رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
حتى تحولت لذهول وعدم فهم لا يمكن أن يكون مجرد صدفة بتصادف نفس الثلاث أسماء مرت وقت طويل نسبيا والصمت القاټل يهيمن على آسيا التي تحاول طرد تلك الأفكار الشيطانية من عقلها واستيعاب ما قالته تلك الطفلة وبعد تفكير عميق أخيرا قررت طرح سؤالها الأخير عليها حتى تتأكد من شكوكها
_أنتي بابا اسمه إيه ياريم
كانت الصغيرة على وشك الإجابة لكنها توقفت عندما قطع حديثهم عمران وهو يهتف
التفتت له مزعورة ثم زفرت بقوة وهي تقول متنفسا الصعداء براحة
_قلبي وقع في رچليا ياعمران حرام عليك
رأت نظراته المستفهة نحو الطفلة فقالت بخفوت ووجه مضطرب
_تاهت من أمها وكانت بتسألني عليها فقولتلها استنيها إهنه معايا لغاية ما ترچع
انحنى عمران على الصغيرة وراح يسألها بحنو واهتمام
_أنتي كان معاكي أمك بس وأبوكي مش معاكم
_لا لا أمها بس كانت معاها ياعمران.. هي قالتلي أنها راحت تشتري دوا واتأخرت وأكيد هترچع دلوك
رفع كفه وناس فوق شعره بلطف وهو يسألها
_طيب أنتي چعانة أو عاوزة تشربي أي حاچة أچبلك يا بابا
تلفتت برأسها بين آسيا وعمران وردت عليه باستغراب ونبرة تهكمية
ضحك بخفة ورد عليها وهو يقترب منها يقبل رأسها بدفء
_عارف ياحبيبتي
كانت آسيا تتابع ما يحدث بينهم بعينان ثاقبة وتزدرد ريقها بصعوبة من ذهولها وتوترها رغم أنها لم تتأكد بعد لكنها تشعر بأن شكوكها حقيقة.
التفتت الصغيرة على صوت أمها وهي تصيح عليها
_ريم
صاحت الطفلة ترد على أمها
_ ماما
ركضت أمها نحوها وعانقتها بقوة في خوف شديد تهتف لابنتها بعتاب شديد
نظرت الصغيرة لآسيا وقالت لأمها مبتسمة
_أنا سألت طنط عنك وقالتلي اقعد جمبها استناكي لغاية ما تيجي
نظرت داليا لآسيا وابتسمت لها بامتنان تقول
_متشكرة جدا ليكي معلش لو ريم ازعجتك أو تعبتك
طالت نظرة آسيا المتفحصة والشاردة لها ثم انتبهت لها ولعبارتها وردت عليها ببسمة صغيرة تكاد تخرج بصعوبة
التفتت داليا برأسها للجانب وعندما سقط نظرها على عمران تسمرت مكانها واتسعت عينيها پصدمة فلاحظت آسيا صډمتها ونظراتها المرتعدة لزوجها وكأنها تعرفه ثم امسكت بذراع ابنتها ونظرت لآسيا تقول لها بتوتر وبإيجاز شديد
_عن اذنك وشكرا مرة تاني
بظرف لحظة كانت تجذب ابنتها معها ويبتعدوا عنهم بسرعة عندما التفتت آسيا لوجه عمران رأته يتابع تلك السيدة وهي تسير مبتعدة عنهم رافعا حاجبه بتعجب ولم يكن صعب عليها توقع نوع الأسئلة التي تدور بذهنه الآن بعد نظراتها المريبة والمضطربة له.
داخل منزل ابراهيم الصاوي......
فتح ابراهيم باب الغرفة ودخل فوجد إخلاص جالسة فوق الفراش وبيدها هاتفها تحدق في شاشته وتستمع لصوت الرنين وتنتظر الرد فاقترب منها وادخل عينيه في الهاتف فرأى اسم عمران ينير الشاشة!.
جذب الهاتف من يدها پعنف صائحا بها
_إيه بتتصلي بيه عشان تقوليلوا يا إخلاص!
هبت واقفة من الفراش مڤزوعة ثم قالت
_كنت بتصل اطمن على ولدي يا ابراهيم إيه ممنوع كمان ولا إيه!
القى بالهاتف على الفراش ثم قبض على ذراعها وهو ېصرخ بها بعصبية
_تطمني عليه إيه أنتي بتستعبطي عليا
تأففت إخلاص بقوة بعدما مالت بوجهها للجانب وردت عليه بعينان دامعة
_والله ما كنت هقوله حاچة يا ابراهيم.. بعدين حاچة كيف إكده حتى لو عايزة أقوله عليها مقدرش أقوله في التلفون
ضغط على ذراعها پعنف أشد وهو يصيح بنظرات ملتهبة ومحذرة
_لا في التلفون ولا في غيره لو فتحتي خشمك ونطقتي بكلمة قصاد عمران ولا بلال هقصلك لسانك واصل يا إخلاص فاهمة ولا لا
التزمت الصمت