الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الحادي عشر بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

تجاه شريكها لانها بتبقى عارفة ومتأكدة أن مشاعرها دي هي سبب ۏجعها وضعفها فبتتخلص منها عشان يبقى عندها الجراءة الكافية أنها تصر على قرار الانفصال ..اسأل مجرب .. 
هتفت أمل بكلماتها الأخيرة في شجن.. 
ساد الصمت بينهما لبرهة قبل أن تقطعه أمل هاتفة في نبرة محفزة روح لها يا دكتور ..صفو اللي ما بينكم ..مش هقولك عشان بينكم اولاد.. لا ..عشان انتوا الاتنين تستحقوا انكم تعيشوا مبسوطين مع حد بيحبكم بجد .. وهي بتحبك .. وانت ..انا متأكدة انك مكرهتهاش .. ووقفتك بره تسمع اعترافها بحبك انت كنت مستنيه.. 
ابتسم عبدالرحمن مازحا المفروض تشتغلي معانا دكتورة نفسانية .. 
ابتسمت أمل في حياء العفو يا دكتور ..الحكاية وما فيها اني عرفت أقيم المشاعر صح ..اصل المشاعر دي حاجة معقدة قووي وبسيطة جدا.. ويمكن بساطتها هو سر تعقيدها .. 
هتف عبدالرحمن مقهقها لا احنا كده قلبنا ع الفلسفة وده مش تخصصي .. 
اتسعت ضحكة أمل ولم تعقب ليهتف عبدالرحمن ممتنا أمل ..متشكر .. 
هزت رأسها في هدوء وهو يرحل لخارج الغرفة وقلبها يرقص فرحا أنها ساهمت في جمع شمل قلبين اضناهما الۏجع .. 
لكن ماذا عن قلبها !.. 
 
رن هاتفها وقد أنهت لتوها صنع كوب من الشاي بعد وجبة خفيفة كانت قد قررت تجربتها من وصفات غنوة البسيطة ..تطلعت للشاشة لتجد اسم ابنها يسطع عليه فاضطربت واضعة الكوب جانبا وردت في 
قلق خير يا عامر !..بابا بخير ! 
أكد عامر في هدوء اه يا ماما.. بخير الحمد لله ..بس .. 
انتظرت في قلق ليكمل ما بدأه مستشعرة أنه يحمل خبر ما يخصها وقد صدق حدسها عندما هتف ولدها مستطردا بابا عايز يشوفك .. هاينفع !.. 
صمت ساد بينهما لبرهة قبل أن تهتف في ثبات مؤكدة وماله يا عامر ..انا جاية ..ساعتين كده واكون عندكم قبل ميعاد الزيارة ما ينتهي .. 
هتف عامر مقترحا تحبي اجي اخدك يا ماما !.. 
أكدت إحسان لا يا حبيبي مفيش داعي .. 
أكد عامر في نبرة ممتعضة الصراحة انا مش مريحني مرواحك ومجيك مع اللي اسمه عبدالغني ده ..انا بقول اجي اخدك .. 
أكدت إحسان في هدوء حاولت تصنعه عبدالغني مش رايح جاي معايا يا عامر ..دي كانت مرة لما جت لكم المستشفي وهو كان ذوق وشافني نازلة وأصر على توصيلي ..كتر خيره .. 
تجاهل عامر تبريرها للموقف 
مؤكدا تمام يا ماما انا منتظرك .. متتأخريش علينا .. 
أغلقت الهاتف متنهدة تفكر فيما يمكن أن يكون سبب استدعاء توفيق لها .. 
مدت كفها لكوب الشاي ترتشفه قبل أن يبرد وهي في سبيلها لارتداء ملابسها والتجهز للزيارة العجيبة .. 
طرقات على باب شقتها جعلتها تترك ملابسها التي تناولتها من داخل الخزانة ..ملابسها الجديدة التي ابتاعتها بمالها الخاص والتي غيرت فيها ذوقها الذي اعتادته لتصبح أكثر شبابية وحيوية .. 
فتحت الباب لتجد عبدالغني أمامها تطلعت إليه في حيرة متسائلة عندما وجدته صامت على غير العادة خير يا غنوة !.. فيه حاجة !.. 
تطلع إليها في اضطراب عجيب على شخص في مثل جرأته وهمس انا كنت عايزك في موضوع.. انت فاضية !.. 
أكدت في أريحية اكتسبتها من معاشرتها له اه يا عبدالغني ..انا كنت بجهز عشان اروح المستشفي لعامر .. لو الموضوع سريع انا تحت امرك .. 
أكد بنفس اضطرابه طب كويس .. تعالي اوصلك ونتكلم ..انا في انتظارك تجهزي .. 
تركها واندفع لداخل شقته ولم يترك لها فرصة الرفض لتندفع لحجرتها ترتدي ملابسها في عجالة .. دقائق وكانت أمام باب شقته ليخرج متناولا مفاتيح عربته
وهبطت الدرج سويا .. 
ساد الصمت لفترة وأصبح جو العربة خانقا ما دفعه لتشغيل بعض الأغنيات التي ارتفع صوت شجوها من المذياع.. 
كانت إحسان اول من تحدث هاتفة في فضول خير يا عبدالغني !.. كنت عايزني فأيه !.. 
فوجئت به يوقف العربة على أحد جانبي الطريق وتطلع إليها مليا قبل أن يهتف في عجالة تتجوزيني يا إحسان !.. 
شعرت أنها محاصرة تماما ..حصار عينيه المنصبة نظراتها عليها تنتظر جواب بلهفة وحصار العربة التي تجلس فيها لا يفصلها عنه إلا بضع سنتيمترات قليلة لا تعلم اين يمكنها الهرب والاختباء من ذاك القيد اللامرئي الذي يطوقها اللحظة .. 
كل هذا لم يكن يساوى ذرة مقارنة بذاك الاضطراب اللذيذ الذي استشعرته يعربد بين جنبات صدرها يعبث كطفل ثائر بحنايا روحها .. 
لم تفه بحرف أو بالأدق لم تستطع ما دفعه ليدير العربة من جديد منطلقا إلى وجهتهما التي ما أن لاحت أمامها حتي تنفست الصعداء وترجلت سريعا تهرول باتجاه المدخل دون أن تجرؤ على الالتفات صوب العربة التي كان يجلس داخلها عبدالغني نظراته تتعقبها حتى اختفت وما حصل على ردها حتى يرتاح قلبه الحائر المتوقي لقربها والراغب فيه حد اللامعقول .. 
يتبع...

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات