الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الرابع والاربعون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا ذاك المغرور الذي عاش حياته بطولها وعرضها أنا نفسه الشاب الوسيم المرغوب دائما من الفتيات مظهري وعضلاتي هما من أولوياتي لا غالي وثمين لدي مثل خزانتي التي تمتلك أثمن الثياب ذات الماركات العالمية أنا نفسه الذي برع بالهندسة وامتلكت رئاسة مقر الشركات الإنشائية التابعة لعائلتي وكنت على قدر من الثقة لأكون من أصغر رجال الأعمال المعروفين أنا نفسه ذاك العاصي الذي ارتكب من الذنوب ما أثقلها أنا ابن الطبقة الأرستقراطية حيث تجد الخمور مشروبا رئيسي للحفلات المقامة وبالرغم من وجود الطاهر والعفيف عن المحرمات بيننا كنت أنا الفاجر والفاسق الذي ارتكب كل شيء محرم أنا هو الشاب الوقح الذي انتزعت منه طفولته كنت وحيدا يتيما ولم أجد من يمسك يدي لبداية طريقي سوى أخي ولكنني كنت بحاجة لوجود أب لجواري أنا ابن فريدة هانم الغرباوي أهم نساء الوسط المخملي وبالرغم من حبي الكبير إليها الا أن قلبي مازال يحمل لها عتابا لها أتعلمون لم أجدها يوما تسحب يدي وتخبرني عن ديني! 

قواعدها الخاصة والدقيقة تشمل اتيكت المظاهر الخارجية نجحت بأن تجعلني رجلا جذابا ملفتا بملابسي الأنيقة وجسدي المفتول وفشلت بأن ټعصبني عن محرمات طمست حياتي وأحالتها لچحيم وها أنا الآن أحاط برحمة الله عز وجل ليجعلني أرتد عن ذلك الطريق!
لحظة! كانت لحظة فقط من جعلتني أعود من غفلتي لحظة فارقة سلخت حياتي المظلمة على طريق جعلني قريبا من المۏت لأجد منارتي التي كنت غافلا عنها أقسمت بأنني لن أعود لتلك المعاصي مرة أخرى وسلكت طريق طاعته وأنا على ثقة بأنه سيغفر لي ذنوبي وها هو يشملني برحمته ويختصني لأكون سببا لاعتناق تلك العبرنية للدين الإسلامي على الرغم من أن الحق الكامل يعود لزوجها.. أيوب بن الشيخ مهران!!.
لحظات من الصمت كانت ثقيلة عليهم وبالأخص آديرا التي تنتظر متلهفة سماع ما سيخبرها عمران به متجاهلة صدمة أيوب واتساع حدقتيه المندهشة مما يحدث.
تخلى عمران عن صمته أخيرا متنحنحا بخفوت 
_إعتناق الإسلام لا يشترط بالذهاب لمكان أو لشخص معين.. جملة واحدة تعد بوابة العبور ولكن عليكي أولا أن تكوني على ثقة تامة بقرارك وعن قناعة.
سبقتها لهفتها لسماع تلك الجملة المحفزة وقلبها يحفزها بأنها ولأول مرة تفعل الصواب
_أخبرني أيها المتوحش!
منحها نظرة عبرت بها ضيقه الشديد كالسهم النافذ تارة تلقب أخيه بالإرهابي ونصيبه الآن بذلك اللقب الذي كان سابقا يروق له حسنا عليه التخلي عن غروره المعتوه قليلا وردد بخشوع تام 
_أشهد أن لا إله الا الله.
ابتلعت ريقها الجاف مستحضرة كل حروفها المهتزة في محاولة لنطق العربية 
_أأشهد أن لاا إله آلااا الله.
تابع يحفزها على استكمال نطقها للشهادة حتى وآن كانت لغتها العربية ضعيفة 
_وأشهد إن محمدا رسول الله.
تابعت بسعادة غريبة تنبعث داخلها وكأنها تتحرر من ظلام ليلا قاټل لنهار سطعت فيه الشمس كالبلور 
_وآآشهد أن محمد رسول الله.
أغلق أيوب عينيه بسعادة حررت دمعة من عينيه شعر وكأنه على وشك البكاء من رحمة الله عز وجل كان هو الأصلح لطريق اسلامها فكان الاختيار لعمران الطاووس الوقح بات مشوشا لا يعلم ماذا بين ذاك الفتى وبين الله عز وجل ليختصه بأخر شيء لا يصدقه العقل فمن كان سيصدق أنها ستأسلم على يد أكثر شخص بغضته وكادت ټقتل ړعبا منه.
أفاق من غفلته على يدها التي تحيط كفيه تسأله بحماس وفرحة 
_أيها الارهابي هل أصبحت مسلمة الآن
اكتفى بهز رأسه وحينما شعر بأنه على وشك البكاء بينهما انسحب للجانب الاخر من الحديقة جلس على المقعد

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات