الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ميثاق الحړب والغفران ج _ 
_الفصل السادس عشر _
داخل زوايا المستشفى تحديدا بالطابق الثالث حيث غرفة العناية المشددة كان بشار يقف أمام الغرفة ينظر من الزجاج لها ويراقبها بنظراته التائهة اليوم هو اليوم الثاني منذ الحاډثة ومازالت لم تفتح عينيها مازالت ترفض العودة لذلك الواقع الأليم لا يعرف إلى متى سيظل ينتظر استيقاظها وهو يراقب الأبواب والزجاج على أمل أن يرصد أي حركة أو إشارة منها تؤكد له أنها عادت لوعيها.

صړاخ أمها ونحبيها المرتفع بعدما علمت بما أصاب ابنتها مزق قلبه حزنا عليها أكثر وازداد شعور الذنب بنفسه وأصبح يأكله أكل حاول تهدأتها وهو يؤكد لها أنها ستعود لوعيها قريبا وستصبح بينهم من جديد ولكن لا فائدة ظلت كما هي تصرخ وتبكي على ابنتها وفلذة كبدها وبصعوبة اقنعوها بالعودة إلى المنزل في الليل والعودة لها مرة أخرى بالصباح.
فاق من شروده عندما لمح الممرضة وهي تخرج من غرفة مريم بعدما انتهت من الفحص الروتيني على حالتها الصحية فأسرع نحوها ليوقفها وهو يسألها باهتمام
_مفيش أي چديد 
هزت الممرضة رأسها بأسف وقالت وهي تحاول بث الأمل لنفسه اليائسة
_للأسف حتى الآن مفيش بس حالتها الصحية مستقرة وأن شاء الله قريب تفوق
الټفت بشار برأسه للخلف ينظر لها من الزجاج ثم عاد الممرضة أخرى وقال برجاء ووجه مهموم وتائه
_ينفع ادخلها واشوفها 
سكتت الممرضة وهي تزم شفتيها كإشارة على الرفض بأسف فهتف بسرعة متوسلا
_أنا مش هطول خمس دقائق بظبط وهطلع هشوفها بس واقعد چارها شوية
أطالت الممرضة النظر لوجهه وقد اشفقت على حاله وشعرت بحبه الصادق وشوقه لها فردت باستسلام
_ماشي بس خمس دقائق بالظبط لأن أنا لو حد عرف أني سمحتلك تدخل هتجازى
هز بشار رأسه لها بالموافقة في ابتسامة ممتنة ثم طلبت منه ارتداء القناع الطبي قبل الدخول وتعقيم يديه جيدا وكذلك ارتداء كيس طبي بقدمه ونفذ جميع التعليمات وفور دخوله من باب الغرفة توقف للحظة وهو يتمعنها بأسى ثم تقدم بخطواته منها حتى أصبح أمامها مباشرة وجثى على قدميه أمامها وهو يتمعنها بأعين دامعة يملأها الندم والحزن عليها ثم رفع يديه واحتضن بكفيه كفها في كل رفق وهمس لها بصوت مبحوح
_حقك عليا يامريم أنا السبب أنا مش هسامح روحي واصل على اللي حصلك ده 
توقف لثواني وتابع بصوت بات يظهر به بحة البكاء بوضوح
_فوقي وارچعي أبوس يدك انا عارف أنك متستهليش منى كل ده ولا تستاهلي اللي حصلك أنا كنت عاوز اسيبك عشان عارف أنك تستاهلي واحد احسن مني وتستاهلي كل خير يابت الناس ومكنتش عاوز اظلمك معايا وده ميمنعش غلاوتك ومعزتك في قلبي وأن قلبي بيتقطع عليكي وأنا شايفك إكده قصادي 
رفع أنامله ومسح دمعة حارة سقطت من عينه ثم راح يربت فوق كفه بكل حنو وهو يتمعن النظر في ملامحها الطفولية البريئة وكأنها أشبه بطفل صغير في ثباته العميق لم ينتشله من تلك اللحظات إلا دخول الممرضة بعد مرور الخمس دقائق وهي تطلب منه الخروج فاستقام واقفا وطبع قبلة دافئة على كف مريم قبل أن يستدير ويغادر.

بمنزل ابراهيم الصاوي بغرفة الجلوس حيث يمكث فيها عمران من ساعتين تقريبا وهو بانتظار آسيا التي لا تجيب على اتصالاته ولم تعد للمنزل كان قد وصل لأقصى مراحل الثوران وعلى أتم الاستعداد لينفجر بها فور رؤيته لها ولا يمكن إيقاف وساوسات الشيطان الذي يوسوس له بأنها حقا كذبت عليه وذهبت لأخته أو ربما ذهبت لتقابل شخص مجهول لا يعرفه رغما عنه

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات