الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

المرتجف بين ذراعيه والعبرات بدأت تتجمع في مقلتيها وهي تهمس له بصوت خاڤت
_كابوس وحش قوي ياعمران!
مسح على شعرها وظهرها بحنو وهمس في أذنها ببحته الرجولية التي تذيب القلوب
_اهدى.. أنا چارك ياغزال مټخافيش
سكن جسدها المرتجف داخل أحضانه وعلى أثر لمساته الساحرة على جسدها وارتخت عضلاتها المتشنجة وهدأت أنفاسها لكن الخۏف والفزع مازال يستحوذ على قلبها حيث ظلت بين ذراعيه ولم تبتعد عنه متناسية تماما الخلافات التي بينهم والفجوات العميقة التي صنعتها الظروف من حولهم في علاقتهم.
رغم تعجبه من رد فعلها المفاجيء إلا أنه كان يحلق عاليا من السعادة بعدما رأى بصيص أمل لعودتها له وغفرانها ربنا حتى هي سامحته ولكنها ترفض الاعتراف سمع عكسها المصحوب بصوتها الباكي
_اوعاك تفكر تهملنا أنا وسليم وتمشي ياعمران احنا مش هنقدر نستحمل غيابك
كانت تلك الكلمات الصدمة الحقيقية وكأن كل ما فعلته بكفة وهذه العبارة في كفة أخرى تماما جعلت البسمة العريضة تحتل تعابيره الرجولية الجذابة ويهمس لها بعينان تلمع بوميض الغرام والأمل
_اعتبر الكلام ده يعني أنك شلتي الطلاق من راسك و هترچعي بيت چوزك معايا خلاص 
تجمدت بين يديه بعد عباراته وسكنت للحظات تفكر في رد تجيب به عليه ثم ابتعدت عنه ببطء شديد وأبدت عن عدم إعجابها بكلماته وأنها لا تتفق معه فيما قاله حتى إنها اشاحت بوجهها للجهة الأخرى ترفض النظر إليه كدليل على رفضها العودة معه والغفران التام له بينما هو فاختلف العبوس ملامحه مجددا ومد يده يعبث في خصلات شعرها بنظرة عاشقة كلها شوق وندم متمتما
_بزيادة عاد يا أم سليم أنا ندمت وعرفت غلطي ومستعد أعملك كل اللي تعوزيه عشان ترضي عني وتسامحيني متحرمنيش منك أنتي وولدي أكتر من إكده!
رمقته آسيا بنظرة مقهورة وهتفت بضيق وخذلان
_عمران اللي أنت عملته معايا وقولته ليا مش قليل وأنا مش هقدر أنساه بسهولة أنا لغاية دلوك كل ما افتكر كلامك قلبي بيوچعني وكأنك طعنتني بخنجر مسمۏم أنت كنت بتعايرني بناسي وأنهم رموني وأنت اللي سترتني وحميتني منهم وأني لو لساتني عايشة لغاية دلوك يبقى بسببك أنت و......
كتم فمها بكفه الكبير يمنعها من استرسال حديثها هاتفا بأسف وحزن شديد
_متكمليش ياغزالي والله ما كان قصدي إكده ده كان في لحظة شيطان وأنا مكنتش داري باللي بقوله والكلام طلع من غير ما اعرف كيف طلع ولساني نطقه
لوت فمها باقتضاب دليل على أنها لم تستسلم له بعد بينما هو فانحنى على رأسها ووجهها ينكرها وسط همسه واعتذاره المتكرر لها
_حقك عليا ياست البنات كلهم.. وأم الغالي.. ومرتي وحبيبتي.. أنا آسف سامحيني 
للحظة شعرت نفسها سترفع الراية البيضاء وتذوب أمام سيل مشاعره الجارف لتنخرط معه في بحور عشقهم الأبدية لكن بسرعة تداركت نفسها وهتفت له بحزم بسيط تحاول من خلاله إخفاء ض
_كفاية ياعمران خلاص!! 
مال ثغره للجانب في ابتسامة ماكرة بعدما فهم وضعها وأنها لانت له فضحك وقال مبتسما في جدية
_طيب چهزي نفسك عشان بكرا الصبح هاخدك على شقتنا وافرچك عليها
ارادت الاعتراض على أي شيء حتى لو لم يكن يستحق فقط لتحافظ على موقفها الذي اهتز أمامه وظهر استسلامها وحبها له الذي غلب ڠضبها
_لا مش عاوزة اروح معاك مكان!
تمالك نفسه من الضحك بصعوبة ورد عليها بحدة رجولية متصنعة
_بس أنا قولت هتروحي ياغزالي ومفيش حرية الاختيار 
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تتأفف بنفاذ صبر مغتاظة بينما هو فاستقام واقفا وانحنى عليها بقبل شعرها مجددا وهو يهمس لها مودعا إياها
_تصبحي على خير

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات