الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

آسيا ترسم معالم البراءة والود باحتراف على وجهها وراحت تجيب على إخلاص بكل لطف
_الصراحة إكده چاية على انهى المشاكل والحقد والكره اللي بينا.. أنا خلاص كلها شهر واولد وياچي ولي العهد حفيدك مينفعش نفضل إكده كارهين بعض
ابتسمت إخلاص استهزاء وتحولت البسمة لضحكة عالية وهي تجيب
_ وانتي من مېتا بقيتي طيبة إكده وزعلانة قوي على كرهنا لبعض ولا دي حدوتة عاملاها عشان تلعبي بيها عليا وتطلعيني أنا اللي في الآخر عفشة قصاد ولدي
رسمت آسيا بسمة صافية مرتدية قناع الحب وخلفه شيطان ينوي الاڼتقام وتمتمت في صدق
_حدوتة إيه بس ياحماتي أنا صح عاوز نصلح علاقتنا ونبقى كويسين مع بعض وبعدين أنا لو عاوزة اطلعك عفشة قصاد ولدك كان زمان كشفتك من زمان واكدت ليه أن انتي اللي زقتيني من على السلم وأنتي عارفة زين أني لو عاوزة اعمل إكده هعرف اعملها بس نسيت اللي فات ومسامحاكي وعاوزة نبدأ صفحة جديدة.. قولتي إيه 
وكأن عقرب لدغة إخلاص وراحت تصرخ بها منفعلة
_زقيتك ده إيه.. انتي هتتبلى عليا يا بت خليل.. أنا معملتلكيش حاچة ولا قربت منك
آسيا ببسمة ماكرة وهي تغمز لها
_ياحماتي أنا كنت بوعي لما وقعت يعني مكنتش مغيبة وشوفتك وعارفة أن انتي اللي زقتيني هتكدبي قصادي ليه عاد احنا مفيش حد غيرنا في الأوضة اعترفي بغلطك خلاص وأنا بقولك مسامحكي أصلا
صاحت به إخلاص بعصبية رافضة الاعتراف بإصرار تام
_قولتلك مقربتش منك أنتي وقعتي لحالك!
التزمت آسيا الصمت للحظات تحاول التفكير في حيلة تستفزها بها لتجعلها تعترف بذنبها فقالت بعد وقت قصير من التفكير
_أه يعني أنا كنت بحلم وأنا شيفاكي بتزقيني.. انتي عملتي كل ده ليه عشان ولدك يطلقني ومهتمتيش لحفيدك ولا ولده اللي مستنيه وصل بيكي حقدك وكرهك ليا للدرچة دي.. وحتى لو كنت سقطت فكرك أن عمران كان هيسيبني ويطلقني.. ده في أحلامك عمران مش هيسيبني أبدا لو عملتي إيه وقريب كمان هاخده منك واصل وهننقل لشقة تاني بعيد عنك أنا معدتش هبقى مطمنة على ولدي وهو في نفس البيت معاكي
التهبت نظرات إخلاص وتحولت لوحش كاسر فغارت على آسيا كالثور الهائج تجذبها من شعرها صاړخة بها
_ولدي إيه اللي تاخديه مني أنتي فاكرة أني هسيبك ده أنا اخد روحك بيدي واخلص منك واصل ياحرباية واللي مقدرتش اعمله لما زقيتك هعمله المرة دي
رغم الألم الذي كان يجتاح رأس آسيا وشعرها من قبضة إخلاص عليها لكنه لم يمنعها من الابتسام بنصر وتشفي بعدما نجحت في نيل اعتراف إخلاص بجريمتها وردت عليها بكل برود
_أنا حقيقي بشفق عليكي ياحماتي.. وبدعيلك دايما بالهداية وأن ربنا يصلح حالك قبل ما تخسري عيالك كلهم
تركت إخلاص شعر آسيا فجأة ودفعتها بعيدا عنها بعدما أدركت ما قالته للتو وراحت تصرخ بها پهستيريا
_اطلعي برا ومتدخليش اوضتي تاني وصل فاهمة ولا لا
كانت آسيا تبتسم بكل ثبات انفعالي وبرود يثير الجنون واستدارت لتغادر غرفتها وهي وتتأني في مشيتها بكل دلال وفور خروجها من الغرفة همست بوعيد وهي تنظر للتسجيل الصوتي الي بهاتفها
_إكده تبقى فاضلة السحلية الصفرا
تحركت بكل تريث وغنج نحو غرفتها لكن أوقفها قبل دخولها صوت عمران الذي جذبها من ذراعها إليه
_وبعدين معاكي ياغزال
شهقت بزعر وراحت تتلفت حولها بارتباك ثم قالت له موبخة إياه بلطف
_إيه اللي بتعمله ده ياعمران.. هملني احسن حد ينزل ولا يطلع ويشوفنا
ردت بعبث ساحر
_خلاص تعالي نتحدت في اوضتنا براحتنا 
حاولت التمنع لكنه جذبها عنوة لداخل الغرفة واغلق الباب ثم اقترب نحوها وهي تراجعت للخلف وسط همسه لها بنظرة رجولية تذهب العقل
_أنا لو نمت امبارح في اوضة الجلوس فوق وطاوعتك فده بمزاچي يعني اوعي تفتكري أنك قدرتي عليا مثلا
ارتفعت البسمة لا إراديا آثارها وعقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تقول له بغطرسة وثقة تامة
_وهتنام الليلة دي برضوا يامعلم لو منفذتش طلباتي 
رفع حاجبه اليسار وقد مال ثغره للجانب في بسمة متهكمة ليهتف وهو مستمر في التقدم إليها
_إيه رأيك عاد أني مش هعمل حاچة وهتنامي چاري غصبن عنك ياغزال أنتي فاكرة أنك هتقدري تمنعيني عنك
ردت بكل غنج وغرور مثير للإعجاب
_لا أنا مش فاكرة.. أنا عاملة إكده صح وأنت مش قادر تقربلي واكبر دليل أنك بتتلوى من شوقك ليا ومش متحمل بعادي لليلة واحدة
أنهت عباراتها وولته ظهرها وتحركت بكل دلع تجاه الحمام هامسة بنعومة
_عموما أنا مش همنعك دي اوضتك والبيت بيتك مطرح ما تحب تنام نام
توقفت للحظة والتفتت برأسها له تقول في نظرة صوبت سهامها نحو قلبه
_بس أنت لو بتحبني صح ويهمك زعلي وعاوز ترضيني هتنفذلي طلبي
ألقت بقنبلتها الموقوتة واتجهت للحمام تتوارى داخله وتتركه بالخارج ېحترق من عڈاب شوقه وحبه لتلك المتجبرة.

بمنزل جلال وفريال......
وقفت فريال خلف الباب مباشرة تستمتع لحديث زوجها في الهاتف الذي استمر لدقائق طويلة نسبيا حتى انتهى منه أخيرا أسرعت وابتعدت لتذهب إلى الصالة وفور خروجه هتفت له برقة
_چلال استنى خدني معاك في طريقك عاوزة اروح السوبر ماركت اللي في آخر الشارع اشتري طلبات منه
أجابها بإيجاز شديد
_اتصلي بيا يافريال وأنا هچبلك اللي عاوزاه وأنا چاي.. أنا مستعچل دلوك
الحت عليه كالأطفال متمتمة
_عشان خاطري خمس دقائق بالظبط وهكون لبست
اطلق زفيرا قوي بنفاذ صبر كان دليل على انصياعه لها فأسرعت هي لغرفتها وبدأت في ارتداء ملابسها بسرعة وخرجت له وغادروا المنزل معا بعدما خرجوا من مدخل المائة واستقلوا بالسيارة ثواني معدودة وتوقف هو أمام المحل الكبير الذي بنهاية الشارع ونزلت هي من السيارة وودعته لكن فور انطلاقه بالسيارة أشارت هي لأول سيارة أجرة أمامها واستقلت بها وطلبت منها مراقبة سيارة زوجها والسير خلفها.

بمكان آخر كان بشار يقود سيارته متجها نحو أحد المقاهي المعروفة ويتحدث في الهاتف مع مريم هاتفا
_أنتي فين يامريم 
أجابته برقة جميلة
_چاية في العربية أنت وصلت 
_ لا لسا بس خلاص دقيقة واكون هناك 
هتفت بفضول شديد وهي تضحك بعفوية
_أنا مش عارفة إيه الموضوع المهم اللي مكنش ينفع في التلفون ولازم تقابلني عشانه فورا ونتكلم فيه!! 
قال بصوت رجولي قوي
_لما نوصل هناك ونتكلم هتعرفي يلا سلام وخلي بالك من نفسك
ابتسمت بحب له وتمتمت
_حاضر سلام
استمر في قيادة سيارته وبعد دقيقتين بالظبط وصل للمكان المتفق عليه بينهم خرج من سيارته ووقف بجوارها يتلفت حوله بحثا عنها ينتظر وصولها وعندما كال انتظاره كان سيدخل ويكمل انتظاره لها بالداخل لكنه توقف عندما وجد سيارة أجرة تقف وتنزل هي منها وراحت تلوح له بيدها ليراها وهي تبتسم بساحرية فابادلها الابتسامة الصافية وظل مكانه ينتظرها حتى تعبر الشارع وتصل إليه.
فجأة وبلحظة غير متوقعة أبدا بينما كانت هي تعبر الطريق بكل تلقائية دون أن تنتبه لحركة السيارة لم يدرك متى وكيف حدث ذلك المشهد المؤلم أمام عينيه وانتهى الأمر برؤيته لها وهي على الأرض بعدما صډمتها السيارة وفر صاحبها هاربا.
داخل منزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة عمران....
استمعت آسيا لصوت زوجها وهو يصيح مناديا عليها من الأسفل رغم أن المسافة كانت بعيدة لكن صوته الرجولي كان قوي وسمعته بوضوح فاستقامت واقفة بسرعة وارتدت حجابها وهرولت لخارج الغرفة ومنها
الدرج تنزل بحذر حتى وصلت للطابق الأرضي حيث كان الجميع موجود بما فيهم منى وعندما نظرت بجوارها على الأرض رأت حقيبة ملابسها...
...... نهاية الفصل ..........

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات