السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الاول بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

له الذي تواجهه وحدها وتنتظر الرد منهم عليه بكل قلق وخوف لم تكن يوما قريبه منهم.. بل كانت بعيدة كل البعد عن الجميع هنا..
قلق وخوف البداية أنساها سعادة الوصول..
وقفت وجيدة على قدميها تنظر إليها بتلك العينان السوداء الحادة لقد تفاجأت كثيرا من رؤيتها تقف أمامها الآن دون سابق إنذار دون أي شيء.. زوجة ابنها الراحل هنا ومعها ابنتها هذه!!.
تقدمت منها بخطوات ثابتة دون أي تعابير على وجهها فشعرت الأخرى بالتوتر أكثر من السابق ولكنها في لحظة تغيرت بالكامل وابتسمت باتساع تجذبها نحوها لتقوم باحتضانها
تهتف بسعادة والفرحة ظاهرة في صوتها وعلى ملامحها
زينة.. مرات الغالي وحشاني وحشاني يا زينة
تنفست بعمق وارتياح ومكث قلبها داخل أضلعها تلف ذراعيها حولها تبادلها ذلك العناق تهتف بابتسامة
وأنتي كمان يا طنط وحشاني والله أوي
ابتعدت عنها للخلف ونظرت إلى الصغيرة بحنين واشتياق إلى ابنها المتواجد بها نظرتها تحمل ألم أم ذاقت فراق ابنها وهي على قيد الحياة وقلبها اشټعل بفتيل من الحړقة والاشتياق..
انخفضت نحوها وقامت باحتضانها بقوة شديدة فقد فقدت الشعور به منذ الكثير ولكن الآن أتت إليها الفرصة لتعوض ذلك.. ولن تتركها أبدا..
ابتسمت بفرحة عارمة والطفلة داخل أحضانها وعينيها تشوبها الدموع الغير مصدقة والعائدة للخلف متذكرة الماضي الأليم
وعد! يا روح ستك بقيتي عروسة وجميلة يا ما شاء الله ايه الحلاوة دي
رفعت رأسها تنظر إلى والدتها التي تقف جوارها لا تستطيع تفسير ما يحدث معها الآن محاولة فهم الأمر من والدتها والذي كان جديد عليها كليا ف اومات لها الأخرى برأسها وتحدثت
دي تيته وجيدة يا وعد.. مامت بباكي يونس
نظرت إليها الفتاة الصغيرة ثانية وأردفت باحترام ورقة
ازيك يا تيته
ابتسمت الأخرى وخرجت الدموع من عينيها وهي لا تصدق ذلك لقد تمنت كثيرا أن تكون طفلة ابنها هنا بين عائلتها وتعوضهم عن فقدانه.. الآن الأمر يتحقق
يا روح تيته أنتي
كل هذا وأكثر كان تحت أنظاره جبل العامري المسمى على اسم الجبل الموجود في الجزيرة بعد أن نال اسم العامري من العائلة ينظر إليها بعينان حادة ثابتة عليها هي فقط يحاول فهم تعابير وجهها وجهها!.. هذا الوجه الذي يأخذ الشكل الطولي حاجبيها المعقودان لونهما أسود ك لون عينيها السوداء الحالكة وأهدابها الكثيفة التي يحيطها كحل أسود يجعل جمالها الباهت رائع أنفها ذو الأرنبة المستديرة وشفتيها الوردية مكتنزة كل هذا على بشړة بيضاء جذابة وخصلات سوداء للغاية كمعظم ملامحها تغطي ظهرها.. أيضا ملابسها سوداء! أهي في حالة حداد على أحدهم! حفر وجهها داخله.
رفعت عينيها عليه وجدته يجلس ولم يرف له جفن ينظر إليها بغموض وغلظة يتابع كل حركة تصدر عنها ابتلعت ما وقف بحلقها وذكرت نفسها بتحذيرات زوجها يونس بألا تقترب منه إلى الحد الأعمق.. يكفي السلام والسؤال من أبعد خط قد تصل إليه

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات