رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندي محمود
بارتياح وردت عليه متلعثمة وبصوت ضعيف
_طيب ثانية واحدة
اتجهت للداخل وارتدت رداء طويل محتشم وفضفاض وعادت له مجددا لتفتح الباب فتجده يقابلها بابتسامته البشوشة ويقول معاتبا إياها
_أنتي كنتي نايمة ولا إيه أنا قلقت لما مردتيش
افسحت له الطريق باستحياء ملحوظ وهي تهمس
_كنت في الحمام
تنحنح بإحراج بسيط ولم يجيب بينما هو فنزع حذائه بجوار الباب وأشار لها بيده على الداخل وهو يبتسم وكأنه يأخذ الأذن منها ليدخل فقالت له بتعجب وجدية
قاد خطواته للداخل حتى وصل للأريكة وجلس فجلست هي على المقعد المقابل له وهي ساكنة تماما والصمت بينهم سيد الموقف حتى هتفت بارتيعاد ملحوظ على تعبيراتها
_هو سمير ممكن يعرف مكاني ده ويوصلي
مروان بنظرة دقيقة
_سمير ده جوزك صح
هزت رأسها له بالإيجار فتنهد مروان بقوة وقال بلهجة جادة
لمعت عيناها بوميض مختلف وقالت
_هو أنا صح أقدر أطلق منه!
_ أيوة طبعا تقدري متقدريش ليه أنا عندي واحد صاحبي محامي شاطر اوي هسأله ونشوف هيقول إيه
زمت خلود شفتيها ييأس بعدما تذكرت وقالت
_بس المحامي هيحتاچ فلوس أتعاب ومصاريف كتير
_ملكيش دعوة بالموضوع ده وبعدين بقولك صاحبي يعني ممكن مياخدش حاجة
هزت رأسها بتفهم واستسلام واجفلت عيناها أرضا للحظات قبل أن ترفع نظرها له مجددا وتقول بامتنان حقيقي وعين دامعة
_أنا مش عارفة اشكرك ازاي بچد يا أستاذ مروان
استصعب لقب استاذ لكنه لم يعقب وتجاهله ليجيب عليها مبتسما بود بعدما أخرج من جيبه هاتف حديث
نظرت خلود للهاتف الذي بيده مطولا بدهشة وسرعان ما هزت رأسها بالرفض القاطع هاتفة
_لا أنا مش هقدر اخد التلفون ده كفاية اللي أنت عملته معايا وأنك ادتني شقتك وبتساعدني رغم أنك متعرفنيش
اطلق زفيرا حارا بقلة حيلة منها ثم هتف برزانة ليقنعها بذكاء
بدت وكأنها اقتنعت ولكنها ظلت تنقل نظرها بينه وبين الهاتف بتردد فابتسم هو لها ووضع الهاتف على سطح الطاولة الصغيرة بالمنتصف بينهم واستقام واقفا وهو يقول
_زي ما قولتلك لو احتجتي اي حاجة اتصلي بيا أنا همشي عايزة حاجة
_لا شكرا
سار باتجاه الباب بعدما سمع ردها وظلت هي مكانها تراقبه بنظرها في امتنان وهي تحمد ربها أنه أخرج ذلك الرجل بطريقها ليساعدها في التخلص من زوجها الظالم...
داخل أحد المقاهي الصغيرة والهادئة كان بلال يجلس على مقعده حول الطاولة ينتظر عودة حور من الخارج بعدما ذهبت لتلقي التحية على صديقتها التي رأتها بالصدفة.
دقائق قصيرة حتى عادت له وجلست على مقعدها أمامه وهي تهتف بحماس جميل
_فرحت أوي أني شوفتها لينا سنين متقابلناش يابلال والله
اكتفى ببسمته الدافئة لها فتابعت هي بوجه مشرق
_هاا كنا بنقول إيه بقى قبل ما اقوم
تنهد مطولا وقال بهيام وغرام
_كنت بقول إيه رأيك نقدم الفرح شوية
عادت برأسها للخلف وهي تتأفف بيأس وتقول ضاحكة
_وبعدين بقى.. قولت لا لسا بدري على الفرح أنا في حجات كتير نقصاني
بلال بضيق وتمرد
_وأنا مش قادر اصبر إيه الحل بقى!
قهقهت لا إراديا لتجيبه بدلال
_هتصبر يا بلال مجبور.. ولا أنت عايز تكروتني زي ما كروتني في كتب الكتاب.. أنا خاېفة من جنانك ده احسن الاقيك مرة واحدة جايبلي فستان الفرح وبتقولي فرحنا بعد ساعتين في القاعة يلا البسي بسرعة
كبح ضحكته بصعوبة وقال بجدية مزيفة
_مهو انتي لو فضلتي مصممة إكده وبتأخري في الفرح.. أنا ممكن اعملها صح!
اتسعت عيناها پصدمة وللحظة صدقت كلامها فصاحت به مغتاظة
_عشان وقتها تلاقيني في نص القاعة بقولك طلقني.. وجنان بجنان بقى
ارتفعت ضحكته الرجولية المميزة فهدأت هي بعدما تأكدت أنه كان يمزح وراحت ترمقه بڼارية وسط ابتسامتها الخفية بينما هو فاستند بساعديه على سطح الطاولة وانحنى بوجهه عليها للأمام هامسا في لهفة وعاطفة جياشة
_طيب حنى على العبد لله ده حتى بأي حاچة تصبيرة
ضيقت عيناها بعدم فهم فأكمل هو غامزا بجرأة
_يعني مش ناوية تديني البوسة إياها ولا إيه!!
فغرت عيناها وشفتيها پصدمة وأخذت تتلفت حولها بتوتر وكأن الناس كلها سمعت ما قاله للتو ثم نظرت له وهتفت موبخة إياه بشدة بوجنتين تلونا بالأحمر من فرط خجلها
_بلال إيه الوقاحة دي احترم نفسك
قهقه بقوة وكاد يجيب عليها لكن قطع حديثهم صوت أنثوي ناعم وقف بجوار طاولتهم وهتف بعين متسعة
_بلال
التفتت حور أولا نحو الصور لترى أمامها فتاة مدللة ترتدي ملابس ضيقة وتضع الكثير من مساحيق الجمال على وجهها وتنظر لزوجها بكل جرأة.. فانتقلت حور بنظرها لبلال لتراقب ردة فعله فوجدته يرسم بسمة باهتة ومتكلفة على ثغره وهو يجيبها مقتضبا
_أهلا يا نورهان كيفك
ردت عليه بغنج ونعومة مستفزة
_الحمدلله بخير أنت عامل إيه من زمان أوي متقابلناش
تنحنح بلال بخشونة بعدما لاحظ نظرات زوجته المشټعلة وراح يشير بيده عليها وهو يعرفها على تلك الفتاة المجهولة
_حور مراتي
اتسعت عين تلك المتطفلة وراحت تحدق بحور في نظرات متفحصة بحنق من أعلاها لأسفلها وحور تقابلها بأخرى ڼارية ثم هتفت أخيرا بود مزيف
_بجد الف مبروك ربنا يسعدكم يارب.. أنا هسيبكم بقى تاخدوا راحتكم
أنهت عباراتها واستدارت تسير مبتعدة عنه لتلفت حور بنظرها نحو بلال وتطالعه شزرا وهي تهتف پغضب شديد
_مين دي!
تنحنح بصوت مسموع في اضطراب بسيط وقال مبتسما محاولا تلطيف الأجواء
_دي واحدة كانت معايا في شغل من بدري أوي
رفعت حاجبها وبدت وكأنها لم تقتنع لكنها هزت رأسها له بإيجاب وهي تكتم نيرانها داخلها لتهتف بحدة
_طيب أنا رايحة الحمام
استقامت واقفة وبلحظة اندفعت مسرعة نحو الحمام وفور دخوله اصطدمت بتلك الفتاة وهي بالداخل تقف أمام مرآة المرحاض تنعدم من مظهرها الخارجي حزن حور على أسنانها وعبرت لتقف على المرحاض المجاور لها وتفتح المياه لتبدأ في غسل وجهها وسط نظرات الأخرى الماكرة لها التي أنهت الصمت الذي بينهم بسؤالها وهي تسألها
_انتوا اتجوزتوا امتى
اڼفجرت بها حور فجأة هاتفة
_بتسألي ليه!!
زمت الفتاة شفتيها بكل برود وتابعت
_عادي مجرد سؤال.. هو بلال مقلكيش أنا مين!
مسحت حور على وجهها بالمياه محاولا تمالك أعصابها وردت بصوت محتقن
_قالي وحتى لو مقلكيش مش مهتمة اعرف
ابتسمت الأخرى بخبث وهمست لها في نظرة شيطانية
_قالك أننا كنا مرتبطين وكنا داخلين في مشروع خطوبة وجواز
داخل منزل ابراهيم الصاوي......
وقفت آسيا أمام باب غرفة إخلاص وعيناها تنبض بالشړ والٹأر لحقها وحق طفلها تفقدت هاتفها لتتأكد من سلامة خطتها ثم رفعت يدها وطرقت الباب عدة طرقات متتالية فسمعت صوتها من الداخل يهتف
_ادخل
فتحت آسيا الباب ودخلت بكل ثقة وعنجهية واغلقته خلفها ثم تحركت نحوها ووقفت أمامها لتبتسم لها وتقول ببرود مستفز
_كيفك ياحماتي
تمعنتها إخلاص بتعجب للحظات قبل أن تعقد ذراعيها أمام صدرها وتهتف بقرف ونقم
_خير چاية اوضتي ليه.. عاوزة إيه!
كانت