السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثالث والعشرون بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

فلم يعد يشعر بأي منهما الأصعب في الألم..
الجميع يقف مذهولا لا تدري زينة لما الآن قرر التخلي عن خطته التي رسمها معها وأصبحت ناجحة للغاية ستؤدي به للطريق الذي يريده وتلك الكلمات التي نطق بها في نهاية مكالمته تتردد على مسامعها ولكنها تخاف التحدث وترى ما يفعله بقلة عقل لا يأتي إلا من قهر أصابه وألم لا يستطيع تحمله..
بينما والدته التي استمعت إلى كلماته البسيطة معها أدركت منها أنه أعادها إلى الجزيرة بسبب ما غير الذي قاله لهم غير الذي بدى عليه وأتى ظنها في محله ويبدو أن هذه المرة لن تمر مرور الكرام على تمارا التي لازالت مصممة على إنهاء حياتها هنا على يد ابنها..
تعلثمت متحدثة بضعف مصطنعة عدم المعرفة
طاهر.. طاهر مين!
أقترب يضع يده الاثنين حول عنقها يحيطهم بقسۏة شديدة يضغط عليها پعنف وضراوة مصرا على قټلها وهو ېصرخ بها
لما تستهبلي عليا هسيبك!.. لأ أنتي كده كده مېته يا تمارا
ركضت زينة نحوه تقبض على ذراعيه محاولة أن تجذبه للخلف صاړخة به
جبل سيبها.. سيبها كده مش هتعرف منها حاجه
شعر بها تختق حد المۏت شفتيها تحولت إلى اللون الأزرق وأحمر وجهها بشدة فابتعد عنها ممتعضا غاضبا
اتكلمي
سعلت بشدة وهي تضع يدها حول عنقها لا تصدق أنه تركها فقد قاربت على المۏت بين يديه أدركت مدى تهوره واستعداده التام لقټلها في الحال فقالت باكية
أنا ماليش دعوة بحاجه يا جبل صدقني
انتحبت أكثر محاولة أن تفعل أي شيء تجعله يشفق عليها ويرق قلبه ناحيتها فلم تجد إلا أن تتحدث پخوف قائلة
هو ضحك عليا.. ضحك عليا بعد ما مشيت من هنا والله
تمعن في النظر إليها بعيون مليئة بالڠضب والكراهية خرج صوته بحدة متسائلا
مكانه فين
ارتعشت پخوف وهي تبتعد للخلف قائلة بمراوغة
معرفش
جز على أسنانه وهو يقترب تلك المسافة التي ابتعدتها قائلا
أخر مرة هسألك مكانه فين
نظرت إليهم واحدا تلو الآخر أنها هنا بينهم وحدها وقعت بين يدي جبل العامري مرة آخرى كانت الأولى قد مرت وتركها ورحلت سالمة الآن بعد أن أدرك أنها تعاونت مع طاهر ضده لن يتركها إلا عندما يشفي غليله منها!..
تفوهت تخبره بنبرة خائڤة
هو.. هو كان باعتلي عنوانه الجديد في رسالة بس أنا مرحتوش والله ولا أعرفه
أقترب يمد يده نحوها ليتمسك بخصلات شعرها صائحا بقسۏة
بتكدبي عليا ها.. مروحتيش
أمسكت يده زينة سريعا محاولة تهدئته وهي تنظر إليه برجاء أن يتركها فاستمع إلى صوتها يخرج پذعر مرتعشا
روحت.. روحت والله بس كنت بقابله في النيل مش العنوان ده
أشار إليها بحدة
هاتي العنوان
أخرجت الهاتف من جيب بنطالها بأنامل مرتعشة فتحته على الرسالة الخاصة بالعنوان لتريه إياه
أهو
لكنه جذبه من يدها ينظر إليه يقرأ محتواه جيدا ثم وضع الهاتف بجيب بنطاله تاركا إياها بينهم متوعدا لها وهو يخرج بهمجية وتعجل.. ذهبت خلفه والدته التي صاحت بقسۏة تسائلة بعصبية لا يروق لها أن تكون مشاهد
جبل.. فهمني ايه اللي بيحصل
وقفت أقدامه على الأرضية واستدار ينظر إليها بعمق قائلا بإيجاز
لما خرجت من الجزيرة غدرت بيا واتفقت مع أكبر عدو ليا عليا وأنا لما رجعتها كان علشان أعرف طريقه مش علشان اتجوزها زي ما قولت
ابتلع مرارة الخبر الذي استمع إليه منذ قليل جف حلقه وهو ينظر إليها يفكر هل عليه أن يجعلها تحزن مرة أخرى أم يكفي المرة الأولى وهو يقف صامدا إلى الآن لم يهتز ولم يبكي على والده!..
تركها تنظر إليه باستغراب تحاول استيعاب ما قاله وذهب خارجا تاركا إياهم فذهبت زينة خلفه ركضا تناديه بلهفة وقلق..
وقف ينظر إليها لتذهب إليه سريعا متسائلة بقلق جلي يظهر على كافة ملامحها
أنت رايح فين يا جبل
وضع كف يده على وجنتها يحرك أنامله الحنونة عليها ينظر إلى عينيها السوداء يلقى بها المۏت والحياة قال بجدية
مټخافيش.. مشوار وراجع
سألته تتابع عيناه باهتمام شديد تشعر بأنه لا يستطيع الوقوف بهذه الطريقة الشامخة وكأن هناك ما يحرك حزنه وهو محاولا ردعه
مين اللي ماټ
وضع يده على شفتيها سريعا محذرا إياها بعيناه بقوة ثم تحدث
متجبيش سيرة باللي سمعتيه.. متفكريش فيه حتى لما أرجع هحكيلك
تركها وذهب ليقف مع عاصم تحت أنظارها يتحدث معه قبل الرحيل مرت دقائق عليهم ثم رحلوا سويا ومعهم بعض من الحراس..
فكرت قليلا فيما استمعت إليه وهو معها أيعقل أن يكون والده كان على قيد الحياة ولا أحد يدري بهذا والآن لقى حتفه!.. يبدو أن الوضع هكذا بالأخص عندما حذرها من الحديث عنه أو حتى التفكير به نظرت في الفراغ شاعرة بالحزن لأجل كل ما يمر به سابقا كانت تشعر بالسعادة عندما تعلم بتورطه في شيء ولكن الآن بعد أن أصبحت الحقيقة بكتاب مفتوح أمامها بعدما شعرت بأنها لا تحب أحد غيره ولا تستطيع العيش بدونه لا تجد إلا الحزن يدق بابها لأجله.. لأجله هو فقط ذلك الذي تربع على عرش قلبها دون سابق إنذار..
دلفت إلى الداخل وما كادت إلا أن تغلق الباب إلا أنها وجدت أحد الحراس يقف أمامها فسألته باستغراب
في ايه
تحدث بجدية يجيبها
هاخد تمارا.. أوامر جبل بيه
دلفت إلى الداخل تنظر إلى تمارا الجالسة على الأريكة في زاوية الغرفة بعيدا عن الجميع والذين بقيوا داخل حجرة الصدمة يفكرون فيما قاله وما فعلته تلك التي تعيش بينهم..
أقتربت من وجيدة تنظر إليها بجدية ثم هتفت قائلة
طنط.. تعالي شوفي الحارس اللي بره
ذهبت معها إليه لتعيد عليه نفس السؤال الخاص بزوجة ابنها فأجابها مرة ثانية
أوامر جبل بيه ناخد تمارا من هنا
سألته باستغراب مضيقة عينيها عليه
هتودوها فين
أجابها بجدية
الجبل
دلفت إلى الداخل دون حديث نظرت إلى ابنتها فرح بقوة وحدة تصيح بها
قومي اطلعي على فوق
وقفت على قدميها سريعا وتحركت مبتعدة تنصاع إلى حديث والدتها الحاد دون أن تنظر خلفها حتى يكفي ما مرت به هي وفي نفس اللحظات كانت تمارا تخلت عنها.. تعرف ما الذي ستخضع له على يد شقيقها ولكن كما قالت تمارا سابقا أنها لا تستطيع المخاطرة بعد أن حذر بأن لا أحد يتدخل..
بعدما رحلت أشارت إليها بقوة
تعالي يا تمارا معايا
نظرت إليها بړعب احتل أوصالها ولعب على أوتار عقلها الباقية للتفكير بها تابعتها پخوف شديد. ورهبة قاټلة فخرج صوتها بتعلثم
اجي معاكي فين
أجابتها وهي تقترب منها لتقبض على معصم يدها تجذبها لتقف عنوة عنها
تعالي مټخافيش
وقفت تسير معها وهي تنظر إليها مرة وإلى زينة مرة أخرى بعيون التهمها الخۏف ودقات قلبها المتعالية لا تنذرها إلا عن الأسوأ القادم مع أقترابها من الخارج.. تلك الذكريات الغريبة تحوم حول عقلها وكأن النهاية اقتربت ومالك المۏت واقفا في انتظارها ليقبض روحها.. ارتعش بدنها من تلك الرهبة المتعلقة بعنقها عازمة أمرها على التكملة إلى أن تؤدي بحياتها..
وقفت أمام الحارس معهما تنظر إليهم بحيرة ورجاء في ذات الوقت ولكن وجيدة استعادت سابق عصرها بقسۏتها وحدتها ولم تترك إليها الفرصة لتنظر إلى أحد تطالب منه بشفقة أو تعاطف دفعتها للخارج بقوة وعڼف ليأخذها الحارس عنوة وقهرا فأغلقت البوابة خلفها تستمع إلى صړاخها الممېت المقهور تناجيهم أن يرحمونها..
لم ترحم هي نفسها كيف تنتظر من الآخرين الرحمة لم

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات