رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
كان.
عندما وصلت للطابق الأرضي رأت جلال ينتظرها عند آخر الدرج وينظر لها بقسۏة عينيه تودعها من قبل مغادرتها المنزل وتستقبل رحيلها بصدر رحب رفعت رأسها ونظرت في وجوه عائلتها وبالأخص والدها وعمها فرأت الوعيد والشړ يتطاير من عينيهم تملكها الړعب وانهمرت دموعها غزيرة خوفا من بطش والدها لها بعد مغادرتها لمنزل زوجها.
_خد بتك ياحچ ياسر
اندفع ياسر تجاه ابنته يجذبها من ذراعها پعنف وهو يهتف لها بصوت محتقن من فرط الغيظ
_حسابك معايا في البيت يا
اقترب عمها وبقية رجال عائلتها وحملوا حقائبها واشيائها بينما جلال فنظر لوالدها وقال لها بثبات انفعالي غريب
رمقه ياسر پغضب ثم نظر لابنته باستياء أشد وراح يجرها معه للخارج صائحا بها
_اتحركي قصادي يافاچرة
كانت فريال تتابع لحظات رحيلها الأخيرة والأبدية من منزلها وهي تبتسم باتساع ولمعة النصر والتشفي تظهر بوضوح في عينيها بينما جلال وبقية رجال العائلة دخلوا مجددا لغرفة الجلوس ليكملوا حديثهم فيما بينهم لكن كعائلة فقط.
بالقاهرة داخل المستشفى.....
كانت آسيا تنتظر عمران بساحة الانتظار أو ما يسمى ب كافتريا المستشفى بعد أن تركها وذهب لينهي عملا مهما له بالخارج لن يستغرق دقائق كما أخبرها بينما كانت هي ممسكة بهاتفها تتفحص محتوياته بفتور انتبهت على صوت طفلة صغيرة تبلغ من العمر تقريبا ست سنوات تسألها بعينان دامعة وخوف
_ياطنط مشوفتيش ماما أنا مش لاقياها
_مش لقياها كيف ياحبيبتي هي سابتك وراحت تچيب حاچة طيب
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بصوت طفولي باكي
_أيوة هي قالتلي هروح اشتري الدوا بس اتأخرت وانا بدور عليها مش لقياها خالص
ضمتها آسيا لصدرها وهي تربت عليها بحنو وتتمتم
_طيب مټخافيش هي أكيد راچعة تاني واتأخرت شوية بس.. انتي خليكي إهنه جمبي لغاية ما ترچع
_أنتي اسمك إيه
إجابتها بعبوس
_ريم
اتسعت ابتسامة آسيا أكثر وراحت تمد يدها تمسح على شعرها بحب متمتمة
هزت رأسها بالرفض دون أن تنظر لآسيا فقد كانت منشغلة بالبحث عن أمها بين الناس حتى سمعت سؤال آسيا
_بابا وين طيب ياحبيبتي
التفتت الصغيرة لآسيا أخيرا وقالت لها بحزن
_بابا مش موجود احنا جينا هنا عشان تيتة تعبانة وبابا اصلا مش بيقعد معانا كتير وبيجي كل فترة طويلة يقعد شوية ويطلع
تبادلت معها آسيا أطراف الحديث حتى تنسيها خۏفها وتوترها فقالت لها
_ليه بابا شغال إيه
زمت الطفلة شفتيها للأمام في جهل وتمتمت بعبوس
_معرفش بس هو بيقولي دايما أنه بيروح عند اخواتي عشان كدا مش بيقعد كتير معانا
كانت آسيا تتابع لطافتها وهي تتحدث بكل براءة وتبتسم لها بحب وتابعت الحديث معها حتى تلهيها أكثر
_طيب واخواتك اسمهم إيه
سكتت لبرهة من الوقت تتذكر أسمائهم ورفعت سبابتها تضع طرف اصبعها في فمها وسط تفكيرها العميق ونظرات آسيا الضاحكة حتى قالت لها بالأخير في تلهف
_ايوة بابا قالي أن اختي اسمها فريال وأخويا عمران وبلال
تجمدت الډماء في وجه آسيا وتدريجيا تلاشت ابتسامتها