رواية دمعات قلب الفصل الواحد والثلاثون والثاني والثلاتون بقلم رباب فؤاد
وهو يصافح والده ويقبل ظهر كفه في احترام ثم يتجه إلى أم هالة فيقبل رأسها بنفس الاحترام وهو يهمس _كيف حالك يا أماه كنت نائمة حينما أتيت لهيثم.
ربتت على كفه بحنان الأم وهي تقول بهدوء بخير والحمد لله يا بني. كيف حالك أنت
عادت تربت على كفه وهي حائرة بينه وبين ابنتها الوحيدة.
أما هو فاستدار إلى والده قائلا متى أتيت يا والدي
ضحك طارق بقوة محاولا أن يفرغ توتره في الضحك وهو يقول تقصد هاني بالطبع. فهو وكالة أنباء البيت. أعتقد أنه سيكون مراسلا ناجحا لأنه دائما الأول في الوصول إلى موقع الحدث والأول في نقل الأخبار. بالمناسبة أين هو لم يستقبلني كعادته.
نهض طارق نحو علبة الحلوى الكبيرة وهو يقول لهيثم اذهب ونادهما يا هيثم وسأعد أنا المائدة.
ثم ما لبث أن عاد يسأل والده لم تجبني يا والدي..أين سيارتك
أجابه والده برزانته المعهودة حينما لم أجدك ذهبت إلى صلاة المغرب وطلبت من السائق أن يشتري ما ينقص البيت من السوق ريثما أبارك للحاجة أم هالة بسلامة العودة من الحج.
قال والده بثقة يا بني الريف المصري هو أساس الأصول والتقاليد التي لا ينبغي أن نتنصل منها مهما أبعدتنا المدنية عن جذورنا. ثم إن قدر أم هالة كبير لدينا جميعا. نعم النسب والله.
لم يكن قد رأى هالة بعد ولكنه شعر بقربها
ربما سمع حفيف خطواتها المتثاقلة
وربما تسللت رائحتها المميزة التي افتقدها إلى انفه
المهم أنه رفع رأسه فجأة ناحية غرفة الأولاد وانتظر لحظات بدت له كالدهر قبل أن تشرق شمس حبيبته
ورغم ذلك هتف قلبه يا إلهي..كم أحبها وأحترق في بعدها عني.
وراودته رغبة مچنونة في أن يهرع إليها ويحتويها ليطفئ بعضا من ظمأه لها
ظمأ أسبوع لم يرها أو يسمع صوتها أو يتنسم عبيرها فيه
لكنه عاد إلى أرض الواقع حينما التقت نظراتهما قدرا ولمح فيهما ضيقها من وجوده
حينها فقط تنحنح ليخرج من محيط مغناطيسيتها وهو يقول للجميع دون تحديد هيا جميعا إلى المائدة. فالكعكة أروع من أن تنتظرنا.
وكعادتها فهمت رسالته وانتابها الغيظ من أنها لا تزال تجيد لغته
ولوهلة فكرت أن تتجاهل كفه وتقف في الجانب البعيد من المائدة لولا أن لمحت نظرة أمها الجادة التي تحذرها من أن يشعر الأطفال بأي شيء
حينها اقتربت منه على مضض ووقفت إلى جواره