رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والعشرون بقلم ندي محمود
چوازنا ولا إيه ياست آسيا!
توقفت وهي تبتسم باستمتاع ثم التفتت له وقالت بغنج وهي تقترب منه وتتمايل في حركات ونظرات حتى وقفت أمامها ورفعت أناملها تعبث بملابسه وهي تحدثه
_المعلم عمران بتاع زمان لا هو كان بيحبني لسا ولا أنا كمان لكن دلوك هو ميقدرش يخوفني وحتى لو قدر أنا مش هبقى خاېفة منه عشان عارفة زين أنه بيبقى من ورا قلبه وعمره ما يقدر يأذيني
_بتاكلي بعقلي حلاوة انتي ولما هو أنا بيبقى من ورا قلبي وانتي عارفة إكده مش عاوزة تسامحيني عاد في اللي قولته ليه وتقولي أنه من ورا قلبي برضوا!!
ابتسمت وقالت بثقة ودلال
_وأنا سامحتك يامعلم بس قولتلك لازم اعاقبك شوية كدا وادلع عليك وانت ترضيني ولا أنت مش عاوزني ادلع عليك كمان
_لا طبعا أداعب براحتك ياغزال.. بس إيه رأيك تدلعي واحنا حلوين مع بعض من غير العڈاب ده
هزت رأسها بالرفض وهي تمط شفتيها في دلع وتقول
_لا يبقى الدلع ملوش طعم.. لكن إكده احلى
رفع عمران رأسه للأعلى وقال مغلوبا في نفاذ صبر من تلك العنيدة
_يارب صبرني
قهقهت بخفة ثم التفتت خلفه وراحت تنزع عنه العباءة وهي تقول في دلال
عمران ساخرا في غيظ
_هو أنتي خليتها فيها معلم عاد بعد اللي بتعمليه فيا
صدح صوت ضحكها العالي ليبتسم هو عليها بحب أما آسيا فقد ألقت نظرها من الشرفة وهي تساعد عمران في نزع ملابسه ورأت ذلك الرجل عاد يقف مكانه ليراقب المنزل رغم القلق والخۏف لكنها خشيت أن تخبر زوجها وهي تعلم جيدا أن هذه المرة لن ينجح أي شيء في امتصاص غضبه فعندما يتعلق الأمر بها هي وابنه لن يرى أمامه أي شيء...
داخل منزل مريم بعد خروجها من المستشفى كانت تجلس بشرفة منزلهم بالصالة وتراقب الطريق بالأسفل بعيناها فقط لكن عقلها كان مشغول بشيء آخر حتى أن قسماتها كانت لا تنم عن أن ذلك الشيء الذي يشغل تفكيرها أمر خير أبدا مشتتة ومرهقة جسديا وفكريا ولا تدري أي طريق تسلكه وأي قرار تتخذه هل تختار ظلام قلبها أم نور عقلها.
_ايه ياحبيبتي سرحانة في إيه كدا وقاعدة وحدك ليه
التفتت لأمها وابتسمت لها بحب ثم قالت في نبرة رخيمة
_مفيش ياماما حبيت اشم هوا شوية بدل قعدة الأوضة والسرير
هزت أمها رأسها بتفهم ثم غمزت لها بمداعبة وقالت ضاحكة
ضحكت مريم برقة على مزاح أمها ومحاولاتها المستمرة في إخراجها من حالتها المنعزلة والمنطوية منذ ذلك الحاډث همست وهي تشكر في بشار وتثنيه بكل خير
_والله بشار ده ربنا يباركله أنا مكنتش متوقعة أنه يطلع ابن حلال كدا أبوكي كان دايما يشكرلي فيه ويقولي ده راجل كويس ومحترم هيصون بنتنا ويحافظ عليها زي عينه واهو معدنه الأصلي ظهر في الشدة من وقت الحاډث وهو مش بيبعد عنك لحظة واحدة وكان بيفضل جمبك في المستشفى اليوم كله وبيحاول بكل الطرق عشان يخليكي تسترجعي ذاكرتك وتفتكري كل حاجة
ابتسمت مريم بنعومة وهزت رأسك بتأييد لكلام أمها وتمتمت
_ايوة ياماما هو كويس أوي فعلا وكان طول الوقت جنبي ومسبنيش
قالت أمها بود وأمل
_طيب انتي مفتكرتيش أي حاجة لسا!
هزت مريم رأسها بالنفي وقالت في عبوس
_لا لسا للأسف بس بحاول افتكر وان شاء الله قريب افتكر
تنهدت الأم بيأس بسيط ولكن سرعان ما تبدل العبوس بضحكة بسيطة عندما رأت سيارة بشارة تصطف بالشارع أسفل البناية وينزل منها فقالت لابنتها في حنو
_أهو خطيبك جه اروح اقول لأبوكي عشان يفتح له الباب ويستقبله
راقبته مريم بتعبيرات وجه جامدة وهي تراه يخرج من السيارة أكياس ويحملها بين يديه ثم يغلق الباب ويقود خطواته للداخل وقد كان يرتدي بنطال وقميص رجالي مثير على معالم جسده الرجولية والرياضية وكانت هذه أول مرة تراه يرتدي هذه الملابس منذ الحاډث فقد اعتادت عليه دوما بالجلباب الصعيدي.
دقائق معدودة حتى سمعت صوت فتح الباب وترحيب والدها به وكذلك أمها وهم يسألونه عن أحواله وهو كذلك ثم تحركوا وجلسوا على الأريكة بالصالة وراحوا يتبادلوا أطراف الحديث الذي تارة يكون جاد وتارة أخرى يأخذ منعطف المرح والضحك وهي تسمعهم من داخل الشرفة ولا يحرك ضحكهم أنشا واحدا من ثغرها لتبتسم على سماعها لضحكهم مع بعض بقت على هذا الحال لدقائق طويل حتى توقف صوتهم أخيرا وسمعت صوت خطوات تقترب من الشرفة فعلمت أنها خطواته هو عندما التفتت برأسها للخلف رأته فابتسمت له بود وقالت في رقة
_اتأخرت ليه!
ابتسم بشار بسعادة لاهتمامه بتأخره عنها وراح يجلس على المقعد المجاور لها وهو يقول مداعبا إياها
_إيه اضايقتي أني اتأخرت عليكي ولا اشتقتيلي!
مالت بوجهها للجهة الأخرى وهي تبتسم بخجل شديد دون أن تجيبه ليضحك هو برجولية مميزة وسألها باهتمام وحب
_عاملة إيه طمنيني عليكي
عادت برأسها له مجددا وابتسمت في لطف ثم ردت
_الحمدلله بخير بقيت احسن بكتير وكمان نفسيتي بقت أفضل من وقت ما خرجت من المستشفى كنت مخڼوقة أوي هنا
طالعها بعينان تفيضان حبا وقال بمشاعر صادقة
_ربنا يحفظك من كل شړ ومتشوفيش المستشفى دي تاني واصل ياغالية
احتفلت نظرها عنه في استحياء بسيط ورددت خلفه
_يارب
ظل لحظات طويلة يتأملها بنظرات مغرمة لأول مرة تشهدها منه حتى هتف بنبرة رجولية جادة لكنها محبة
_غمضي عينك يامريوم
نظرت له باستغراب وضيقت عينيها في حيرة لكنه أشار لها بعيناه أن تمتثل لطلبه وتنفذه فتنهدت مغلوبة وأغلقت عيناها دس هو يده في جيب بنطاله وأخرج علبة صغيرة ومربعة ثم فتحها ليقول لها في صوت رخيم
_فتحي
فتحت عيناها لتسقط على تلك العلبة التي بين يديه أول شيء وترى خاتم بنقوش بسيطة جدا من الذهب فاتتسعت عيناها بدهشة وسألته
_إيه ده يا بشار!
بشار بابتسامة تذهب العقل ونظرة كلها عشق
_هاتي يدك الأول بس
مدت لها يده دون اعتراض وكأنها مغيبة فوجدته يخرج الخاتم من العلبة ويضعه في خنصرها وهو يقول بحب
_وقت الحاډث كنتي لابسة الدبلة في يدك والممرضات ادوهاني لما ډخلتي العمليات وأنا مع الوضع اللي كنت فيه معرفش راحت وين وضاعت مني كيف بس أن چيتي للحق أنا بقول احسن أنها ضاعت عشان نبدأ من أول چديد في كل حاچة حتى الدبلة
نظرت الخاتم في إصبعها بابتسامة دافئة ثم رفعت رأسها له ونظرت بدقة وسألته
_أنت ليه دايما بتقولي نبدأ من أول وجديد!
ابتسم وقال ببساطة
_عشان بنسبالي اللي حصل ده على قد ماهو احنا نشوفه شړ لكنه خير كبير وفرصة لينا احنا الاتنين عشان نقرب من بعض اكتر واحنا بالفعل ده اللي حصل مش إكده ولا إيه
هزت رأسها بتفهم وهي ترسم بسمة خفيفة على فمها فجأة صدح صوت هاتف بشار الذي كان يضعه على المنضدة الصغيرة أمامه وعندما نظرت للهاتف وقرأت اسم المتصل وجدته رحاب فطالت نظراتها للهاتف بشرود حتى وجدته يمد يده ويغلق اتصالها دون أن يجيبها فتلتفت