رواية سجينة جبل العامري الفصل الخامس والعشرون بقلم ندا حسن
سريعا وقلبه يعود نبضه من جديد وقبل أن يرحل بصق على تلك الملقاة أسفل قدمه باشمئزاز ليعود إلى الأعلى ركضا والأمل يعود داخله..
قابلتهم إسراء التي كانت تهبط الدرج مع والدته تساعدها والاثنين وجوههم ملطخة بالعبرات الحزينة المقهورة على زينة ولكن عاصم قابلهم صارخا بقوة
مش زينة.. دي تمارا
وصل جبل إلى الغرفة ليحاول فتح باب المرحاض ولكنه كان موصد من الداخل فتأكد من ظنونه تقدم معه عاصم قائلا بجدية ولهفة
هنكسره يلا
ابتعدوا الاثنين عن الباب ليتقدموا منه بقوة يدفعوا به بجانب جسدهم فلم يفتح ليعودوا يكررون تلك الفعله مرة وخلفها الأخرى والأخرى إلى أن فتح الباب على مصراعيه وظهرت زينة من خلفه ملقاه على الأرضية في الداخل
ساعدوه جوا أنا هطلب الدكتور
ولجت شقيقتها بلمح البصر تحاول استعادة أنفاسها وهي تنظر إليها أمامها مازالت حية ترزق موجودة بينهم لم يحدث لها شيء تنهدت مقتربة منها تطمئن عليها تمسح عبراتها عن وجهها ولكن جبل لم يعطي
ولكن محاولاته باءت بالفشل فأشار إلى شقيقتها سريعا قائلا بجدية
هاتيلها هدوم من عندك بسرعة
أومأت إليه برأسها وكانت في لمح البصر خارج الغرفة لتأتي والدته بزجاجة عطر من على المرآة تحاول أن تجعلها تستفيق بها تجلس جوارها ولكن لا جدوى من كل هذا..
أمسك جبل كف يدها بين قبضته ينظر إليها پخوف شديد ورهبته تجاهها قاټلة للحد الذي لا يتحمله فلم ېكذب حينما قال أن
بقي عاصم في الخارج بعدما طلب الطبيب لم يدلف حينما وقعت عيناه عليها في المرحاض ملقاة بتلك الملابس..
أتت إسراء ركضا والملابس بيدها فأخذها منها جبل وأشار إليهم جميعا بالخروج فوقفت والدته محاولة أن تبقى معه لتساعده ولكنه رفض تعريتها أمام أي أحد حتى شقيقتها ليخرج الجميع ويبقى هو فقط ليبدل لها ملابسها كي يستطيع الطبيب رؤيتها.. عندما وجدها في الداخل أدرك أنها فقط اغشيا عليها من الدخان فأطمئن قلبه واستكان..
لقد مر بدقائق قليلة كانت هي الأكثر عڈاب في حياته لم يخوض معركة ولم تنشب حرب بينه وبين أحد يتذوق بها المر بهذه الطريقة لم يعتصر قلبه بهذه الطريقة من قبل ولم يشعر بجسده ببوادر الشلل إلا على يدها في المرة السابقة وهذه..
مشاعر الهوى والغرام الذي شعر بها معها لن يجدها مرة أخرى ولن يحاول أن يعثر عليها لأنه يدرك تماما أن هذا الجنون في علاقتهم سويا فريد من نوعه لدرجة أنه نشب بينهم هم فقط ولا يوجد مثيل له..
لن يجد غزال غيرها تشعره بأنه الأهم والأعظم...
تحدثت بصوت خاڤت مرهق
أنا كويسه يا جبل.. متقلقش عليا
قال بصوت أكثر إرهاق منها وهو يمسد بيده على خصلات شعرها
روحي كانت بتتسحب مني يا زينة حسيت إني بمۏت قلبي كان بيتعصر
بعد الشړ عنك أنا والله كويسه
دلفت شقيقتها إلى الغرفة بعدما دقت على الباب تركض ووجهها ملطخ بالدموع لتتجه إلى الناحية الأخرى من الفراش تقترب منها فتركها جبل على مضض متأففا..
تحدثت بحزن طاغي على ملامحها ونبرتها وهي تنظر إليها بعمق
أنتي كويسه صح
أومأت إليها برأسها بهدوء وهي تجذبها نحوها تطمئن قلبها عليها فتحدثت الأخرى ثانية وهي