الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخمسون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

شوية وأنت كنت هترچع تاخدني من بين أبوي وكانت المشكلة هتخلص من زمان لكن هي اللي دخلت منيرة الشيطانة دي بينا
لا يستطيع إنكار حقيقة ما تقوله وأن أمه من ضمن الأسباب الأساسية في تفرقتهم والفجوة العڼيفة التي نشبت بينهم ليت أمه لم تكن هكذا لكن ماذا يفعل معها فقد احتار وسئم محاولاته في إخبارها بأن تتوقف عن أفعالها السيئه معه هو وزوجته 
اخذ نفسا عميقا في حزن وضم زوجته لصدره وهو يقول بخفوت يذيب القلب
صدقيني أنا تعبت يافريال من كتر ما بحاول معاها لكن هي للأسف شكلها مهما نعمل مش هتتقبلك بالنسبالها أنتي بت ابراهيم اللي قتل أبوي وعشان إكده بتكرهك
رفعت فريال رأسها عن صدره ونظرت إليه بوجه ممتلئ بالدموع تقول
وأنا إيه ذنبي أن أبوي غلط وعمل إكده في أبوك
احتضن وجهها بين كفيه وراح يقبل جبهتها بحنو متمتما
أنتي ملكيش ذنب بس هي مش فاهمة ده عموما استحملي شوي خلاص هانت قريب قوي بيتنا هيجهز وهننقل هناك كلنا أنا وأنتي والعيال
رغم الحزن إلا أن عيناها لمعت بوميض جميل وسعيد عند ذكره لبيتهم الجديد والخاص التي ستكون هي وحدها سيدته فعادت ترتمي بين ذراعيه مجددا وهي تعانقه بقوة وعشق فيضمها هو إليه أكثر ضاحكا بساحرية 
عودة لغرفة عمران وآسيا مجددا 
كان عمران جالسا على الأريكة يحدق في الفراغ بشرود حتى انتشلته من ذلك السكون الغريب هي عندما جلست بجواره وراحت تملي فوق كتفه وصدره بدلال متمتمة بأنوثة تذهب العقل
يامعلم 
رمقها بطرف عيناه رافعا حاجبيه وهو يبتسم ثم التفتت لها بجسدها كاملا وقال بهيام ونظرات ذائبة
اؤمري ياعيون المعلم 
ابتسمت له بغنج أنثوي أكثر وهي تتمايل بكتفيها وجسدها في رقة وذكاء لتهمس له بصوت سرق ما بقى من عقله
نفسي في أناناس 
اتسعت بسمته التي كادت تتحول لضحكة وهو يجيبها مستغربا
ده وحم يعني ولا إيه هو مش لسا بدري على موضوع الوحم ده!!
تنحنحت برقة وهي تردف ضاحكة بساحرية
هو مش وحم بس بردك مش لسا بدري ولا حاچة هو بيبقى في التلات شهور الأولى أساسا
هز رأسه بتفهم وهو يرمقها بخبث مبتسما ويقول في صوت خاڤت
اممممم ولما ده مش وحم أمال ده إيه عاد!! 
زادت من جرعة تدللها عليه وهي تحاول أثره بنظراته الأنثوية المٹيرة وتجيبه مبتسمة
بدلع عليك شوية أو تقدر تقول بستغل الفرصة
قهقه عاليا في ضحكة رجولية مميزة أذابتها وأثرتها حتى وجدته يقول لها مغلوبا من بين ضحكه
ماشي ياغزال ادلعي بكرا أن شاء الله هبقى أچبلك اللأناناس ده
ارتمت عليه تعانقه بقوة ثم ابتعدت وهمست وهي تقبله من وجنته
هو أنا لو مدلعتش عليك يامعلم هدلع على مين يعني ربنا ما يحرمني منك واصل ياتاچ راسي 
اتسعت بسمته حتى افسح المجال لأسنانه البيضاء بالظهور وهو يقول غامزا بمكر
وه وه ده إيه الدلع ده كله إكده أنا هضعف ومش هيحصل طيب
ارتفعت ضحكتها الأنثوية وهي تستقيم واقفا وتتجه نحو الفراش لتنام بينما هو فكان يتابعها بعينان راغبة ويحاول التحكم بنفسه لكنه لم يستطع فوقف هو الآخر ولحق بها ليدخل بجوارها في الفراش وبينما كان على وشك الاقتراب منها طرق الباب المصحوب بالصوت الطفولي الرقيق وهو يقول
ياطنط آسيا! 
نظرت آسيا لعمران وضيقت عيناها باستغراب وهي تقول له
دي ريم 
استقامت واقفة من الفراش واتجهت للباب تفتح لها فتجده تقف أمامها بوجه ناعس والخمول يستحوذ عليها وهي تقول بصوت طفولي ناعم
أنا بخاف أنام وحدي ولما صحيت لقيت نفسي في الأوضة وحدي وضلمة خۏفت
ابتسمت لها آسيا بحنو ثم افسحت لها الطريق وقالت
طيب ادخلي ياحبيبتي نامي هنا 
دخلت الصغيرة وفور وقوع نظرها على عمران وهو يجلس فوق الفراش تسمرت بأرضها فضحكت آسيا وانحنت عليها تهمس لها
أنتي خاېفة من عمران ليه ياريم هو بيحبك ومش هيعملك حاچة
اختسلت النظرات المرتبكة لأخيها الكبير ثم التفتت لآسيا وهمست في أذنها ببراءة
أصل هو كبير وضخم وأنا بخاف منه احسن يزعقلي
اڼفجرت آسيا ضاحكة بقوة وسط نظرات عمران المستغربة لهم حتى وجد آسيا تقول لريم وهي تمسح فوق شعرها برفق
لا هو مش هيزعقلك مټخافيش ادخلي يلا 
فهم عمران وأدرك الحوار الذي دار بينهم بالهمس فابتسم لأخته الصغيرة بحنو يقول
تعالي ياريم
تحركت نحوه بخطوات بطيئة ومترددة حتى وصلت للفراش وصعدت لتجلس بجواره وكانت آسيا قد جلست بجوارهم فأصبحت ريم بالمنتصف بينهم انحني عمران عليها ولثم شعرها بلطف متمتما
أنتي خاېفة مني ليه ياحبيبتي أنا مش باكل العيال الصغيرة مټخافيش 
لكزته آسيا في كتفه ضاحكة بينما الصغيرة ففهمت مزحته وابتسمت برقة ثم تجرأت وسألته بنفس البراءة
يعني طنط آسيا مش پتخاف منك 
رفع نظره لآسيا وهو يبتسم بثقة ثم يجيب على ريم
پتخاف طبعا والكل إهنه بېخاف مني بس أنتي دلوك شيفاني پخوف وأنا بتكلم معاكي
هزت رأسها بالرفض فأكمل مبتسما بدفء وهو يعود ويلثم شعرها مجددا
يبقى مټخافيش مني عاد
أماءت له بالإيجاب فقالت لها آسيا بجدية بسيطة
يلا نامي وكملي نومك عشان بكرا الصبح بدري هتصحي وتروحي بيتكم
أدركت الطفلة أنها بالمنتصف وأن عمران سينام بجوارهم فالټفت له وقالت بعفوية
هو أنت هتنام جنبنا! 
رد ببساطة وهو يضيق عيناه متعجبا
امال هنام وين يعني! 
كتمت آسيا ضحكتها وهي تتخيل أن أخته الصغيرة ستجعله يغادر فراشه لينام على الأريكة أو الأرض التفتت الصغيرة لآسيا تنظر لها برجاء حتى لا تجعله ينام بجوارهم فضحكت آسيا وهي تهمس بين نفسها ساخرة
ده احنا لما كنا متجوزين ڠصب ومحدش فينا طايق التاني مكنتش بقدر أقوله متنامش على سريرك چاري هتقوميه أنتي دلوك
فاقت من شرودها وهي تنظر لعمران الذي بدأت ملامحه تتبدل فضحكت أكثر واقتربت منه تهمس في أذنه ضاحكة
معلش ياعمران قوم نام على الكنبة أو الأرض النهاردة لساتها مش واخدة عليك ويمكن مسكوفة منك قوم يلا 
طالع آسيا بنفاذ صبر فلا يكفي أن ليلته الخاصة والرومانسية انتهت قبل أن تبدأ والآن سينام على الأرض نظر لأخته الصغيرة وقال بغيظ يحاول إخفائه حتى لا تخاف منه مجددا
شكلنا هنتفق مع بعض قوي ياريم تصبحي على خير
ردت الصغيرة عليه ببراءة مبتسمة
وأنت من أهله 
بينما هو فاستقام وأخذ وسادة معه ليضعها عند مقدمة الأريكة ويفرد جسده فوقها واضعا رأسه فوق الوسادة وسط نظرات آسيا له وهي تضحك ثم انحنت على ريم وهمست لها في أذنها
أنا متجرأتش أبدا أني أقوم أخوكي من سريره بس أنتي طلعتي اشجع مني والحمدلله أنها عدت سلامات وتقبل الأمر بصدر رحب وعشان إكده لازم نحتفل الليلة وننام على السرير براحتنا من غير ما حد يكتم فوق نفسنا 
ضحكت الصغير بقوة وهي مازالت تنظر لأخيها الذي أغلق عيناه لينام وبسرعة تمددت بجسدها الصغير على الفراش وفعلت مثلها آسيا لتنام بجوارها ويتدثروا بالغطاء معا دقائق قصيرة وخلدت الصغيرة للنوم وكانت آسيا كذلك قد غلب عليها النوم وعلى وشك النوم 
بصباح اليوم التالي بمنزل خليل صفوان فتحت جليلة الباب واڼصدمت برؤيتها لثلاث من الضباط يقفون أمامهم وهتفت واحدا منهم الذي كان بالمنتصف وأمامها مباشرة يسألها بلهجة رجولية قوية وحازمة
جلال صفوان فين
نهاية الفصل 

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات