رواية ثري العشق والقسۏة الفصل الرابع عشر بقلم اية العربي
يده يشير لأحدهم فعادت الموسيقى تلطف الأجواء فقال بترقب
أتسمحين لي
هل يتعمد وضعها في موقف حرج أم أن ما قالته لا يستوعبه بعد كيف سترقص معه ستخجل حتما خصوصا في هذا المكان العام ثم أنه ما زال غريبا بالنسبة لها
طال صمتها فنزع يده بهدوء يتناول كأس الماء المقابل له ويرتشف منه جرعة تهدئ من ثورة غضبه الذي لمحته في نظرته فتحدثت بتروي وشفافية
بحثت عن أصغر تفاصيلي وعلمت صفاتى وكل ما أحبه وأكرهه فكيف لا تعلم أنني أخجل
لانت ملامحه قليلا حسنا لقد علم تلك الصفة أيضا ولكنه لم يتخيل أن تصل بها إلى هذا الأمر البسيط بالنسبة له
إذا هل نذهب في رحلة نيلية على متن قارب أم أيضا ستخجلين
لفت نظرها تتعمق في النيل يبدو أنه قرأ أفكارها فهذا ما كانت تفكر به منذ قليل لهذا عادت له تبتسم قائلة
ليس لدي أي مانع
أزاح مقعده للخلف ووقف ثم اتجه لها ومد يده بحب وبطريقة رومانسية راقية قائلا
إذا هيا جميلتي
ناولته كفها ووقفت معه وتوجها معا إلى درج في نهاية المطعم وسط ذهولها نزلا معا حتى وصلا سويا إلى رصيف صخري مؤدي للنهر ترتكز عنده عدة مراكب شراعية وقوارب بموتور ولكن من بينهم يوجد قاربا واحدا مميز وأنيق عن غيره
حولهما الأضواء تنعكس على المياة فتبدو كنجوم سابحة في الفضاء وهما ينظران لبعضهما ينظر لها بعين السعادة والراحة وهي تنظر حولها باندهاش وحالمية
جالا النيل بالقارب سويا واستمتعا إلى مايقارب النصف ساعة دار بينهما حديثا عن حياتهما في إيطاليا تفاصيل عنها يعلمها مسبقا وتفاصيل عامة عنه كحياته العملية وأفراد عائلته الذين يتجنبهم إلا ماركو المقرب له
في ذلك الوقت
كانت آسيا تستريح في غرفتها بعد أن عادت بينما قررت مايا النزول للحديقة لترى قطة عمر
بالفعل وصلت إلى ملحقه الخاص وطرقت بابه بخفة عندما وجدت النافذة مغلقة فتح الباب فوجدها فتساءل بترقب
خير يا أنسة مايا
تحدثت وعينيها تجول داخل الملحق بتفحص
فين القطة بتاعتك
الټفت يناديها ولكنه وجد من تسرع للداخل لتأخذها قبل أن يستوعب صدم من فعلتها حيث وجدها تقف في منتصف الصالة تحمل القطة وتملس عليها بنعومة
تذكر شيئا ما كان قد نوى فعله لذا تحرك لغرفته بعد أن ترك الباب مفتوحا
عاد بعد قليل يقف أمامها وهي تدلل القطة فانتبهت له فتساءلت بنظراتها
مد يده يخرج من جيبه قطعة من الشوكولاه غير مغلفة ويناولها لها فتعجبت منها ونظرت لها بتردد ثم رفعت رأ سها تطالعه متسائلة
إيه دي
هز منكبيه قائلا يدعي البراءة
دي شوكولاتا طعمها حلو جربيها
انكمشت ملامحها باشمئزاز قائلة وهى تعود للخلف خطوة مع قطتها
نو شكرا مش عايزة هو إنت شريها كدة أصلا
ابتسم قائلا بمكر
أيوة واثق منها متقلقيش
نظرت للشوكولاتا في يده بتردد ثم هزت رأسها برفض تردف
لاء ميرسي مش عايزة
تركها وتحرك لغرفته ثم عاد مجددا يمد يده بأخرى مغلفة بعناية قائلا بترقب
طيب اتفضلي دي
نظرت له بشك وحملت القطة على يد واحدة وبالأخري تناولت الشوكولاتا تتفحصها وعندما تأكدت من تغليفها جيدا نظرت له بعدم فهم متسائلة
انت تقصد ايه
ابتسم قائلا بمراوغة
أبدا بس الغلاف مهم لصلاحية المنتج ولا إيه
قالها وهو يترقب ملامحها فشردت قليلا تحاول فهمه ولم تفعل بينما هو تحرك للخارج ليجلس في الحديقة فتركت القطة تقفز من يدها وتركض خلفه ووقفت هي ثابتة تحاول استيعاب لعبته إلى أن استشفت مقصده ففرغ فاهها وشردت تفكر في الأمر يستحيل أن تأكل شيئا مكشوفا لا تعلم مصدره مؤكد سيكون غير صالحا ولكن هي ليست شوكولاتا هي غير قابلة للالتهام هي لا تقبل هذا التشبيه لذلك أسرعت للخارج تقف أمامه وهو يمسد على فراء قطته وينتظرها
رفع نظره إليها مبتسما فوجدها غاضبة تردف بحنق
أنت تقصد تشبهنى بالشوكلت صح أحب أقولك أنى إنسانة مش سلعة تشبيهك غلط جدا على فكرة
وقف يحمل قطته ثم هز منكبيه يردف قبل أن يخطو داخل ملحقه
انا مقصدش حاجة أنت حرة في اختياراتك لإنك زي ما قلتي إنسانة مش سلعة
تركها ودلف وأغلق الباب ووقفت هي تنظر لأثره غاضبة منه ومن نفسها ومن الجميع
في منزل نهى
تجلس بين طفليها يشاهدون التلفاز بينما هي شاردة تفكر في شقيقيها شقيقها الذي عاملها بجفاء وظنها طامعة وسامح الذي حزن منها ولكن طمأنتها زينب قليلا
يشغلها صقر الذي يشبه والدها كثيرا ولكن يمتلك ملامح قاسېة ترى من أوصله إلي تلك النقطة
وهل سينتهي سعيها معه هنا عليها أن تثبت له أنه مخطئ في استنتاجه عليها أن تحاول مجددا معه وتظهر حسن نيتها وحبها له ربما تربى بشكل سئ جعله لا يثق بأحد هي لا تعلم ظروف نشأته لتحاول مجددا إن كانت حقا تحبه
خرج محمود من الحمام يتجه إليهم بعدما انتهى من تبديل ملابسه وجلس بينهم ينظر لملامح زوجته الشاردة ثم تحدث متسائلا برغم عمله بما يشغلها
مالك يا نهى بتفكري في إيه
نظرت له بحنو ثم نظرت لطفليها المشغولان بمشاهدة افلام الكرتون ثم قالت بنبرة هادئة
حاسة إن المفروض أحاول تاني مع صقر يا محمود الرابط اللى بينا أقوى من كدة معقول بعد السنين دي كلها وأنا نفسي اشوفه واتعرف عليه ينهد كل ده بسبب مقابلة مقالش فيها كلمتين على بعض حتى لو هو فاهم غلط أنا لو بعدت عنه هأكدله إني كنت رايحاله طمع المفروض إنى أحاول تانى معاه يامحمود صح ولا أنا غلطانة
نظر لحزنها وحيرتها هو حزين على حالها ولو ترك الأمر له لما أرسلها مجددا أبدا ولكن يشعر أنه مكلف بتحسين علاقتها بأخيها ربما لأن هذه رغبتها منذ سنوات لذلك تحدث بتعقل
معنديش مانع تجربي تانى يا نهى لو ده هيريحك بس تفتكري هيفرق معاه إفرضي زعلك تانى
تحدثت بهدوء قائلة
أنا بس هحاول أشرحله تفكيري أنا ومش هنتظر منه أي حاجة هقوله على اللى جوايا وهمشي يمكن يصدقني أنا حاسة إن جواه حزن كبير أوي أنا كنت مفكرة إنه إتجوز وخلف بس ده لحد دلوقتي عايش لوحده
أومأ محمود وشرد يفكر ثم تحدث باقتناع