رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الاربعون بقلم ندى محمود توفيق
كما تضم الأم طفلها الصغير وتستمر في تقبيله وغمره بحبها وحنانها.
ابتعد عن صدرها بعد دقائق قصيرة ونظر في عينيها مبتسما بحب وهو يقول
_كنت مشتاق لحضنك ده قوي يافريال وكنت تايه من غيره مش لاقي مكان يسعني ولا يخفف عني كيف ما أنتي بتعملي
عادت لعقلها وأدركت فعلتها الساذجة فاستقامت واقفة وراحت تكمل ترتيب حقيبتها وهي تجيبه بجفاء عكس الحنان الذي كانت تغمره فيه منذ قليل
هتف بعين لامعة بوميض الأمل والعشق
_وعرفت غلطي وندمت وأنتي لساتك قايلة أن الأهم من الغلط هو احساسك بالندم
التفتت له ورمقته بقوة في نظرات مقهورة كلها كسرة
_وأنت متعصبتش عليا ولا اتخانقنا خناقة بسيطة عشان يبقى غلطك عادي وأول ما ټندم اسامحك أنت قتلتني ياچلال وكسرتني.. كنت بمۏت في الليلة ألف مرة وأنا عارفة أنك معاها ونايم في نفس السرير جمبها
_قوليلي طيب اعملك إيه عشان اخليكي تسامحيني أنا مهما تقولي وتعملي ومهما اتعصب منك مش قادر على بعدك قلبي بيتقطع وأنا شايفك بعيدة عني ومش بتبصي في وشي
أجابته بصوت مبحوح تحاول الثبات أمامه قدر استطاعتها
_متعملش حاچة ياچلال معدتش مستنية منك حاچة أساسا
أغلق عينيه يجاهد في منع دموعه من السقوط بينما هي فتابعت بخفوت ونبرة رقيقة
ابتسم لها بدفء وحب ثم انحنى عليها ولثم شعرها بحنو متمتما
_حاضر
ظلت متصنمة مكانها دون حركة حتى غادر الغرفة وتركها فرفعت أناملها تمسح دموعها من فوق وجنتيها وهي تتنهد الصعداء بقلة حيلة...
عودة للقاهرة......
كانت آسيا تجلس على الأريكة حيث كانت جالسة عندما كان ذلك المشؤوم موجود بمنزلها ربما لأول مرة في حياتها تشعر بهذا الړعب كانت تحارب داخل عقلها الذي لا يتوقف عن التفكير به خوفا من جموحه أن يؤدي به لطرق مظلمة لا مخرج منها وبين ارتيعادها من بطشه الذي سيكون لها نصيبا منه عندما يعود لم تكن أبدا تتخيل أنه سيأتي اليوم الذي تتمنى فيه عدم عودته للمنزل.
_كان بيعمل إيه إهنه
لم تقوى على النظر لوجهه فأطرقت رأسها أرضا وأغلقت عيناها