الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

كان.
عندما وصلت للطابق الأرضي رأت جلال ينتظرها عند آخر الدرج وينظر لها بقسۏة عينيه تودعها من قبل مغادرتها المنزل وتستقبل رحيلها بصدر رحب رفعت رأسها ونظرت في وجوه عائلتها وبالأخص والدها وعمها فرأت الوعيد والشړ يتطاير من عينيهم تملكها الړعب وانهمرت دموعها غزيرة خوفا من بطش والدها لها بعد مغادرتها لمنزل زوجها.
نزلت آخر درجات السلم ببطء أشد تنزل خطوة وتتراجع خطوة حتى وصلت أخيرا لآخر درجة ووقفت بجوار جلال الذي نظر لوالدها وقال له بقرف
_خد بتك ياحچ ياسر 
اندفع ياسر تجاه ابنته يجذبها من ذراعها پعنف وهو يهتف لها بصوت محتقن من فرط الغيظ
_حسابك معايا في البيت يا 
اقترب عمها وبقية رجال عائلتها وحملوا حقائبها واشيائها بينما جلال فنظر لوالدها وقال لها بثبات انفعالي غريب
_بتك ورقة طلاقها هتوصلها خلال يومين ومش عاوز اشوف خلقتها تاني 
رمقه ياسر پغضب ثم نظر لابنته باستياء أشد وراح يجرها معه للخارج صائحا بها
_اتحركي قصادي يافاچرة 
كانت فريال تتابع لحظات رحيلها الأخيرة والأبدية من منزلها وهي تبتسم باتساع ولمعة النصر والتشفي تظهر بوضوح في عينيها بينما جلال وبقية رجال العائلة دخلوا مجددا لغرفة الجلوس ليكملوا حديثهم فيما بينهم لكن كعائلة فقط.

بالقاهرة داخل المستشفى.....
كانت آسيا تنتظر عمران بساحة الانتظار أو ما يسمى ب كافتريا المستشفى بعد أن تركها وذهب لينهي عملا مهما له بالخارج لن يستغرق دقائق كما أخبرها بينما كانت هي ممسكة بهاتفها تتفحص محتوياته بفتور انتبهت على صوت طفلة صغيرة تبلغ من العمر تقريبا ست سنوات تسألها بعينان دامعة وخوف
_ياطنط مشوفتيش ماما أنا مش لاقياها
التفتت لها آسيا وتركت الهاتف من يدها ثم رفعت يدها تمسح على شعرها بحنو وتسألها باهتمام
_مش لقياها كيف ياحبيبتي هي سابتك وراحت تچيب حاچة طيب
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بصوت طفولي باكي
_أيوة هي قالتلي هروح اشتري الدوا بس اتأخرت وانا بدور عليها مش لقياها خالص 
ضمتها آسيا لصدرها وهي تربت عليها بحنو وتتمتم
_طيب مټخافيش هي أكيد راچعة تاني واتأخرت شوية بس.. انتي خليكي إهنه جمبي لغاية ما ترچع
أماءت الصغيرة بالموافقة لآسيا ثم ابتعدت عنها وجلست على المقعد المقابل لها وهي تتلفت حولها باحثة عن أمها بين وجوه الجميع علها تجدها وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع فاشفقت آسيا عليها وقالت لها مبتسمة بدفء
_أنتي اسمك إيه 
إجابتها بعبوس
_ريم 
اتسعت ابتسامة آسيا أكثر وراحت تمد يدها تمسح على شعرها بحب متمتمة
_اسمك حلو قوي ياريم.. بس أنا مش قولتلك مټخافيش وماما هترچع متبكيش عاد.. تحبي اچبلك عصير أو بسكويت 
هزت رأسها بالرفض دون أن تنظر لآسيا فقد كانت منشغلة بالبحث عن أمها بين الناس حتى سمعت سؤال آسيا
_بابا وين طيب ياحبيبتي 
التفتت الصغيرة لآسيا أخيرا وقالت لها بحزن
_بابا مش موجود احنا جينا هنا عشان تيتة تعبانة وبابا اصلا مش بيقعد معانا كتير وبيجي كل فترة طويلة يقعد شوية ويطلع
تبادلت معها آسيا أطراف الحديث حتى تنسيها خۏفها وتوترها فقالت لها
_ليه بابا شغال إيه 
زمت الطفلة شفتيها للأمام في جهل وتمتمت بعبوس
_معرفش بس هو بيقولي دايما أنه بيروح عند اخواتي عشان كدا مش بيقعد كتير معانا
كانت آسيا تتابع لطافتها وهي تتحدث بكل براءة وتبتسم لها بحب وتابعت الحديث معها حتى تلهيها أكثر
_طيب واخواتك اسمهم إيه 
سكتت لبرهة من الوقت تتذكر أسمائهم ورفعت سبابتها تضع طرف اصبعها في فمها وسط تفكيرها العميق ونظرات آسيا الضاحكة حتى قالت لها بالأخير في تلهف
_ايوة بابا قالي أن اختي اسمها فريال وأخويا عمران وبلال 
تجمدت الډماء في وجه آسيا وتدريجيا تلاشت ابتسامتها

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات