رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخمسون بقلم ندى محمود توفيق
لإخلاص فهي تدرك جيدا ما تضمره لها في ثناياها وتحاول إظهار العكس أمام ابنها حتى لا تخسره لكن آسيا هل تكتفي بهذا القدر!
رمقت إخلاص بطرف عيناها في لؤم ثم وضعت يدها فوق بطنها واصدرت تأوها عاليا مزيف في تعمد منها لإثارة جنون إخلاص عندما ترى ردة فعل ابنها
الټفت لها عمران بوجهه وسألها بقلق
مالك يا آسيا
معرفش حسيت بوچع مرة واحدة في بطني
هتف عمران بحنو شديد وهو يحتويها بذراعيه
طيب قومي يلا نطلع فوق وتريحي على السرير
هزت رأسها بالموافقة ثم استقامت واقفة معه وهو مازال يحاوطها بذراعيه من خصرها والټفت برأسه نحو أمه ليقول
تصبحي على خير ياما عاوزة حاچة
ردت إخلاص عليه بصوت محتقن من فرط الغيظ
نظرت آسيا لها وهي تبتسم بمكر وتقول بلطف مزيف وسط نظراتها الشرانية
تصبحي على خير ياحماتي
هزت إخلاص رأسها لها بمضض دون رد وتابعتهم وهم يتوجهوا نحو الدرج توقف عمران قبل أن يصعدوا فقالت له آسيا باستغراب
مالك وقفت ليه
أنحني عليها وحملها فوق ذراعيه هامسا لها بحدة
بعد إكده مفيش نزول من الأوضة على السلالم غير للضرورة مفهوم
وه إيه اللي بتعمله ده ياعمران نزلني!
لم يهتم لها وقال للمرة الثانية موجها حديثه لأمه دون أن ينظر لها
تصبحي على خير ياما
انهي عبارته وسار بزوجته يصعد بها الدرج لغرفتهم بينما آسيا فقد التقت عيناها بعيني إخلاص التي كانت تشتعل غيظا فهمست آسيا ضاحكة في أذن عمران
أمك شكلها إكده اضايقت يامعلم
اعملها إيه يعني وبعدين إيه اللي يضايقها مرتي حامل وبدلعها ومش عاوزها تتعب
انتفضت آسيا بين ذراعيه وهي تهتف له بخجل شديد
في حد نازل ياعمران نزلني بسرعة نزلني
كان قد انتهي من صعود الدرج ووصل للطابق الثاني فرد عليها بنبرته الرجولية
احنا وصلنا أوضتنا خلاص ياغزال اهدي مالك خاېفة إكده ليه هو أنا چايبك من الشارع أنتي مرتي!
وقفت عفاف أمام غرفة بلال مترددة وعيناها ممتلئة بالدموع ثم حسمت قرارها في النهاية وفتحت الباب لتدخل فتجده جالس فوق فراشه ويمسك بهاتفه يتصفحه أغلقت الباب وهمست له بحنو
بلال
كيفك ياولدي طمني عليك
أطلق بلال زفيرا قوي بخنق وهو يبعد يد أمه عنه فاڼهارت دموعها فوق وجنتيها غزيرة وهي تترجاه بعجز
متعملش فيا إكده ياولدي أبوس يدك أنا مليش غيرك ومقدرش اتحمل بعدك عني
توقفت أصابعه عن التقليب فوق شاشة هاتفه ثم أطلق زفيرا حارا قبل أن يلتفت لها ويقول بجفاء
لكن قدرتي تتحملي وزك لأبوي أنه ېقتل خليل
قالت عفاف بندم حقيقي وسط اڼهيارها
ندمت والله يابلال واوعدك من إهنه ورايح كلامك هو اللي هيمشي ياولدي ومش هعمل أي حاجة تضايقك مني
سكتت للحظة تراقب تعبيرات وجهه وأثر كلماتها عليه لكنه كان قاسېا لا يظهر أي لين فقالت له متوسلة پبكاء
سامحني ياولدي متحرمنيش منك وتديني ضهرك أنا مليش سند غيرك
ليته يستطيع مسامحتها بسهولة هكذا لكن خطأها ليس صغير وتافه حتى ينساه من مجرد اعتذار فترك الهاتف من يده وقال بصوت غليظ وهي يتمدد بجسده فوق الفراش يوليها ظهره
أنا تعبان وعاوز أنام تصبحي على خير
تصلبت عفاف مكانها لبرهة من الوقت وهي تتأمل ابنها ييأس وقلب منفطر في النهاية لملمة شتات نفسها واستقامت واقفة لتغادر وتتركه وهي تبكي بحړقة وألم
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة جلال
خرجت فريال من الحمام بعدما انتهت من حمامها الدافيء وكانت ترتدي ثوب حريري قصير من اللون الأحمر المفضل لديه فاقتربت من المرآة ووقفت أمامها تسرح شعرها وسط نظراته المتفحصة لها وهو يتأملها بحب حتى انتهت
سمعته يقول لها بنبرة دافئة وهو يشير لها بيده على الفراش بجواره
تعالي يافريالي اقعدي چاري عاوز اتكلم معاكي
اقتربت منه بصمت وهي تبتسم بحب دون أن تقول شيء وعندما جلست بجواره وجدته ينحني عليها ليلثم كتفها بقبلة حارة مفعمة بمشاعره الساخنة ثم يتمتم لها بحب
هاا قوليلي عاد إيه اللي حصل خلي أمي تعمل إكده معاكي
لوت فمها بضيق وأجابته باقتضاب
ولا حاچة عادي ضايقتني بكلامها ولما أنا رديت عليها ومعجبهاش ردي عملت إكده متشغلش روحك خلاص اللي حصل حصل
جلال بمعالم وجه جادة رغم حنوه
ما أنا عارف اللي بتقوليه ده ياحبيبتي أنا عاوز اعرف قولتوا إيه بظبط عشان افهم مين الغلطان
تحولت فريال بلحظة من الهدوء للاشتعال وهي ترنقه بانزعاج وتقول
يعني عاوز تقول أن أنا اللي غلطانة وأمك عندها حق ياچلال
جلال مبتسما بلطف وهو يحاوطها بذراعيه ويجيبها
أنا مقولتش إكده يافريال أنا بسألك إيه اللي حصل بس
فريال بعصبية وعينان دامعة بعدما دفعت يديه بعيدا عنها
وأنا رديت عليك وقولتلك اللي حصل اقولك على حاچة كمان أنا اللي غلطانة تمام إكده
مال بوجهه للجانب مستغفرا ربه في نفاذ صبر ثم عاد بنظره مجددا يتمتم في نبرة احتواء وحب
يافريال ليه بتعملي إكده أنتي عاوزة تعملي مشكلة وخناقة بينا وخلاص هو أنا دلوك اتهمتك بحاچة ولا اتعصبت عليكي حتى أنا بسألك بكل هدوء وبتكلم معاكي وأنتي قلبتيها مناحة!
هبت واقفة وهي تستدير توليه ظهرها وتقول بصوت مبحوح يغلبه البكاء
أيوة انا قلبتها مناحة عشان نكدية ياچلال
رفع يديه ومسح على وجهه وهو يتأفف بصوت مسموع مرددا
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
استقام هو أيضا واقفا واقترب منها ليعانقها من الخلف ويقبل شعرها ورقبتها بغرام وسط همسه الجميل لها والهاديء
لا أنتي مش نكدية ياحبيبتي حقك عليا أني بسأل أصلا اعتبرني مسألتش أنا الغلطان محدش فيكم غلطان
لان ڠضبها منه عندما احتواها بذراعيه وعانقها بكل دفء وامتلاك فردت عليه بصوت خرج بصعوبة بسبب بكائها
شافتني مرتاحة ومبسوطة بعد أيام من الزعل على أبوي الله يرحمه فاستكترت الفرحة عليا فأنا رديت عليها وقولتلها البركة في چوزي ربنا ميحرمنيش منه فردت بتريقة بتقولي من أمتي الحب ده فأنا اتعصبت ڠصب عني وقولتلها من زمان بس في شياطين دخلت بينا وفرقتنا وكان قصدي على منيرة بس افتكرتني اقصدها هي
ابتعد جلال عنها ببطء وادراها من كتفيه إليه ليصبح وجهها في مقابلته مباشرة وينظر في عيناها بعمق يسأله وهو يبتسم بسخرية بسيطة
يعني أنتي كان قصدك على منيرة بس!!
اشتعلت نظرات فريال ورمقته بغيظ تقول متحدية دون خوف في حقد وقهر
وحتى لو كنت اقصدها هي ومنيرة مش هي بردك اللي فضلت تلعب في عقلك وراسك وهي اللي چبتلك منيرة دي ومرتحتش غير لما چوزتهالك مش هي السبب الأساسي في فراقنا وكانت عاوزة تخرب بيتنا وتخلي عيالنا يتبهدلوا وسطينا لما نتطلق أنت بنفسك عارف كويس قوي أن أمك السبب في كل د ولو كان على اللي عملته أنا في الأول لما سبتك أنا كنت هزعل منك