رواية سجينة جبل العامري الفصل الحادي عشر بقلم ندا حسن
وتتوقع ما القادم منها
أمي قاعدة عند خالي رفضت ترجع معايا الجزيرة
كل هذا كان تحت أنظار ومسامع جبل الذي جلس بهدوء شديد يتابع حديثهم وينظر إلى كل تعبير صغير يخرج من أي منهن..
سألها بسخرية بعدما أجابت على والدته
ولما هي رفضت.. رجعتي أنتي ليه
ابتسمت وبمنتهى الثقة نظرت إليه قائلة
قولتلك يا جبل.. جاية على طول وهرجع كل حقوقي
أنهت جملتها وهي تنظر إلى زينة نظرة ذات مغزى فلم تستطع الأخرى الصمود أمام نظرتها فتركت ملعقتها ونظرت إلى جبل وتفوهت تسائلة مستفهمة
حقوق! حقوق ايه اللي بتتكلم عليها
نظر إليها مبتسما بزاوية فمه يسخر منها وهو ينظر إليها بطرف عينه يحاول في كلماته أن يظهر للأخرى أنه يحب زوجته
اغتاظت منه بشدة ونظرت إليه بعمق تحاول أن تدرك هل هذا هو نفسه هل ستكون المهمة صعبة إلى هذه الدرجة فهو لم يتغير به أي شيء حتى ملامح وجهه لم تزداد شيء إلا قسۏة وعڼف.. لم تختلف إلا في تهجمها وتغير روحها..
لم يتغير به شيء إلا جسده أصبح أقوى وأضخم من السابق لا ترى أي تغيير سوى هذا وذاك فهل حقا يوجد غيرهم داخله تغيير
ابتسم أكثر اتساعا وهو يتابع قائلا بقسۏة وغلظة عكس ما يظهر على ملامح وجهه وهو يتذكر كل ما مضى
عارفه العيل الصغير لما يستغني عن حاجه والحاجه دي تروح لحد غيره فيحس بالغيرة ويبقى عايز يرجعها.. أهي تمارا كده فاكرة نفسها جاية تاخد كل اللي سابته ومشيت
أخرجتهم من الصمت الذي حل عليهم وهي تقول بغيظ تنظر إليه
سبق وقولتلك هرجع كل حاجه.. وأنت أكتر حد عارفني
وضع ذراعه على ذراع المقعد الجالس عليه ورفع كف يده ويستند باصبعة الإبهام والسبابة على وجنته ناظرا إليها بسخرية يقول بلا مبالاة
لأ مبقتش أعرفك السنين بتغير ومتحاوليش تتعاملي معايا على إنك تعرفيني ولا مع أي حد هنا
تحدثت وجيدة لتخفف حدة ما يحدث وتخفي ذلك الحديث الذي يمر من أسفل الطاولة
أومأت إليها الصغيرة برأسها قائلة بصوت خاڤت
آه يا تيته
وقفت على قدميها تبتعد عن الطاولة وأقتربت من الفتاة تأخذها للخارج
تعالي نغسل أيدينا سوا
أومأت إليها وذهبت معها
ماشي
أمسك جبل بيد زينة الموضوعة على الطاولة ونظر إليها بنظرة محبة مشتاقة لا يدري إن كانت خرجت منه بعفوية أو كانت مصطنعة لأجل إحراق الأخرى
تعالي عايزك
أومأت إليه على الرغم من استغرابها التام لما يحدث وما حل عليه ولكنها عاونته قائلة
ماشي
نظرت إليه ابنة عمه احترق قلبها وهي تتسائل هل ستدفع الثمن لأجل ذهابها من الجزيرة..
دفعت تمارا بيدها أحد أطباق الحساء الموضوعة على الطاولة جوار زينة لتقع على قدمها اليسرى بكل عڼف تفرغ ما تحويه عليها وهو ساخن للغاية
وقفت تمارا هي الأخرى معها تمثل الاهتمام والآسف لما فعلته عن عمد
أنا آسفة آسفة مأخدتش بالي والله
لكنها كانت تشعر بالغيرة تنهش قلبها تتألم لرؤيتهم هكذا وهذا الشيء من حقها وهي من تستطيع الحفاظ عليه والشعور به
تألمت زينة بقوة وقدمها تخرج منها النيران تحترق تشعر بفوران الډماء داخلها تتألم بصمت والدموع متحجرة بعينيها.. أقتربت منها إسراء سريعا ولكن جبل قد جذبها إليه ينظر إليها بقلق بالغ يرده إليها عندما