رواية سجينة جبل العامري الفصل الحادي عشر بقلم ندا حسن
وهدوء
الحمدلله يا طنط
تعالت ضحكات تمارا تنظر إليها وإلى والدتها وقالت ساخرة
طنط.. لأ أنا مش طنط
تحدثت والدته عندما وجدتها لا تريد النزوح عن هنا تقترب منها تحدثها على الذهاب إلى الأعلى
اطلعي يا تمارا.. وريها اوضة يا فرح تنام فيها
تحدثت وهي تنظر إليه مرة أخرى تؤكد على أنها تعلم أين مقرها كما تعلم أين هو
أنا عارفه اوضتي كويس يا مرات عمي
صدمها عندما ابتسمت باتساع وهو يرى ثقتها الزائدة وقال بخشونة
مبقتش موجودة
سألته باستغراب وقد خالف توقعها
يعني ايه
قال بجدية وهو يبتعد إلى الداخل ومعه وعد ببرود تام
يعني اوضتك مبقتش موجودة استخدمتها في حاجه تانية مفيدة أكتر من أنها تكون اوضتك
أقتربت من زينة تنظر إليها بعمق ونظرتها نحوها ماكرة
لسه محتاجة أتعرف عليكي يا.. زينة!
الأخرى تقريبا فهمت كل ما حدث منذ قليل من كلمات جميعها ألغاز ونظرات متحدية وماكرة وأخرى واثقة فقالت لها بهدوء
آه زينة
أومأت إليها برأسها وهي تتابع النظر إليها قائلة بخبث
هيبقى بينا حكايات كتير أوي الفترة الجاية.. دا أنتي مرات الغالي يا.. زينة
لم تجيب عليها ولم تعيرها أي اهتمام ولكنها فهمت ما الذي يريده هو منها في هذه الفترة التي ستكون هي متواجدة بها هنا فنظرت إليها بثقة وأحبت هذه اللعبة قائلة بابتسامة
نظرت إليها بقوة وكأنها تحدي أشارت إلى شقيقتها أن تذهب معها تدلف إلى الداخل وتركتها تنظر في أثرها تتسائل هل كل هذا حقيقي!..
جلس الجميع على سفرة الطعام لتناول العشاء ومن بينهم الزائرة الجديدة لقصر العامري تمارا التي تركت القصر بكامل إرادتها وتخلت عن كل ما كان ملكها به وخارجه وتركت جزيرة العامري بأكملها محتجة على وجودها بها.. الآن تعود ورأسها به الكثير والكثير عن عودة كل ما كان لها..
نظرت إلى إسراء بعينين مستغربة فضولية وسألتها وهي توزع بصرها على ملامحها الجميلة
بس أنتي شكلك مش مصرية
اشمعنى يعني
أبعدت عيناها من على إسراء ونظرت إلى زينة بهدوء تستوعب سؤالها ثم أجابت عليها بسخرية تحاول التقليل من جمالها
شكلها يدي على أجانب مش حساها أختك خالص
ابتسمت إليها بسماجة وهي تعلم أنها تريد فعل ذلك ولم تعطي لاجابتها اهتمام فأجابت إسراء
أنا مامتي تركية
أومأت إليها برأسها وهي تضع معلقة الطعام في فمها وتحدثت بعدما ابتلعت قائلة
مش قولتلك.. شكلك مش مصري شعر أصفر وعيون زرقا
أكملت الأخرى بهدوء وجدية تصحح لها معلوماتها
في مصرين بشعر أصفر وعيون زرقا بردو عادي على فكرة
مش حلوين زيك
ردت إليها إسراء الابتسامة الخجلة للغاية قائلة برقة ورفق
شكرا
اغتاظت فرح من مدح تمارا الزائد في الماثلة أمامها وشعرت بالغيرة الشديدة البعيدة كل البعد عن عاصم الآن ولكنها تشعر أن هذه الفتاة تأخذ مكانها بالبطيء وتحظى باهتمام الجميع فقالت بغيظ
مش أوي كده يا تمارا أحسن تتغر جمالها عادي يعني زينا
نظرت إليها إسراء باستغراب شديد ف إلى الآن لا تدري ما سبب كرهها الشديد لها أو دعنا لا نقول كره يمكن أن يكون مجرد بغض لطريقتها التي تتعامل بها والتي تعتبرها مزيفة! أبعدت نظرها عنها غير مهتمة بحديثها الذي حظى باهتمام زينة..
خرج صوت وجيدة تنظر إلى تمارا بجدية تسائلها
قوليلي يا تمارا.. أمك عامله ايه ومجتش معاكي ليه
تركت ملعقة الطعام على الطاولة وتعمقت بالنظر إلى عينيها أنها تعلم تصرفات زوجة عمها جيدا