رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود
المرتجف بين ذراعيه والعبرات بدأت تتجمع في مقلتيها وهي تهمس له بصوت خاڤت
_كابوس وحش قوي ياعمران!
مسح على شعرها وظهرها بحنو وهمس في أذنها ببحته الرجولية التي تذيب القلوب
_اهدى.. أنا چارك ياغزال مټخافيش
سكن جسدها المرتجف داخل أحضانه وعلى أثر لمساته الساحرة على جسدها وارتخت عضلاتها المتشنجة وهدأت أنفاسها لكن الخۏف والفزع مازال يستحوذ على قلبها حيث ظلت بين ذراعيه ولم تبتعد عنه متناسية تماما الخلافات التي بينهم والفجوات العميقة التي صنعتها الظروف من حولهم في علاقتهم.
_اوعاك تفكر تهملنا أنا وسليم وتمشي ياعمران احنا مش هنقدر نستحمل غيابك
كانت تلك الكلمات الصدمة الحقيقية وكأن كل ما فعلته بكفة وهذه العبارة في كفة أخرى تماما جعلت البسمة العريضة تحتل تعابيره الرجولية الجذابة ويهمس لها بعينان تلمع بوميض الغرام والأمل
تجمدت بين يديه بعد عباراته وسكنت للحظات تفكر في رد تجيب به عليه ثم ابتعدت عنه ببطء شديد وأبدت عن عدم إعجابها بكلماته وأنها لا تتفق معه فيما قاله حتى إنها اشاحت بوجهها للجهة الأخرى ترفض النظر إليه كدليل على رفضها العودة معه والغفران التام له بينما هو فاختلف العبوس ملامحه مجددا ومد يده يعبث في خصلات شعرها بنظرة عاشقة كلها شوق وندم متمتما
رمقته آسيا بنظرة مقهورة وهتفت بضيق وخذلان
_عمران اللي أنت عملته معايا وقولته ليا مش قليل وأنا مش هقدر أنساه بسهولة أنا لغاية دلوك كل ما افتكر كلامك قلبي بيوچعني وكأنك طعنتني بخنجر مسمۏم أنت كنت بتعايرني بناسي وأنهم رموني وأنت اللي سترتني وحميتني منهم وأني لو لساتني عايشة لغاية دلوك يبقى بسببك أنت و......
_متكمليش ياغزالي والله ما كان قصدي إكده ده كان في لحظة شيطان وأنا مكنتش داري باللي بقوله والكلام طلع من غير ما اعرف كيف طلع ولساني نطقه
لوت فمها باقتضاب دليل على أنها لم تستسلم له بعد بينما هو فانحنى على رأسها ووجهها ينكرها وسط همسه واعتذاره المتكرر لها
للحظة شعرت نفسها سترفع الراية البيضاء وتذوب أمام سيل مشاعره الجارف لتنخرط معه في بحور عشقهم الأبدية لكن بسرعة تداركت نفسها وهتفت له بحزم بسيط تحاول من خلاله إخفاء ض
_كفاية ياعمران خلاص!!
مال ثغره للجانب في ابتسامة ماكرة بعدما فهم وضعها وأنها لانت له فضحك وقال مبتسما في جدية
ارادت الاعتراض على أي شيء حتى لو لم يكن يستحق فقط لتحافظ على موقفها الذي اهتز أمامه وظهر استسلامها وحبها له الذي غلب ڠضبها
_لا مش عاوزة اروح معاك مكان!
تمالك نفسه من الضحك بصعوبة ورد عليها بحدة رجولية متصنعة
_بس أنا قولت هتروحي ياغزالي ومفيش حرية الاختيار
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تتأفف بنفاذ صبر مغتاظة بينما هو فاستقام واقفا وانحنى عليها بقبل شعرها مجددا وهو يهمس لها مودعا إياها
_تصبحي على خير