رواية عشقت امراة خطړة الفصل الاول والثاني بقلم ياسمينا احمد
يحيى
_ سيبنى اتكلم عن نفسي لوسمحت
إلتف إليها ليحادثها بإهتمام
زجرته ونيسه بنظره محذره فغيرمسار حديثه سريعا ليسأل
_ وانتى بتدرسى ولا ايه
زمت شفاها وإتضح عليها الحرج لتقول وهى مجبره
_ لا انا خرجت من ثانويه عامه
صاح بلال بدهشه
_ معقول عمى حسين وافق إنك ما تكمليش ببساطه
ردت على سؤاله بسؤال
_ وليه مستغرب
حرك كتفه وهو ينظر إلى الجميع وكأنه يستجدى دعمهم
_ عشان عمى حسين دبلوماسي معقول ما يخلكيش تكملى تعليمك
لم تجيبه وأدخلت الطعام فى فمها عنوه حتى تتظاهر بالانشغال تدخل والده عماد ليقطع
_ أهى ارتاحت ۏجع القلب وعلى رأى الشاعر المرأه لو طلعت المريخ مسيرها للطبيخ
ضحك أبنائه وصاح يحيى ليمازحه
_ دا مش شاعر يا بابا
رد متفاخر
_ وإن كان دا راجل فنان وريهم يا ونيسه حلاوة المحشي بتاعك ولا أجدع دكتوره تعرف تعمله
ضحك الجميع عدا ونيسه نهضت لتملئ له احد الاطباق البعيده عن السفره وقدمته إليه بأليه
لم تكن من هواه المزاح وتربيتها الصارمه عكس زوجها تثبت قواه على أولادها .
سأل الجد فايز متفحصا
_ اومال فين بثينه ما جاتش ليه
_ قالت هتاخر
هتف منزعجا
_ إزاى مش انا طالبت إنها تتغداء معانا
ابتسمت ابتسامه ساخره قصيره واستمرت بتجاهل النظر صوبه حضور صبا بينهم فتح الجراح الخامله
من سنوات طويله وجدد آلمها بعدما أصبحت قويه وصارت تكره الضعف الذى كانت عليه من قبل وأصبحت
مستعده للثأر لشخصيتها القديمه من أى شخص أيا كان
لم يحتاج فايز سؤالها عن جفاؤها الجلى وعدم تدخلها لمراضاته كعادتها بكلمات قصيره لترقق قلبه
على إبنته فهى تعرف سبب امتناعها عن الاجتماع على مائده واحده مع إبنة بشرى ولقد فهم فايز لكن حلمه
_ زيد فين هو كمان
جلست على كرسيها بعدما أنهت توزيع الطعام وأجابته
_ فى شغله إنت عارف إنه ما بيجيش إلا باليل
_ انا مأكد عليه إنهارده إنه يتغدى معانا عشان بنت عمه
الكلمه جعلتها تفور الټفت إليه لتطالعه بأعين متسعه غير مباليه بأى شئ تستنكر غضبه على والدها
لعدم حضور غداء غير معتاد عليه بالاساس ردت عليه پحده
_ اتعود يتغدى فى شغله ومافيش حاجه هتغير عشان حد البيت هيمشى زى ما هو ماشى
شعر عماد بسخونة الاجواء بين والده وزوجته وتدخل ليقول بتلطيف
_ معلش ياحاج إنت عارف زيد ورأسه الناشفه شغله عنده أهم حتى من نفسه
هذه الاسباب كانت غير مقنعه لفايز أهم شئ عنده هو تنفيذ كلمته حتى ولو كانت على عنق الجميع
الشرر الذى إنبلج من عينه كان يؤكد أن نيران الحړب ستشتعل ولا أحد سينجو منها .
صر على أسنانه وهو يوقف إبنه بزمجره شرشه
_ أنا كلمتى تمشى على رقاب الكل و....
قطع حديثه يد صبا الناعمه التى وضعتها على ظهر يده المجعده وهى تقول مهدأه إياه بإبتسامه حانيه
_ جدو متعصبش نفسك انا مبسوطه بوجودك أنت وجودك إنت أهم
إلتف إليها منصاعا مع مواستها الرقيقه حرك رأسه مبتسما لها وقد أطفأت ناره بعذب كلماتها
لم تحتاج مجهود لتفهم أنه تخلف محتمل لأول مره عن الانصياع لأومر جده لعدم الاجتماع
معها وكذلك من ذكر إسمها من قبل ونيسه .
تناولت معهم الطعام وتحدث كلا من بلال ويحيى بسعاده مع صبا وكأنهم يكتشفوها كما هى تحاول إكتشافهم
لكن بطريقه أخرى من بعد خطوات رقيقه اقټحمت غرفتهم جعلت أعينهم تلتف وكانت أولهم ونيسه التى
فتحت ذرعيها وهتفت مرحبه
_ تعالى يا قلب ستك
انتبهت صبا إلى قطعة السكر التى إقتحمت جلستهم وحظت بهذا الاهتمام والترحيب تبعتها بعينان متسعتان حتى
وصلت إلى احضان ونيسه وتربعت على قدمها بشرتها بيضاء وشفاها ورديه وشعرها المجعد الساقط على وجنتيها
يزيدها جمال ويجعلها لا تقاوم يتضح من حجمها الصغير أنها لا تتعدى الاربع أعوام من فرط إعجابها بها تشجعت
لتسأل صبا بفضول
_ مين الجميله دى
أجابت ونيسه وهى تحاوطها بيدها بقلق
_ دى بنت زيد
إختطلت دهشتها بصډمتها وما عرفت سب لذلك ربما لانها لم تكن قريبه بشكل كافى من عائلة والدها
وغير مهتمه تماما بمناسبتهم لتعرف أن إبن عمها الأكبر زيد متزوج ولديه طفله لكن هذا ليس مهما المهم
_ وانتى إسمك إيه يا قمر
حدقت إليها الطفله برييه وتمسكت بعنق جدتها تبدو غير معتاده على مخالطه أحد وهذا يظهر من تجاهل الجميع
إليها واستمرارهم بالطعام كأنها لم تأتى أصلا نابت عنها ونيسه بالرد
_ مريم
اشارت لها صبا بإبتسامه وقالت
_ شكلى خلاص لاقيت صاحبه ليا فى البيت هنا مش هسيبك ابدا
_ لاء مريم مش بتحب تقعد مع حد
والتخفيف
_ مريم مش بتعرف تتعامل مع حد بعد أبوها غير مع ستها وبس
جاهدت صبا رسم ابتسامه على وجها لتخفى حرجها من تصرف زوجة عمها لكن أنقذها القدر من هذا
الحرج بصوت قادم من البوابه المقابله تنادى
_ السلام عليكم
التف الجميع على صوتها وصاح بلال بسعاده
_ أهى عمتى بثينه جات
إلتفت معهم صبا لترى عمتها
فى اواخر الاربعين لم تكن ذات إبتسامه وصاحبة عبوس دائم هذا واضح على الخطوط التعبيريه
على حاجبيها وجبهتها دون شفاها ولا وجنتيها كانت عينها مسلطه على عينيها تطالعها پحقد دفين
وكره أسود حتى أنها لم ترى غيرها ولم تسمع ترحيب الجميع بها نظراتها إليها لم تتحول طول
توجها إليهم و عندما وصلت إلى جدها وإنحنت لتقبل يده ربت على رأسها وقال معاتبا
_ ولونى زعلان إنك إتاخرتى
نهض عماد من مكانه وهتف وهو يصافحها مرحبا
_ ما فاتهاش حاجه احنا لسه بنقول بسم الله
صافحته لكنها هتفت بصرامه
_ لااا ... إتغديت فى دارى
نهضت ونيسه هى الاخرى لتصافحها وكذالك أبناؤئها بلال ويحيى
وبرغم معرفة صبا بأنها عمتها لكنها لم تتحرك من مكانها للترحيب بها تجاهلتها كما تصر هى على عدم
مشاركتهم المائده بوجودها وقفت تحدق بها بثينه لكن صبا تجاهلتها تماما حتى نادها جدها معرفا إياها
_ دى بثينه ....عمتك يا صبا سلمى عليها
لم تنهضت من مكانها وصافحتها بإبتسامه سمجه وهى تقول
_ بجد ....كان نفسي يكون ليا عمتوا
رمقتها بثينه پغضب عارم من هذا الاستهزاء وصاحت غاضبه
_ انتى امك ما علمتكيش الادب بتسلمى على عمتك اللى عيالها من دورك من