رواية صرخات انثى الفصل الرابع والاربعون بقلم ايه محمد رفعت
كله مليان بالمحرمات وبالرغم من إنه انغمس فيها الا إنه خرج واقف على رجليه وصالب طوله.. هو اللي اختار طريقه وغيره بكل ارادة وده صعب جدا مش سهل إنك تعيش حياة سهلة فيها المعاصي سهلة وتبعد..
واستدار يقابل نظرات آدهم مؤكدا له
_هو المبهر يا آدهم... أنا بحمد ربنا إنه رزقني بصديق زي عمران.
انهمرت دمعة خائڼة على وجهه فأزاحها ورسم بسمة تصاحب قوله المرح
مازحه آدهم وصوت ضحكاته الرجولية تعلو دون توقف
_لو عمل كده ميبقاش الطاووس الوقح!
_لا يا خفيف هيبقى ليا كتالوج وأناقطعة واحدة one piece
قالها عمران الذي يتكئ على الطاولة من خلفهما انتفض آيوب بجلسته فسقط أرضا وتراجع للخلف وهو يحدجه پذعر بينما مازال آدهم ساكنا محله حتى أنه لم يكلف ذاته عناء الاستدارة لمقابلته فهتف آيوب باستتكار
انتصب بوقفته يضع يديه بجيوب جاكيته الاسود متمتما بحنق
_مش كل شوية هقولك اني ظابط وأشرحلك اللي اتدربت عليه.. بس ممكن نقول سبته يسمعك وانت بتعبر عن مشاعرك.
وتابع بغمزة مشاكسة
_لحظة صفا قبل ما سيڤو يلمحك!
وتركهما واتجه للداخل فتحرك عمران واحتل مقعد آدهم واضعا قدما فوق الاخرى ومال بنصفه العلوي ليستند على ذراعه هادرا بسخط
ابتلع ريقه بتوتر وكأنه تلميذا سيعاقبه مدرسه فتابع عمران بعنجهية
_طب أيه رأيك إنك هتلاقيني في وشك وهنشوف وقتها الشيخ مهران هيعمل أيه لما أقطع تذكرة العودة لانجلترا أما خليته يعمل مظاهرة في حارتكم مبقاش عمران سالم الغرباوي!!
ترك الحديث وكأنه لا يعنيه ونهض إليه يجلس جواره ويده تتعلق بذراعه كالطفل الصغير
ابتسم وهو يرى سعادته الكبيرة فهز رأسه يؤكد له
_لما علي يسافر ويرجع علشان مينفعش أسيب والدتي والبنات لوحدهم.
عانقه بقوة
_هستناك تيجي عشان أعرفك على والدي وعيلتي.. أنا أساسا مش مستوعب اني هسيبك وهمشي.
ربت على ظهره بحنان وردد بسخرية
_بالعكس انت هترتاح من وقاحتي وأسلوبي السليط معاك.
_أنا مش بتضايق منك ولا بخاف من غضبك.. أنا خۏفي كله بيكون على زعلك يا عمران.. مبحبش أشوفك زعلان مني.
منحه ابتسامة هادئة ومازحه وهو ينغزه برفق
_يالا خليك صريح وقول إنك پتخاف من عضلاتي وغشومية ايدي!
ضحك بصوته كله وأجابه
_على فكرة أنا بعرف أدافع عن نفسي كويس لإن اللي متعرفهوش إن بعد العلقة المحترمة اللي أكلها سيف على إيد جاره المصري اللي إنت اتنشلته منها دكتور يوسف شده من قفاه على مدرب ملاكمة وسيف حلف ما يروح لوحده شدني معاه فاتعلمت كام حاجه تنفعني مع أمثالك!
_أمثالي أمممم..
وربت على ظهره بقوة اسقطت آيوب أرضا عدة مرات
_متخرجش المتوحش اللي جوايا بدل ما ترجع لأبوك متشلفط يا ابن الشيخ مهران!
_أيها الإرهاربي!!!
رفعوا رؤؤسهما عاليا تجاه شرفة الملحق الخارجي للقصر فوجدوا آديرا تصيح وهي تشير بيدها لآيوب قائلة بصړاخها الصاخب
_أصعد قليلا... أواجه مشكلة هنا!!
مال عمران برقبته يمينا ويسارا بعصبية جعلت صوت طقطقة رقبته تجلد آيوب المړتعب فمال عليه يهمس من بين اصطكاك أسنانه
_أنا بحاول أسيطر على نفسي فوق المحتمل فتطلع بمنتهى الهدوء اللي معنديش منه ذرة تقولها متنادلكش بالاسم ده تاني والا هنسى معاهدة السلام اللي ما بينا وهرجع المتوحش اللي بتذم فيه تاني..
هز رأسه وهو يزحف للخلف فتابع بغلظة
_متنساش تخليها تكتم بوقها وانتوا في المطار لإن لو نادتك بيه هناك هتشوف مصر في الأحلام