الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل الواحد والثلاثون والثاني والثلاتون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الدمعة الحادية والثانيةوالثلاثون
31 
جلسطارق خلف مقود سيارته وإلى جواره جلست أمهالة بعد عودتها من رحلة الحج ولم يخف عليها بقلب الأم الحزن الدفين في عينيه فسألته في قلق ماذا بك يا بني هل حدث شيء في غيابي
تنهدطارق في عمق وهو يدير محرك السيارة مما أثار قلقها فسألته ثانية ماذا تخفي عني ماذا أصاب ابنتي وأولادها

مط شفتيه في تردد قبل أن يقول لا شيء هالة حامل.
قالت بثقة أعلم هذا لقد أخبرتني قبل سفري ماذا حدث غير ذلك وجعلك حزينا هكذا هل تشاجرتما
تنهد ثانية وهو يطفئ محرك السيارة ويخفض وجهه أرضا في ضيق قبل أن يروي لها في تردد كل ما حدث منذ مرض هيثم حتى المساء السابق.
وحين أنهى حديثه هتفت به حماته في حنق قائلة أهذه وصيتي لك أهذا ما أقسمت بكتاب الله على أن تفعله لماذا ياطارق لماذا يا بني
استدار يواجه حماته قائلا بصدق أقسم لك أنني لم أجرحها عن عمد وأعلم جيدا أنني ظلمتها كثيرا ولذا أحاول ألا أجرح فتاة أخرى. لقد أعدتسمر إلى عصمتي حتى لا تدعي هي أو أي من أقاربها أنني ظلمتها أعترف بأنني تأخرت في إخبارهالة لأنني كنت مترددا حتى آخر لحظة بالنسبة لعودةسمر وظننت أنني بذلك أرضي جميع الأطراف لأنني لا أستطيع التخلي عنهالة أو أولادها...لا أدري...لقد اختلطت الأمور بشكل لم أتوقعه إطلاقا ولا أدري ماذا أفعل.
سألته حماته بحزم قائلة هل تحبهالة
أجابها في سرعة أحبها كروحي ولا أتخيل حياتي بدونها.
عقدت حاجبيها قائلة وماذا عنسمر
تنهد في عمق قائلا لقد أحببتها ولم أكن أرى سواها قبل الزواج أما الآن وبعد كل ما حدث صدقيني لم تعد مشاعري تجاهها كما كانت في السابق.
مطت شفتيها قبل أن تتنهد بدورها قائلة خذني إلى المنزل ياطارق وما قدره الله عز وجل سيكون.
تنهد ثانية في عمق ثم أومأ برأسه في صمت وهو يعتدل ويدير محرك السيارة ثانية ويعاود الانطلاق في طريقه إلى المنزل.
وطيلة الطريق يتردد في ذهنه السؤال كيف ستتعامل هالة معي أمام والدتها
وكان عقله يجيبه في كل مرة ستتظاهر بأنها لم ترك
وكما توقع فما أن فتح باب الشقة أمام حماته حتى هرع إليها الأولاد والتفوا حولها يتقافزون في سعادة
كان يحتويها بنظراته ويتمنى لو تلتقي أعينهما حتى يبثها حبه وشوقه إليها
ولوهلة شعر بأنه غريب في هذا المنزل
إذ لم يعره أحد انتباها وسط هذا الهرج ما بين سعادة الأطفال بعودة جدتهم ودموع هالة التي أصبحت ملازمة لها مؤخرا
لم يجد أمامه سوى أن يدخل حقائب حماته إلى غرفتها في هدوء وفي طريق عودته مر بغرفته مع هالة...
الغرفة التي شهدت أجمل لحظاتهما
وهي نفس الغرفة التي شهدت لقائهما الأخير وابتعادها عنه بعد عودة هيثم من المستشفى
فقد كانت تلك الليلة المرة الأخيرة التي تجمعهما فيها غرفة واحدة
ومن بعدها تجاهل تام
حتى حينما يدخل إلى الغرفة ليستبدل ملابسه كانت تتظاهر بالنوم أو تغادر الغرفة
تأمل الغرفة پألم وعيناه تجوبان أرجائها وشريط ذكرياته فيها يتدافع أمامه بسرعة بالغة جعلته يشعر بالإختناق فتنهد بقوة قبل أن يواصل طريقه إلى الردهة
ثم ما لبث أن عاد إلى الغرفة

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات