رواية دمعات قلب الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بقلم رباب فؤاد
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
على رأس هذه الأولويات. ليس فقط لأنها تحمل طفلك القادم ولكن لأنك تحبها حقا. هي أيضا تحبك ولولا غيرتها عليك ما تركتك لي.
تأمل ملامحها الهادئة بتمعن قبل أن يسألها بغتة قائلا لماذا لا تصرخين لماذا لا تطلبين مني الطلاق بصوت مرتفع وانفعال شديد كما فعلت في المرة السابقة
سمحت لشبح ابتسامة بالتسلل إلى طرف فمها وهي تبتعد مجيبة لأنني أرى الأشياء بوضوح أكبر الآن. في المرة السابقة كان حزني هو سبب انفعالي حزني لأني عاجزة عن تحقيق حلمك وحلمي في أن يربطنا طفل. كنت منفعلة لأني أفقد إنسانا أحبه. ولكن بعد انفصالنا عرفت حقيقة مشاعري تجاهك كما لا بد وأنك فعلت. حتى عودتنا لم تكن برغبة متبادلة منا وإنما بدافع شرعي وبالتالي خلت من أي حرارة متوقعة. لهذا طلبي الطلاق هذه المرة بمثابة...لا أدري كيف أصفها لكن...على أي حال يعتبر إنهاء لتعاسة ثلاث أزواج.
التفتت إليه للحظات قبل أن تعود ببصرها إلى اتجاه الغرفة قائلة بصوت حاولت أن تجعله واثقا سأرتب لتعاقدي الجديد. لقد أخبرتهم بأن لدي أسباب تمنعني من السفر الآن وهم يقدرون ذلك. وبعد انتهاء العدة سأسافر إن شاء الله إلى المستشفى الذي تعاقدت معه في الخليج.
وسيصلك مؤخر الصداق على حسابك بالبنك.
تمتمت بكلمة شكر موجزة وهمت باستئناف طريقها إلى الغرفة لكنها عادت فتوقفت واستدارت إليه وهي تلعب بأصابعها في توتر قائلة طارق...أريد أن أخبرك شيئا أرجو ألا يجعلك تغير رأيك في. كانت لدي شكوك في احتمال عقمي من قبل زواجنا ولذا شجعتك على الزواج منهالة. وبعد الزواج ماطلت في إعادة الفحوصات كيلا أحرم من سعادتنا. ظننت أنك ستنسى الإنجاب طالما رأيت أبناء أخيك ينمون أمام عينيك. أعلم أنني كنت أنانية لكن هذا ما حدث. لقد أردت أن أخبرك كي أوقف تأنيب ضميري المستمر وأرجو بعد أن عرفت الحقيقة أن نظل زملاء عمل وأصدقاء...فقط.
تأملها والدهشة تعقد لسانه للحظات شرد فيها بعيدا قبل أن يعود بانتباهه إليها قائلا بهدوء أنت طالق...طالق ياسمر.