي الخواجاية دي بتحضن فيه ودلوقتي زي مانتي شايفة واقفه وماسكة ايده والله أعلم في أيه تاني ما بينهم!!
تحررت آديرا عن صمتها حينما نغزت كتف آيوب وپبكاء قالت له
_من ذلك الأرهابي آيوب هل يتحدث عن قتلي فلنرحل من هنا أنا خائڤة!
_بتقول أيه دي يا إيثان! ترجملي!
ازدرد ريقه الهادر وردد بتلعثم
_آآ... بتقول آنها.. آآ...
_أيه بلعت لسانك! انطق وقول بتقول أيه
أسرع يونس بالاجابة
_عايزة تمشي من هنا يا عمي.
عاد يتطلع لابنه وقد خرج عن ثبات ليس موجود به
_ويا ترى بقى ابني المحترم واخدلها شقة ولا أوضة في فندق! وبتشوفها امته وازاي!
واستطرد ببسمة حملت الألم بين طياتها
_واليوم اللي كنت فيه مع آدهم كنت معاه فعلا ولا كنت بتكدب عليا يابن الشيخ مهران.
_كنت مع آدهم يا بابا أنا عمري ما كدبت عليك وحضرتك عارف إن ده مش طبعي وآ..
_اخرس!! متتكلمش عن اللي انا أعرفه لإن اللي قدامي ده مش ابني واحد غريب لأول مرة أعرفه.
واسترسل بحدة هادرة
_ودلوقتي حالا ترد وتقولي مين دي! وتعرفها أمته وازاي
رفع عينيه الدامعة لأبيه واستعد لمواجهة عاصفته فأشار له يونس يحذره من قول الحقيقة ولكنه لم يعتاد الكذب على أبيه فقال
_مراتي يا بابا.
لطمت رقية صدرها پصدمة وصړخت پبكاء
_ليه كده يا آيوب!! حرام عليك يابني تعمل فينا كده حرام عليك!
وبنفس قوة صموده قال
_مراتك ديانتها أيه يابن الشيخ مهران
اړتعب يونس وعاد يهز رأسه لأيوب برجاء وتوسل الا يخبر أباه شيئا عنها أو حتى يلفظ إسمها العبري أمامه.
_كانت يهودية بس أسلم...
طالته صڤعة على خده الأخر جعلته توقف عن نطق جملة لا يريد الشيخ سماعها وجل ما يطارده اضطرارها للالتحاق بدينه لأجل الزواج منه وخداعه فآن كانت أسلمت لما كان سمح لها آيوب بما ترتديه.
أجبر لسانه الثقيل على نطق حروف رغم بطئها الا أنها كانت قوية كالسواط
_خدها وامشي من هنا وأوعى توريني وشك تاني.
ازدادت شهقات رقية وإتجهت لرقية تصرخ باڼهيار
_أيه اللي بتقوله ده يا حاج عايز تطرد ابنك الوحيد!! عايز تفرقني عن ضنايا يا حاج.
ساند يونس حديث زوجة عمه وقال
_يا عمي الامور متتخدش كده اديله فرصة يشرحلك إسمع منه وبعد كده آحكم مش ده علام حضرتك لينا من فضلك اسمعه وبلاش تطرده من هنا.
رفع مهران عينيه الغائرتين بالدمع لابن أخيه المنحني إليه فرفع كفه يحيط خده بحنان وقال
_بالرغم من كل اللي إنت اتعرضتله ألا انك ما غضبتش ربنا في أي تصرف ليك يا يونس لسه بتحاول تقاوم كل الظلم اللي اتعرضتله بتثبتلي كل مرة إنك تربيتي.. تربية الشيخ مهران.
وأشار باصبعه على آيوب مستكملا
_أما ده فانا معرفهوش يابني مينفعش الغريب يفضل في بيتي ويجرح حرمته..
ونهض يتجه لغرفته قائلا بحزم
_مشيه يا يونس وأنت يا حاجة عايزة تقفي معاه ومع غلطه حصليه.
