رواية صرخات انثى الفصل الرابع والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
باهمال يبكي فرحة كالصغير.
كاد عمران بأن يتبعه ليرى ماذا أصابه فأوقفته آديرا تسأله باهتمام
_ماذا علي فعله الآن
سحب نفسا مطولا وكأنه يستمد طاقة غادرته منذ زمن بعيدا
_لست أنا جدير لتلك الخطوة آديرا.. ولكنك الآن على وشك اللقاء بمن هو الأحق بذلك.
قوست حاجبيها بدهشة
_من تقصد
وتابعت بتخمين
_أيوب
_الشيخ مهران والد أيوب.. الآن أنت مسلمة ينقصك سماع كل شيء متعلق بالدين الإسلاميأركان الإسلام طريقة الصلاة الزي الشرعي كل ذلك سيكون من أصول تعليمه لك.
ابتسمت بسعادة قد راق لها اختياره لمرشدها فإن أعجبها خصال أيوب الطيب فمن المؤكد بأن والده سيكون المعلم الأمثل لذا رددت بامتنان
واتجهت للمغادرة فما أن انخفضت عن الدرج القصير بين منطقة المسبح والحديقة حتى قالت بمرح
_أيها المتوحش.. لست سيئا كما أعتقدت!
وتركته وغادرت فهز عمران رأسه هاتفا بحنق
_مصرة تخرجني عن شعوري بروح أآآ.... استغفر الله العظيم ده أنا لسه كنت قدوة من شوية!!!
وقفت سيارة الأجرة قبالة باب القصر الخارجي فهبط آدهم يحمل حقيبته من الصندوق الخلفي للسيارة ورفع حاملتها ليجذبها خلفه للداخل كان بطريقه لباب المنزل الداخلي فلمح أيوب يجلس على احدى الطاولات الخارجية.
_صباح الخير يا بشمهندس.
رفع أيوب رأسه صوب الصوت المسموع فما أن رأى آدهم قبالته حتى أسرع بمسح دمعاته بخزي وخز قلب آدهم بضرواة فصعد الدرجات القليلة إليه هاتفا بقلق
_آيوب!!
وما أن أصبح قبالته حتى ألقى لهفته بسؤاله
_إنت كنت بټعيط!
هز رأسه نافيا وهو يلتفت يتفحص المكان وكأنه ينطق بچريمة ارتكبها للتو فرفض الأخر الانطواء خلف كذبه السخيف وردد باصرار
تعمق بالتطلع إليه وهتف بسعادة التمسها الأخير
_آديرا أسلمت يا آدهم.
اتسعت ابتسامته قائلا
_ما شاء الله.. وأيه المتوقع يعني بعد معاشرتها لابن الشيخ مهران!
نفى ظنونه رافعا كتفيه بحيرة وكأنه مازال غير مصدقا
_مش بسببي... خليني أصدمك معايا وأقولك إن اللي ورا ده الطاووس الوقح..
رفع احدى حاجبيه پصدمة فعاد يؤكد بهزات رأسه متابعا بدقة
رمش آدهم بعدم استيعاب لا يشكك بأخلاق عمران وانتمائه للدين ولكنه الوحيد من بين الشباب الذي كان ينفر منها بشكل مخيف كيف ومتى فعلها
اتسعت ابتسامة آيوب الشامتة وردد
_خدت الصدمة اقعد جنبي يا حضرة الظابط نحاول نصدق الجملة اللي مش مصدقها من ساعه ما شوفتها على أرض الواقع!
انصاع إليه وجلس جواره يتطلع كلاهما للامام بشكل مضحك الصمت يتراقص بينهما الى أن قطعه آدهم قائلا باستغراب أتاه من حيث لا يحتسب
تنهد بصوت مسموع واستدار يقابله بجلسته قائلا بتردد
_آدهم أنا اتربيت في حارة شعبية والدي رباني أنا ويونس ابن عمي تريبة ميري زي ما بيقولوا لدرجة إنه كان بيختار معايا أصدقائي.
وبارتباك أضاف
_اعتقد شخصية زي عمران كان ممكن والدي يعترض إنه يكون له وجود في حياتي لإن عمران مختلف عننا.. بس أعتقد إنه لو شافه زي ما أنا شوفته هيتبناه!
يشعر وكأنه فقد مهاراته كظابط مخابرات محترف يقف أمامه عاجزا عن فهم ما يود قوله فسأله بدهشة
_تقصد أيه يا آيوب
رد عليه بابتسامة صغيرة
_قصدي إن عمران يبان من بره أنه شخص آرستقراطي مغرور.. وممكن من وقاحته تفكره إنه مدورها وبيرتكب كل شيء حرام بس لما تقربله هتلاقيه شخص عظيم محصلش يا آدهم.
وتابع وهو يتطلع للأمام بشرود
_أيه المبهر إن ابن الشيخ مهران بيصلي وعارف ربنا .. في حين إن واحد زي عمران اتولد في مستنقع