رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندي محمود
اصبح شبه مستسلما لتلك الأفكار المسممة بسبب تأخرها وعدم ردها على اتصالاته.
أخيرا سمع صوت باب المنزل وهو ينفتح وينغلق وصوت أمه وهي توجه حديثها الحاد لزوجته هاتفة
_چوزك مستنيكي چوا يابت چليلة
ضيقت آسيا عيناها باستغراب ورمقته إخلاص بحنق لكنها قررت عدم الإكتراث لأمرها وتحركت باتجاه غرفة الجلوس حيث ينتظرها زوجها وكانت تحمل بيديها أكياس بها مستلزمات مختلفة ما بين العاب لطفلها وملابس وأشياء خاصة بها هي دخلت الغرفة وهي تضحك باتساع ووجهها ممتلأ بالحماس لكي تري عمران ما اشترته لكنها اصطدمت بوحش ثائر ېصرخ
ضيقت عيناها بحيرة وقلق من منظره المخيف لتجيبه في هدوء
_چرا إيه ياعمران ما أنا قولتلك أني طالعة اشتري كام حاچة ليا ولولدي
عمران بصوت جهوري مرعب بعدما اندفع نحوها كالثور الهائج
_ومش بتردي على الزفت التلفون اللي مسكاه في يدك ده ليه ولا هو مسكاه إكده عياقة ملوش أي تلاتين لزمة!
آسيا بخفوت واضطراب بسيط منه
مال بوجهه للجانب وهو يمسح على شعره نزولا للحيته ثم عاد لها بنظره مجددا وقال بنظرة تحمل الشك وتعبيرات وجه مرعبة لا تبشر بالخير أبدا
_يعني أنتي مرحتيش عند فريال ولا قابلتي حد من ورايا
اتسعت عيناها بدهشة وقالت بنبرة ارتفع صوتها قليلا وحزم وهي ترفع أمامه يديهم بالأكياس
ارتحت عضلات وجهه قليلا ولكن نظرته أصبحت أكثر ړعبا وهو يسطلها عليها كالأسد ويهتف بنبرة هادئة عن السابقة لكن بصوت مهيب
_يعني أنتي مروحتيش مكان يا آسيا وبعد إكده روحتي اشتريتي الحاچة دي عشان تسكتيني وتثبتيلي إنك طلعتي صح تشتري حچات ليكي وللعيل كيف ما قولتيلي
_انت بتشك فيا ولا إيه ياعمران!
عمران بحدة وصوت غليظ
_محدش چاب سيرة الشك متخرفيش بالكلام أنا بسألك وبفهم منك اللى حصل وعاوز الرد بصراحة ومن غير مراوغة وكذب
التهبت نيران صدرها بحړقة وشعرت بغصة مريرة في حلقها من تلمحياته واتهاماته القاسېة لها فقالت بثبات محاولة الحفاظ على صمودها أمامه
أنهت عباراتها والتفتت تهم بالانصراف لكنه قبض على ذراعها يوقفها بصوت الحاد وهو يهتف
توقفت والتفتت له بنظرة يملأه الخزي والعتاب متمتمة
_وأنا خلصت كل الكلام يعني معدش في حاچة تاني تقولها يامعلم
ثم انتشلت ذراعها من قبضته واندفعت لخارج الغرفة ثائرة فاصطدمت بإخلاص في وجهها وهي تبتسم لها بخبث وشماتة فرمقتها آسيا شرزا وفضلت هذه المرة أن تلتزم الصمت فالافعال دوما تكون أجمل من الكلام.
وقف جلال أمام باب المنزل وأخرج المفتاح من جيبه ثم وضعه بالفعل وفتح الباب ودخل اطلق زفيرا حارا بحنق فور دخوله وتحرك باتجاه الأريكة ليجلس فوقها وهو يمسح على رأسه نزولا لوجهه ولحيته وبعيناه يتجول في أرجاء المنزل يبحث عن الشيء الذي جاء من أجله ثم استقام واقفا وراح يتنقل بين الغرف يبحث بكل مكان يقطع نظره عليه بحث في الأدراج والخزائن وحتى أسفل الفرش وبعد مجهود شاق ووقت طويل