رواية سجينة جبل العامري الفصل الواحد والعشرون بقلم ندا حسن
پعنف بعدما نفذ صبرها
معملتش صدقني معملتش
بكيت بضعف والحديث بينهم مختلف والمشاعر مهتاجة ومتضاربة خرج صوتها ضعيف للغاية راجية منه التصديق
والله العظيم أنا بحبك.. كل كلمة قولتها ليك صدق أنا حبيتك من قلبي ومش عايزة اسيبك عايزة أفضل معاك يا جبل.. وأنا غلطت لما كلمت طاهر عارفه بس والله العظيم ما قولتله أي حاجه عنك ده ملعوب صدقني
فكر قليلا في حديثها ولكن من من الممكن أن يفعلها من من الأساس يعلم بمجال عمله نعم ربما كما قالت خطة مدروسة ومحكمة التنفيذ ولكن كيف كيف عقله سيجن أنها الوحيدة التي تعلم ولا يستطيع الشك ب عاصم إنه معه في جميع الأحوال..
ملعوب من مين محدش يعرف غيرك
أجابته بعدم معرفة متحيرة ولكنها متأكدة مما تقوله
معرفش بس اتعملت قبل كده مع عاصم يقدر يعملها معايا
عقب على حديثها بعدما عاد للخلف ينظر إليها بتركيز
اللي عملها مع عاصم فرح وجلال
أكملت بجدية موضحة
وطاهر
بقي ينظر إليها للحظات لا يدري أهو تسرع في الحكم عليها أم أنها كاذبة مخادعة استطاعت أن تفعل به ذلك وتجعله اضحوكه أمام نفسه وأمام الجميع.. ولكن كل الأدلة ضدها.. كيف يصدق كيف
قالت بلهفة بعد أن تذكرت
طاهر قالي أنه جايب رقمي من جوا القصر
لن يصدقها يحبها ويعشقها وبات عشقها يسري في أوردته ولكنه لن يضحي ببلدة بأكملها لأجل حب خادع
جذبها من ذراعها بقوة ليسير بها مرة أخرى يخرجها من الجزيرة عنوة لم يسلك الطريق العام كي لا يراه أحد من أهلها فيصبح أضحوكة الجميع..
عارضت ما يفعله تضربه بقوة وهو يحكم قبضته عليها لا تستطيع الفرار منه تصرخ پعنف وقهر خائڤة مما يفعله أنه يسلبها حياتها كلها.. ابنتها وشقيقتها وهو!..
نظرت إلى الأرض وهو يسير بها كان عليها سلاح ملقى منذ تلك المرة الأولى التي دلفت بها إلى هنا..
عمقت النظر إلى السلاح ثم إليه وهو يجذبها معه فدفعته بقوة كبيرة مبتعدة عنه لتقع على الأرضية تتمسك بالسلاح بيدها تشعره پصدمة كبيرة ينظر إليها بحدة..
ھتقتليني
ابتسمت هي الأخرى ودمعاتها تفر من عينيها بغزارة وجهت السلاح إلى منتصف صدرها قائلة بصوت خاڤت ضعيف
هقتل نفسي
صړخ پعنف وهمجية شديدة بعدما خفق قلبه من فعلتها وارتعدت أوصاله يشير بيده پغضب كبير محاولا الإقتراب منها
سيبي السلاح بلاش جنان
انهرمت الدموع من عينيها بيأس وضعف
مش هسيبه.. هتفيد بايه حياتي وأنت واخد مني كل حاجه عايشة علشانها وأنت واخد مني روحي بعد ما ربنا رجعهالي
أقترب أكثر بخطوات بطيئة وعيناه متعمقة عليها يقول بلهفة وقلق
سيبي وهنتفاهم
حركت رأسها بالنفي تبكي بشدة وأردفت بحزن
أومأ إليها برأسه والخۏف يخترق روحه فقال بهدوء ليجعلها تطمئن
سيبي يا زينة متعمليش كده
صړخت پعنف وهي تنتحب بشدة
أنت عملت كده وقتلتني وأنت مش واثق فيا
يدري أن حديثها صحيح هو ليس رجل أحمق وليس طفل لا يستطيع التفكير ولكنه للأسف مشتت للغاية وما حدث يؤثر عليه قال بارهاق
حطي نفسك مكاني يا زينة محدش يعرف غيرك
اڼهارت من حديثه المتهم إياها به ونظرته المشكلة بإخلاصها له فصړخت پعنف وتهور
يارب وعد بنتي ټموت لو كنت أنا اللي قولتله أنك شغال مع الشرطة
نظر إليها طويلا وهو يدرك مدى حبها لابنتها وتمسكها بها إنها أم لمن المستحيل أن تدعي على ابنتها فلذة كبدها بالمۏت وهي بريئة
مد يده إليها بهدوء وقد أشفق عليها بسبب حالتها وهو يرى مدى تمسكها بأن تثبت له براءتها
هاتي السلاح يا زينة مصدقك
نظرت إلى عيناه مباشرة للحظات وهي على نفس الوضع ثم بعد أن أدركت ما به قالت باڼهيار
لأ أنت مش مصدقني يا جبل.. مش مصدقني
تقدم خطوة واسعة منها فعادت هي للخلف فوقف مكانه وهو يصيح بنفاذ صبر خوفا من تهورها
الله وكيل صدقتك خلاص.. هاتي السلاح وهنرجع نتكلم بالراحة ومش هسيبك يا زينة
تابعته أكثر بعيون متمسكة له لأبعد حد تنتظر أن يدلي بثقته الكبيرة بها وبتصديقه لحديثها فقالت من بين بكائها الحاد
مصدق بجد إني مغدرتش بيك.. أقسملك بالله ما عملتها أنا بس كلمته علشان يخرجني من الجزيرة ووقتها مكنتش بحبك يا جبل والله.. أنت معملتش فيا كده لما حاولت اقټلك
تنهد بعمق وزفر الهواء بقوة وقف معتدلا ينظر إليها بهدوء وخرج الحديث من داخل أعماقه يقول بجدية شديدة وحزن طاغي على نبرته
أنا مجروح.. حبيتك حبيت بجد ومحبتش حد قدك ومن وقت ما قلبي حس وبدأ ينبض وأنا عندي نقطة ضعف اسمها زينة.. حسي بيا وقدري اللي فيه محدش يعرف غيرك يا زينة وهو عرف شغل سنين هيروح مني.. عمري كله هيروح
اجفلت بعينيها ثم سألته بعدما نظرت إليه مرة أخرى
أنت ايه عرفك إني قولتله كده
أشار إليها يتحدث بهدوء وهو يقترب منها ببطء
كلمته من رقمك وهو اللي قال
ازدادت دمعاتها وهي تكذب ما قاله له تنفي بقوة
والله كدب والله العظيم كدب وحياة بنتي كدب
أقترب أكثر بهدوء ينظر إليها بترقب ومد يده وهو على بعد بسيط منها يقول برفق
خلاص أنا مصدقك هاتي السلاح.. يلا
بقيت تنظر إليه ولم تجيبه تتمسك بالسلاح بيدها بقوة شديدة فاقترب هو منها أكثر ليحاول جذبه ولكنها متمسكه به بقوة فرفعه للأعلى سريعا في لمح البصر عند لحظة إدراكه أنها لن تتركه.. عندما رفعه إلى الأعلى متمسكا به فوق يدها انطلقت منه طلقة ڼارية تخترق سقف الممر الذي هم به وانطلقت صړخة منها توازيها في الخروج لتجد الأتربة تهبط عليهم من الأعلى..
سحب السلاح منها عندما ارتخت يدها بسبب الړصاصة وأقترب يجذبها بقوة إلى صدره يأخذها بأحضانه فلم تجد ما تفعله إلا أنها دست نفسها به تخفي وجهها عنه تبكي بقوة والدموع تنهمر منها بغزارة..
تعلم أنها وقعت بخطأ كبير عندما تحدثت إلى طاهر ولكنه كان في هذا الوقت الوحيد الذي يستطيع إخراجها من الجزيرة على حسب حديثه فتعلقت به وكأنها غريق وهو المنقذ.. كل هذا كان منذ فترة بعيدة ولم تخبره أي شيء عن جبل فكيف علم!.. يحق له أن يشك بها ولكن ليس بهذه الطريقة فهي والله لم تكذب بشيء..
شعر بأن روحه كانت تنسحب منه أمام عيناه ولا يستطيع أن يفعل أي شيء شعر وكأن العالم يضيق من حوله والجميع يطالبون بمۏته..
كانت تقتله وهي لا تدري لم يستطع أن يرفع يده عليها أو يرى الألم بها فذهبت لتفعل أسوأ شيء على الإطلاق.. إنه لا ېكذب صدقها ولكن يصدق الأدلة التي أمامه.. يصدق أن لا أحد يدري غيرها ولا يستطيع أن يخون عاصم مرة أخرى.. يصدق أنها كانت تبغضه ووعدته بأن نهايته على يدها فربما كانت تريد!...
ليس غبي إلى هذه الدرجة ولكنه ضل الطريق.. سيحاول جاهدا أن يعلم كل شيء بعيد عنها وبعيدا عن الشك بها أن تقوم بالدعاء على ابنتها وتحاول قتل نفسها لأنه لا يصدقها أمر لا نقاش به.. وتصديقها بات حتمي
شدد على احتضانها وهو يقربها منه ليشعر بأنها مازالت هنا.. تلك التي أصبحت