السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الواحد والعشرون بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

تجري داخل شرايينه..
صباح اليوم التالي
دلف جبل إلى غرفة الصالون صباحا مكفهر الوجه وملامحه حادة عابثة نظر إلى إسراء ثم قال بصرامة
خدي وعد واطلعي فوق
أومأت برأسها باستغراب لتقف تأخذ الصغيرة وذهبت من الغرفة تاركه إياهم صاعدة إلى الأعلى نظرت إليه زينة باستغراب ظهر على ملامحها..
قد تسائل الجميع عن ما حدث بينهم في الأمس فكذبت قائلة بأنها أخطأت بحقه كثيرا وكان خطأ لا يغتفر ففعل بها ذلك ولكن الأمر مر عليهما.. لم يدلف حديثها عقل أي منهم ولكنهم تغاضوا عنه بإرادة منهم..
تحدث بجدية شديدة وهو يتقدم إلى الداخل ليقف أمام وجيدة وشقيقته ومعهم زينة خرج صوته بحدة
أنا هرجع تمارا الجزيرة من تاني
هبت والدته واقفة فجأة وكأن صاعقة ضړبتها بعدما استمعت إلى حديثه لتتحول ملامحها تصرخ عليه
ترجع مين يا جبل أنت اتتجننت.. عايز ترجع تمارا اللي كانت هتقتل مراتك
أشار إلى زينة بيده ساخرا
مټخافيش أهي مراتي قدامك بسبع أرواح
وقفت زينة على قدميها والدموع تترقرق في عينيها قائلة بحزن
لو رجعت تمارا القصر تاني أنا اللي هامشي يا جبل
أجابها ببرود واستفزاز
لو عايزة تمشي أمشي أنا مش همنعك.. لكن زي ما قولتلك امبارح هتطلعي من هنا لوحدك.. بطولك
أحرقها بحديثه ولا مبالاته أمامهم فانفعلت قائلة
لأ يا جبل مش هامشي لوحدي أنا هاخد كل اللي ليا معايا
نظر إليها بقوة وتمعن يحتقرها أمامهم بشدة وذلك الرجل الذي كان موجود سابقا متيم في هواها محاه وكأنه لم يكن يوما
أنتي عارفه كويس أوي إنك مش قدي.. أنا قولتلك عايزة تمشي في ستين داهية بس لوحدك وإلا أنتي عارفه اللي هيحصلك
أشارت إليه والدته صاحبة الملامح القاسېة الحادة تقول پعنف
كلمني أنا هنا يا جبل.. الكلمة كلمتي هنا وأنا قولت تمارا مش هترجع
ابتسم ببرود لوالدته ونفى حديثها بلا مبالاة قائلا
تمارا هترجع.. وهتجوزها
أبعد نظرة إلى زوجته قائلا بقسۏة
على الأقل تمارا لما مشيت كانت مسالمة مأذتنيش مش خاېنة وغداره
تذكرت ما حدث منذ الأمس إلى اليوم لم تعد تتحمل أي إهانة منه أمامهم فقالت بنفاذ صبر
هو إحنا مش خلصنا من الموضوع ده حرام عليك كفاية بقى
تحدث بجدية دون إهتمام بما تقوله يلقي عليها كلمات قاسېة
مخلصناش.. أنا مش هتغابى وهسمع كلام عقلي وأشوف الأدلة اللي قدامي واللي وصلني النهاردة يخليني امحيكي بس أنا مش هعمل كده
وضع يديه في جيوب بنطاله وأقترب يتابع ذلك البرود الذي هو عليه ينظر داخل عينيها مباشرة
عايزة تمشي مع السلامة يلا.. بس لوحدك
أقتربت من والدته راجية إياها بعدما اخفضت نظرها من عليه
طنط لو سمحتي اتصرفي أنتي معاه
أبعدت والدته نظرها من عليه واتجهت إليها هي تنظر إليها بحدة واستغراب تام أهذا هو ابنها وهذه زوجته هل هي من حسدت ما كان بينهم ليصل الأمر إلى هنا بهذه الطريقة الموجعة..
سألتها باستغراب
أنتي عملتي ايه
وجهت عينيها إليه بقلة حيلة لا تدري ما الذي تقوله فأجاب هو بدلا عنها بسخرية ثم أكمل بجدية
ما تقولي ليها عملتي ايه يا غزال.. تمارا راجعة وأنتي تروحي تلمي حاجتك من اوضتي
أكمل بصرامة
لو هتقعدي هنا هتقعدي علشان خاطر بنتك ومزاجي بس
وجدها تنظر إليه بعيون حزينة وملامح مقهورة مخذولة منه أيشعر بالشفقة عليها! أم يعود في حديثه مرة أخرى ويترك كل شيء يذهب عرض الحائط... لا سيكمل ما بدأه
اسطرد ثانية بقسۏة
غير كده لأ
صاحت پغضب تجيب عليه بعدما لم تستطع مجاراة حديثه أو حتى فهم ما الذي يريده منها ألم ينتهي الأمر في المساء
وأنا مش هستحمل كده ومش مجبوره استحمله
ابتسم بسخرية شديدة ولم يعطي لڠضبها اهتمام بجيبها بجود
هتستحمليه ڠصب عن أهلك
أشار إليها بعصبية بعدما وجدها تقف تنظر إليه بعمق وعينيها تحاكيه بكثير من القهر والألم الممزوج بحزنها منه
غوري لمي حاجتك من اوضتي
غادرت الغرفة سريعا بعدما هبطت الدمعات من عينيها وهي تدرك جيدا أن حديثه صحيح لن تستطيع الخروج من الجزيرة وهم معها إلا بإذن منه وهذا لن يحدث لن يكن هناك مجال لأن تقف أمامه تجادله وتعاديه..
أقنرب من شقيقته قائلا
معاكي رقم تمارا مش كده
أومأت إليه برأسها وهي تنظر إليه پخوف وقلق فقال بجدية
هاتيه
أعطته الرقم تحت نظراته الجامدة عليهم فلم تستطع فهم أي شيء مما حدث بينهم ومازالت والدته هي التي تقف تتابع ما فعله بأعين حادة قاسېة تصمت وتكبت بداخلها تفكر فيما يفعله أو ما فعله ويريد التكملة به.. ترى أن زينة مؤكد فعلت شيء بشع للغاية حتى يتحول هكذا ولكنها حتى لم تدافع عن نفسها أمامهم ولم تكابر في الحديث معه.. ولم تقول سبب ما حدث بينهم في الأمس ولم يدلف عقلها أي من كل هذا.. الأمر مريب وليس كما يبدو وعليها أن تعلم ولكن ولدها لن يتفوه بحرف معها أنها تعرفه جيدا..
أن يجعل تمارا تعود بهذه السرعة!.. يتزوجها وعلم قيمتها ويترك تلك التي ذاب بها عشقا.. ابتسمت ساخرة وهي تراه يخرج من الغرفة.. أيعتقد والدته طفلة بلهاء حتى يدلف عليها هذا الحديث ولكن صبرا كما يقولون للحديث بقية ولن تكن هذه النهاية من المستحيل أن تجعل تمارا زوجة له من هنا سيبدأ الخړاب أن حدث وستبتعد حفيدتها عنها عنوة عن الجميع.. صبرا
تحدث مع تمارا بعدما أخذ رقم الهاتف الخاص بها من شقيقته قدم إليها الكثير من الاعتذارات عن كم كان قاسې معها وتناسى كل ما كان بينهم لأجل تلك الغريبة التي اقټحمت عالمه دون إنذار..
قابلته بالسعادة الخالصة متعلقة في شباك غرامه الذي عبر إليها عنه من خلال المكالمة ولم تكذب الخبر ووافقته على كل ما يريد وطالبت هي بالعودة إلى الجزيرة مرة أخرى لتسترد حقها بعدما أعطاه إليها كامل..
قد كان بعد ساعات مرت أرسل رجاله إليها ليعودوا بها إلى الجزيرة مرة أخرى..
وقف أمامها في المكتب بعدما عادت تنظر إليه بحزن اجادت تصنعه جيدا تقول
أنا زعلانه منك أوي يا جبل
بدى وكأنه رجل مسالم للغاية يتحدث برفق معتذرا وملامحه هادئة
أنا آسف.. أنا مكنتش عارف قيمتك يا تمارا كل اللي عملته معاكي كان من حړقتي علشان مشيتي وسيبتيني ولما رجعتي كانت زينة معايا بس خلاص
علقت عينيها عليه تسأله بلهفة
خلاص ايه
أمسك يدها بين يديه بحنان بالغ ونظرته نحوها تحمل الأسى والندم
أنا عرفت قيمتك.. تمارا
أكمل بحزن شديد
تمارا زينة خانتني وغدرت بيا وأنتي عارفه الخېانة عندي ديتها ايه
سألته وهي تقترب منه للغاية متعلقة بعيناه وراق لها كثيرا رؤيته هكذا محب مسالم حزين من أخرى يلقي بنفسه بين أحضانها فاستغلت الفرصة قائلة
وهي لسه هنا ليه يا جبل أنت عمرك ما سامحت حد خان
دقق النظر بها وأردف بجدية بعدما زفر بضيق
أنا مش عايز اقټلها.. اللي عملته قهرها أكتر أنا كنت هخرجها من الجزيرة لولا أمي رفضت خروجها علشان وعد
ترك يدها واستدار يعطي إليها ظهره قائلا بشړ
استني بس عليا أنا بحضرلها مفاجأة يا تمارا
أقتربت منه تضع يدها على كتفه تسترق السمع لحديثه بتركيز شديد متسائلة باستغراب
ايه
استدار ينظر إليها بقوة يجيبها بجدية
هخليها تتنازل عن كل حاجه ليها هنا حتى بنتها وهطردها من الجزيرة كلها زي ما عملت معاكي وهجبلك حقك..
أكمل ناظرا إلى داخل عينيها بعمق

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات