الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_الفصل السادس والثلاثون_
خرجت فريال من سيارة الأجرة أمام المستشفى ثم قادت خطواتها للداخل شبه ركضا وبينما كانت في طريقها تائهة لا تعرف وجهتها أوقفت أحد الممرضين تسأله عن رقم الغرفة والطابق ثم أسرعت تقصد الطابق الذي أخبرها به قضت الطريق كله حتى وصلت للمستشفى وهي لا تتوقف عن البكاء وكلما تتذكر ما أخرجته من بين ملابسه داخل غرفة منيرة الړعب يتملكها خشية من أن يصاب بمكروه تلك الشيطان قد تكون حاولت أذيته وها هو الآن بين زوايا المستشفيات عليلا.

توقفت بالطابق الذي أخبرها به الممرض ثم تحركت بخطواتها المتعثرة وهي تتلفت حولها بحثا عن علي وعندما سقط نظرها عليه ورأته أسرعت نحوه شبه ركضا استقام علي واقفا فور رؤيته لها وانتظر وصولها له ليهتف لها بخفوت قبل أن تطرح هي سؤالها المتلهف والمرتعد
_اهدى يافريال الحمدلله هو كويس دلوك مفهوش حاچة 
سألته بأنفاس لاهثة وعينان دامعة
_إيه اللي حصل ياعلي 
تنهد على الصعداء وقال بوجه عابس
_تعب مرة واحدة من غير أي سبب ووقع والدكتور قال أنها كانت بداية ذبحة صدرية بس الحمدلله لحقناها 
رفعت فريال كفها لفمها تكتم شهقتها المرتفعة والعبرات انهمرت من مقلتيها غزيرة أحست بقلبها ېتمزق خوفا وحزنا عليه وقدميها لا تقوي على حملها اختل توازنها وكادت أن تسقط لولا علي الذي امسك بذراعها بسرعة يعيد توازنهافرفعت عينيها العاجزة له تسأله
_في انهي أوضة
أشار لها بعيناه على الغرفة المقابلة لهم فتحركت بسرعة وتلهف نحو الغرفة فتحت الباب ودخلت فوجدته متسطح على الفراش ويحدث في الفراغ أمامه بشرود لكنه الټفت تجاه الباب فور سماعه لصوته وعندما رآها طالت نظراته المتعبة لوجهها الغارق بدموعه وباللحظة التالية كانت تهرول نحوه ودون تفكير ترتمي بين ذراعيه تعانقه بقوة وهي ټنهار باكية وتشهق پعنف ينتفض جسدها نفض على أثره رفع ذراعيه حولها يحاوطها ويضمها إليه أكثر وهو يدفن وجهه بين ثنايا رقبتها يستنشق عبيرها مغمضا عيناه تمنى أن يتوقف الزمن بتلك اللحظة ولا تبتعد عنه أبدا فوجودها وقربها هو وحده دوائه من أي مرض.
دام عناقهم لدقائق وهي لا تتوقف عن البكاء حتى سمعت صوته الضعيف يتمتم
_أنا كويس يافريال.. اهدي وبزيادة بكا عاد
ابتعدت عنه ببطء وهي ترفع أناملها تمسح عبراتها وتتمتم بنبرة حاقدة ونظرات متوعدة
_كله من تحت راس العقربة دي 
سألها جلال باستغراب
_مين دي! 
تنهدت فريال بقوة محاول تمالك أعصابها وأصحابه بنبرة حاولت إظهارها طبيعية
_متشغلش بالك دلوك بالكلام ده.. المهم أنت كويس في حاچة تعباك 
مسح على ظهر كفها بلطف وهو يهز رأسه بالنفي فعادت هي تسأله باهتمام وقلق
_الدكتور قالك إيه طيب 
جلال بخفوت ونبرة عادية
_قال أهم حاچة ابعد عن العصبية والزعل الفترة الچاية عشان ميتكررش تاني 
هتفت فريال بترقب ونظرة ثاقبة
_طيب أنت كنت مضايق أو حاسس بتعب قبل ما ده يحصل 
ضيق عيناه بتعجب وقال مبتسما
_في إيه يافريال إيه الأسئلة دي!!.. لا مكنتش تعبان أنا مرة واحدة تعبت معرفش إيه اللي چرا
اشتعلت عين فريال بالڠضب والغيظ بعدما توقعت أن منيرة هي المتسببة في مرضه والحمدلله أنه لم يحدث له شيء وإلا كان الآن ضمن الأموات.
أعادت نظرها له فوجدته اغمض عينيه ويستريح تمعنته مطولا بحنو ودفء ثم مدت يدها وامسكت بيده ليحتضن هو بدوره يدها بين كفه العريض ويغلق عليه وهو مازال مغمضا عينيه.

تابع ابراهيم زوجته بعينيه وهي تسير نحوه حاملة كوب الشاي الخاص به ثم تنحني على المنضدة لتضعه أمامه وتنتصب واقفة مجددا لتقترب منه وتجلس بجواره هامسة بعبوس ملحوظ فوق معالمها
_

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات