رواية دمعات قلب الفصل الواحد والثلاثون والثاني والثلاتون بقلم رباب فؤاد
وفضلت أن أتركهما وحدهما قليلا.
غمغمت وهي تهز رأسها متفهمة أها..حمدا لله على سلامتها.
ثم أردفت تسأله كيف حال هيثم هل أزال غرز الجراحة
تنهد في إرهاق وهو يجلس على أريكة الأنتريه ويضع الحقيبة أرضا قائلا سأصحبه إلى المستشفى يوم الخميس لإزالتها بإذن الله.
هزت رأسها ثانية ثم سألته بتردد هل أضع لك الغذاء
تمدد على الأريكة وهو يضع ذراعه على عينيه قائلا باقتضاب لا شكرا..لا أريد.
لم يغير وضعه وهو يقول بلامبالاة لا تخافي..أعرف طريق الغرفة إذا احتجت إليك..وأعرف أيضا كيف أخدم نفسي.
زاد احتقان وجهها وشعرت بأن ضغط ډمها سيرتفع إن هي وقفت أكثر معه
لذا لم تعقب واتجهت في عصبية إلى غرفتهما.
رفع ذراعه عن عينيه وأدار رأسه إليها مندهشا من لهجتها الغريبة قبل أن يعود إلى وضعه القديم قائلا بضيق سمر...أيا كان ما سنتحدث بشأنه فأنا لست في مزاج مناسب له. أرجوك امنحيني بعض الوقت حتى أحدد اتجاهاتي.
قالتها وهي تهرع إلى الغرفة دون أن تأبه للمنشفة التي سقطت عن شعرها المبلل.
تتأمل ملامحها البريئة ووجهها الخالي من أي مساحيق تجميل
كيف لم يشعر بها ولم يلحظها هكذا
ألهذه الدرجة أصبحت وكأنها لا وجود لها
حتى وإن لم تكن زوجته وحبيبته السابقة فهي أنثى
أنثى وترتدي ملابس صيفية تكشف أكثر مما تخفي
وهو رجل
طبيعي أن تثيره أي امرأة في هذا الوضع...ناهيك عن زوجته
ورغم ذلك لم يعرها أي انتباه
ألهذه الدرجة أعمت هالة عينيه عن أي أنثى سواها
وبحركة ميكانيكية تناولت مجفف الشعر وبدأت تجفف شعرها دون أن تشعر بدموعها التي أغرقت وجهها.
نعم هي تسرعت بطلب الطلاق
بل وتعاملت مع الأمر بحماقة وتهور
وتدرك جيدا أنه ما من رجل يحترم رجولته يقبل بمثل هذه الإهانة
ورغم ذلك كانت تتوقع في كل يوم منذ طلاقهما أن يحاول التقرب منها ثانية.
كأنثى كانت تتمنى ذلك
لكن طارق لم يفعل
وكأنه أوصد قلبه خلفها بمجرد أن قال لها پألم أنت طالق
وحينما كلمها لأول مرة بعد الطلاق لم يخف عليها لهجته العدائية وهو يسألها عن صحة طلاقهما.
يومها وحين قابلته للذهاب إلى دار الإفتاء أيقنت أن عدوانيته لم تكن وهما...بل حقيقة
فقد عاملها بجفاء وبرود غير مسبوقين طيلة الطريق من بيت والدتها إلى دار الإفتاء
كانت تشعر به وهو يتكلم مع المسؤول هناك وكأنه يتمنى أن يخبره بأن طلاقهما صحيح وأن عدتهما على وشك الانتهاء
ولم تخف عليها ملامح الصدمة وخيبة الأمل التي ارتسمت على وجهه وهو يستمع إلى الرأيين الفقهيين في حالتهما
فهناك رأي بوقوع الطلاق وإن كان مكروها
والآخر أن يراجعها وينتظر أن يطلقها حسب شروط الطلاق الصحيح
تعلقت عيناها بوجهه وهي تلمح التردد في عينيه
ثم ما لبث التردد أن تحول إلى ضيق وهو يقبل مراجعتها حتى حين
أي زوجة في موقفها ربما كانت ستسعد بعودتها إلى زوجها