رواية سجينة جبل العامري الفصل الثالث بقلم ندا حسن
هذه الجزيرة عائدة إلى مكانها مرة أخرى وبحوزتها الأموال الذي تجعلها سعيدة هي وابنتها وشقيقتها..
الإنتظار كان قاټل ولكنها تحملت فقط من أجل أن لا يضيع كل هذا هباء ويذهب تعبها في الوصول إلى هنا ومعاناتها السابقة مع الرياح..
ولكن الحقيقة أن مخاوفها كانت تزداد يوم بعد يوم أثناء وجودها هنا بالأخص عندما أتت الشرطة إلى الجزيرة وعندما تذكرت حديث زوجها واستمعت إلى حديث العاملين بالقصر.. ظلت الأفكار تتهاتف على عقلها بكثير وتأتي من هنا وهنا وتجعلها تشعر بالخۏف والرهبة على ابنتها وشقيقتها في هذا المكان..
لقد كانت ستضيع منها شقيقتها بسبب سوء فهم من أحد الحراس إذا هم يعتادون على ذلك وعلى أهبة الاستعداد دائما لقتل أي شخص يقف في مواجهتهم..
على أي حال لقد انتهت المدة التي طالبت بها والدته الآن عليهم أن يوفروا لها حقها هي وابنتها عليهم أن يجعلوها تنال الراحة ولو قليلا فهي تحمل على عاتقها مسؤولية أكبر منها هي شخصيا.. قد تبدو جامدة حادة صالبة أمام الجميع ولكن داخلها هش للغاية يبحث عن الأمن والدفء الذي ينعم به ولو حتى لدقائق..
أنها الشخص الكبير في أسرتها وهي الأمن بالنسبة إليهم كل منهم يرتمي في أحضانها في السعادة والحزن والشدة والضعف.. ولكن هي ليس لديها من ترتمي في أحضانه وتلقي عليه بعض من تلك الهموم التي تحملها وحدها..
في لحظة ما شعرت أن حياتها انتهت وقلبها توقف عن النبض كل ما فعلته هو التجول في مكان غريب وجديد عليها ولكن لم تكن تتوقع أبدا ما سيحدث لها داخل قصر العامري شعرت أن حياتها رخيصة للغاية ولا ثمن لها.. في لمح البصر كانت ستقتل ولن يكن لها دية عندهم ومنذ أن حدث ذلك وهي متوترة وقلقه بشأن وجودها هنا في هذا المكان..
فهم يتعاملون معهم على أنهم بمنتهى البرود والبساطة وكأن حياتهم ليس لها أي قيمة.. لقد اؤذيت نفسيتها كثيرا مما حدث وشعرت بالقلق والخۏف المبالغ به حتى أنها لم تخرج من بوابة القصر أبدا من حينها وكأن قابض الأرواح ينتظرها بالخارج غير أن ذلك الغبي نعتها بألفاظ بشعة وشكك بها وكأنها فتاة رخيصة تفعل أي شيء دون حساب ولم تحصل على الأدب في حياتها يوما ما..
جلست في الخارج وهي تطمئن أن الجميع علم بوجودها فلا خوف بعد ذلك منهم هؤلاء الحراس الأغبية..
نظرت حولها وهي تجلس على المقعد وكأنها في بيت رجل عصابات أو ماڤيا ليس في مكان قذر كهذا.. البوابة الخارجية عليها حارسان والداخلية عليها حارسان وهناك غرفة للحرس بجوار البوابة من الأساس غير هؤلاء الست أو السبع حراس المتناثرين في الحديقة وكل منهم يحمل سلاح!.. لما كل هذا
لوت شفتيها باستغراب وعدم معرفة ثم فتحت جوالها الخاص ورفعته أمام وجهها ليبدأ البث بينها وبين أحد الأصدقاء لها..
تحدثت صديقتها على