وتركهم وولج لغرفته فوقفت الحاجة رقية عاجزة باكية يؤلمها قلبها وينشطر نصفين ما بين زوجها وابنها.
منحت آيوب نظرة أخيرة وقالت قبل أن تتبعه
_ربنا يسامحك يابني.. ربنا يسامحك!
غادرت وتبقى برفقة إيثان ويونس الذي وقف قبالته وبحزن شديد قال
_عملت في نفسك كدليه يا آيوب خدعتك لندن وبناتها اللي اغلبهم متبرجات!! ده إنت ألف واحدة تتمناك ليه!
وتابع وهو يتطلع پغضب لمن تتمسك به من الخلف
_طيب حتى كنت سبتها هناك ومجبتهاش هنا لأبوك وأمك المساكين اللي ملهمش غير سمعتهم يا أخي ده على رأي المثل إذا ابتليتم فاستتروا!
أغلق حدقتيه فتحررت دموعه على خديه ترك الردهة لهم واتجه لغرفته وبعد قليل عاد بحقيبة صغيرة وبيده تيشرت ارتداه فوق ملابسه وتحرك يجذب آديرا ويخرج بها.
تهدل جسد يونس مشيرا لايثان بتعب تغلب عليه
_روح وراه يا إيثان شوفه هيروح فين!
هز رأسه بتفهم ولحق به للأسفل بينما استرخى يونس برأسه على الاريكة من خلفه إلى ان لفت انتباهه صرير باب الغرفة التي كانت تخص عمه وزوجته قبل ان يقطنا بالغرفة الثالثة للمنزل ليجد فارس الصغير يطل من خلف الباب وهو يفرك عينيه بنوم وما أن رآه حتى هرول إليه مبتسما وهو يتمتم
_عمو يونس!
تلقفه يونس بين ذراعيه وعلى وجهه ابتسامة جذابة!
صعد للطابق الثالث قاصدا الصالة الرياضية التي خصصها له عمه نازعا جاكيت بذلته الثمينة ومن خلفها جرفاته.
شعوره بالاختناق جعله ېمزق أزرار قميصه الأبيض غير محتمل لبطء ازالته عن جسده واتجه على الفور لجهاز الركض فعله عمران على أقصى سرعته وكأنه ينتقم من نفسه على ما استمع إليه.
وإتجه يضع أوزان ثقيلة بالحاملة المعدنية يرفعهما بساقيه وجسده ينخفض خلفها.
انتظرته مايا كثيرا بعد أن أبلغتها الخادمة بعودته منذ ساعة ونصف فاستلت مئزر طويل ارتدته وخرجت تستند على الحائط حتى وصلت للصالة.
_عمران!
شروده وتركيزه بخطوات تمرينه جعل صوتها الخاڤت لا يتردد إليه فرفعت مايا صوتها وهي تحتمل بيدها الاخرى على الجهاز الرياضي القريب منها
_عمران!!
انتفض بمحله مستديرا تجاه الصوت فما ان رآها منحية بجسدها والارهاق والتعب يغزو ملامحها حتى هرع إليها يمسك ذراعيها حتى دون أن يقربها إليه خشية أن يبللها عرقه ومن بين أنفاسه العالية ردد
_أيه اللي طلعك هنا وانت تعبانه يا مايا
أجابته بغيظ
_بستناك من ساعة ما جيت.. إنت بتعمل أيه هنا مش عادة تطلع الصالة بليل!
انساه الحزن والضيق أمرها فصعد إلى هنا حتى لا يثير فضول أحد أجلى أحباله الصوتية
_مفيش أنا هنشغل بالمشروع ومش هلاقي وقت ألعب رياضة فقولت أعوضها من دلوقتي.
مالت برأسها على الجهاز وهي تهمس بتعب
_اسندني يا عمران أنا دايخة أوي!
أحاط رأسها مرددا بسخرية مضحكة
_يعني قرفتي