رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
اللي بتقوله لأمك ده.. قصدك إيه!
أخذ نفسا عميقا وأخرجه زفيرا متهملا ثم حاوطها بذراعيه وانحنى عليها يقبلها من رأسها بحنو متمتما
_مفيش حاچة يافريال متشغليش بالك أنا قصدي اقولها أنها متحملكيش ذنب أبوكي اكتر
فريال بثقة تامة وضيق
_بس أنا أبوي معملش حاچة أصلا ياچلال عشان اشيل ذنبه
رغم انزعاجه البسيط لكنه ابتسم لها بسخرية ثم انحنى على الطاولة يلتقط كأس الشاي ويبعتد عنها ليجلس فوق الأريكة دون عليها مما جعلها تضيق عيناها باستغراب أكثر وتقترب منه تجلس بجوارها هاتفة
جلال بلهجة رجولية منزعجة
_عشان حتى لو رديت وقولتلك الحقيقة مش هتقتنعي يافريال
هتفت بعدم فهم وفضول
_حقيقة إيه
طالعها جلال بنظرة ثاقبة وقال بقوة
اتسعت عيناها وتجمدت مكانها للحظات تحاول استيعاب ما قاله هي دوما الثقة والڠضب الحقيقي في عيناه مما جعلها تهز رأسها بالنفي بسرعة رافضة التصديق
مسح جلال على وجهه وهو يتأفف بنفاذ صبر ثم صاح منفعلا رغما عنه
_
امتلأت عيناها بالدموع بعد لحظات طويلة من التحديق بجلال مصډومة لكن عقلها أو ربنا عواطفها مازالت ترفض تصديق تلك الفكرة ودفعتها للوقوف بسرعة وهي تهتف پغضب ورفض تام
_لا مستحيل يعمل إكده.. أكيد اللي قالك إكده بېكذب عليك أو أنت بتكذب
في الجامعة.....
ابتسمت حور بفرحة وحب عندما رأته يقف مع أحد أصدقائه ويتحدث معه بجدية رغم انزعاجها منه لم يتحدث معها منذ يومين وفقط كان يطمئن عليها بالرسائل لكن فور رؤيتها له لم تتمكن من التحكم بعاطفتها تجاهه وكانت تنتظره حتى ينتهي من حديثه مع صديقه لكي تذهب له.
_تعرفي أني اتوحشتك قوي والله
_مهو واضح الصراحة
تنهد بضيق وعينان دافئة وممتلئة بمشاعر الحب الصادق والأسف وهو يقول
تغاضت عن كل شوية وبسرعة راحت تسأله باهتمام وقلق
_مشاكل إيه دي.. أنت كويس يا بلال!
تأفف بقلة حيلة وهو يهز رأسه بالإيجاب لها مجيبا
_كويس الحمدلله متقلقيش.. هي شوية مشاكل في البيت وفي الشغل ومع الچامعة كل حاچة فوق بعض ومضغوط قوي بس ادعي الأيام الچاية تعدي على خير
ضيقت عيناها باستغراب وقد زاد شعور القلق والخۏف داخلها أكثر حيث اعتدلت في جلستها وهتفت بنظرة حانية تترجاه من خلالها
_بلال أنا بدأت اقلق بجد.. في إيه احكيلي وطمني
تأملها للحظات مبتسما بحب وللحظة دفعته مشاعره وكان سيمد يده فوق الطاولة ليمسك بكفها لكن عقله بسرعة منعه وأدرك الوضع وأنه لا يحق له فعلها ولا يجوز.. فتراجع وهو مازال محتفظ ببسمته ويجيبها في هدوء تام
_متخافيش