رواية سجينة جبل العامري الفصل الثالث بقلم ندا حسن
مش لينا.. ولا أنا ولا أنتي ولا ممكن أبدا نقرب منه مهما كانت الظروف الجبل محدش بيروح عنده ولا بيدخله ولو بيحصل غير كده بردو أنا وأنتي لأ ولو حصل نصيب ورجعنا هناك تاني إياكي تروحي جنبه
تسائلت باستغراب عندما رأت تحوله المفاجئ
ليه كل ده
أكمل قائلا بنفس نبرته القوية الحازمة
علشان ده خاص بجبل أخويا وأي حاجه خاصة بيه أبعدي عنها.. جبل مش سهل واللي بيقرب من حاجته بياكله أكل
صاحت وهي تشيح بيدها تجاهه بعصبية
ايه ايه اهدا الله هو كان اشتراه بفلوسه ولا مكتوب بإسمه مش بتقول مكان أثري يعني بتاع الكل
نفى برأسه وهو يأكد عليها
لوت شفتيها وحركت رأسها وهي تقول بملل
ماهو أكيد اسمه محمد مثلا إبراهيم كمال وطلع عليه جبل ده
تابع النظر في عينيها مباشرة وابتسم بسخرية قائلا
لأ يا أنصح أخواتك اسمه جبل.. جبل العامري نسبة للجبل اللي على الجزيرة
تمددت على الفراش ونظرت إلى سقف الغرفة قائلة باستغراب
وده ليه وليه ممكن باباك يسميه جبل
أطال النظر إليها يعلم أنها فضولية للغاية وتود معرفة كل شيء وما السبب وراءه وما النتيجة من بعده وهذا سيتعبه ويتعبها كثيرا يحمد الله أنه بعيد عن الجزيرة كل البعد
أردف بجدية وقوة وهو يخرج الكلمات من شفتيه بحزم وداخله خوف لأنه يعلم زوجته جيدا
استدارت بوجهها للناحية الأخرى تتثائب وتسحب عليها الغطاء
وأنا هشوفه فين بس يا يونس.. نام يا حبيبي
تنهد بعمق وهو ينام جوراها ويغمض عينيه قائلا كلمات لم يكن يعلم أنها حقيقية إلى هذه الدرجة في وقتها
مين عارف اللي مستخبيلنا.. محدش يعرف الأيام فيها ايه يا زينة
استفاقت من تلك الذكرى التي لعبت بعقلها لقد كان يونس زوجها يعرف الكثير عن شقيقه! يعلم أنه صعب للغاية وقال لها هذا الحديث وحذرها هي إلى الآن لم تقابل أي شيء صعب منه بل قابلت أفعال رديئة يمكنها ابتلاعها إلى أن تذهب..
هل أخفى عنها حقيقة شقيقة وعائلته ولما قد قال أنه يعمل محامي ووالدته قالت أنه كبير الجزيرة وينوب أهلها! هل كل هذه الشكوك في رأسها هي فقط وعقلها الذي يوسوس إليها بهذا أم أنه صحيح وواقعي..
تعلم أن عقلها سوداوي وكل أمر بسيط يعقده ويجعله أقرب إلى المستحيل حدوثه وكل أزمة تمر بها يكبرها ويجعلها على وشك أن تكون متهمة بها ولكن هناك إحساس هذه المرة ينبعث من قلبها يتفق مع عقلها بقول أن هناك الكثير من الأشياء المخفية والكثير بخصوص ذلك جبل الذي أخذت التحذير الكافي بخصوصه من زوجها ولم تأخذه على محمل الجد بل وتهاونت به أيضا..
مر الأسبوع الذي انتظرته بفارغ الصبر لقد كان أشبه بالعام وليس بضع أيام تخلد للنوم بها وتستيقظ وتجدها انتهت كانت أشبه بأوقات السچن المملة تعتبر نفسها سجينة داخل زنزانة وتنتظر لحظة الإفراج وإخلاء سبيلها.. وهذا ما كان بالضبط يحدث لقد كانت تنتظر على أحر من الجمر كي تذهب من على