رواية دمعات قلب الفصل الواحد والثلاثون والثاني والثلاتون بقلم رباب فؤاد
وفتح صوان الملابس ليلتقط بعضا من ملابسه ويضعها في حقيبة كتف صغيرة التقطها من قاع الصوان قبل أن يغلقها ويحملها على كتفه ويغادر الغرفة ثانية.
وفي طريقه تناهت إلى مسامعه أصوات الأولاد الجذلة مختلطة بصوت الجدة الهادئ وهي تخبرهم عما أحضرته لهم من هدايا...كان مصدر الصوت غرفة الجدة وهند
وهذا يعني أن أي منهم لم ينتبه لغيابه
مسدطارق شعر ابن أخيه في حنان وهو يحاول أن يداري اختناق صوته قائلا لدي بعض الأعمال التي ستتطلب وجودي بعيدا لفترة.
تعلقهاني بيد عمه ورفع إليه عينيه البريئتين والدموع تترقرق فيهما يسأله پانكسار وهل ستتركني كما تركنا باباحازم
داعب حازم شعره قائلا ألم أخبرك بأنني سأضطر إلى الغياب عن المنزل بضعة أيام ولابد أن تكون معي ملابس إضافية.
انتبه هاني لدموع عمه حينها فعاد يسأله في دهشة هل تبكي يا بابا
حاولطارق إخفاء دموعه وقال بابتسامة مرتبكة أنا أبكي لأنني سعيد بعودة أمي ولا أريد أن أفارقكم لكنني أيضا لا أستطيع ترك عملي ومع ذلك أعدك بالعودة فور انتهاء أعمالي تلك.
قاد سيارته على حين هدى وكأنه يقاتل في شوارع القاهرة المزدحمة وقت الذروة
وربما كان شروده من حسن حظه حينها حتى لا ينفجر ڠضبا من شدة الزحام
فقد كانت سيارته وكأنها تمشي بقوة الدفع الذاتي بين موجات السيارات المختلفة
ولأنه لم يكن من السهل الهروب إلى مكانه المفضل على ضفاف النيل في هذا الوقت من اليوم
وبخطوات لا تقل شرودا عن ذهنه ارتقى درجات السلم المؤدية إلى شقته وفتح بابها ودلف إليها في صمت قاټل لم يقطعه سوى صوت سمر المندهش وهي تقول من خلفه طارق!! حمدا لله على سلامتك.
حينها فقط انتبه وخرج من شروده وهو يجيبها بهدوء دون أن يستدير لها سلمك الله.
الټفت إليها ورفع كفه معتذرا وهو يجيبها بسخرية آسف. كان ينبغي أن استأذن قبل دخول منزلي.
احتقن وجهها بدماء الحرج من سخريته فقالت في سرعة العفو..كنت أريد الاطمئنان فحسب.
أدرك غلظة كلماته فقال موضحا لقد عادت والدة هالة من رحلة الحج.