رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
ماشي تاني يا ابراهيم
ابتسم لها بحنو ثم أمسك بيدها في قوة يتمتم
_معلش يا داليا النهاردة مينفعش اقعد معايا شغل مهم
تنهدن الصعداء مطولا بخنق لكنها التزمت الصمت ولم تعترض لكنه انتبه على صوت ابنته الصغيرة وهي تركض نحوه وبيدها أوراق المدرسة خاصتها وتهتف
_بص يابابا المس ادتني عشرة من عشرة في الامتحان
_چدعة بتي.. ربنا يحفظك ياحبيبة أبوكي اختك فريال كانت شاطرة كيفك إكده وهي صغيرة
نقلت الصغيرة نظرها بين أمها وأبيها ثم سألته بحيرة
_طيب هي فين ليه مش بتيجي تشوفني يابابا
_هتاچي ياحبيبتي هتاچي
التفتت داليا للجهة الأخرى وهي تلوي فمها ساخرة على عبارة زوجها الأخيرة والخنق يعتلي ملامحها بينما ابنتها الصغيرة فصعدت على الأريكة تجلس بجوار أبيها تحديدا بين ذراعيه فنظرت لها مبتسمة بحنو أمومي ثم تحدثت لابراهيم بجدية
_أوعى تكون نسيت إني قولتلك أننا هنسافر بكرا القاهرة
_قاهرة إيه.. هو وقته الكلام ده دلوك يا داليا
داليا بنظرة ثاقبة وقوية
_ماما تعبانة ولازم اروح اطمن عليها واشوفها
طالت نظرته القوية لها للحظات قبل أن يشيح بوجهه عنها وهو يتأفف پعنف ملتزما الصمت كدليل على استسلامه وموافقته بينما هي فاستقامت واقفة واتجهت للمطبخ لكي تقوم بتحضير وجبة العشاء لهم حتى يأكل معهم قبل رحيله مجددا.
بالقاهرة داخل منزل عمران.....
دخل عمران الغرفة بعدما انتهى من حمامه الدافيء فوجدها جالسة فوق الفراش وقد بدلت ملابسها بالفعل كما طلب منها القى عليها نظرة مقتضبة ثم اتجه نحو الخزانة يخرج منها منشفة صغيرة يجفف بها شعره من المياه وهي كانت تتابعه بتركيز وتتفحص ملامح وجهه المنزعجة وهي تضحك بصمت حتى لا يسمعها.
_عمران!
أجابها بامتعاض
_خير
تنحنحت برقة وهي تحاول كتم ضحكتها ثم سألته بتعجب
_أنت هتنام
عمران ببرود دون أن ينظر لها
_كلك نظر
كانت ستنطلق منها ضحكة مرتفعة لكنها كتمت على فمها بيدها بسرعة واستغرقت لحظات حتى تمالكت نفسها مرة أخرى لتبعد كفها عن فمها وتوم شفتيها بعبوس وهي تسأله في حزن متصنع
تجاهل سؤالها ولم يجيبها فانحنت عليه وهزته في كتفه برفق متمتمة
_عمران أنا بكلمك رد عليا!
رفع ذراعه عن عينيه والټفت لها يرمقها بعين مشټعلة اضطربت من نظرته وعادت بظهرها للخلف في وجه تعلوه قسمات التوتر بينما هو فهتف بصوت خشن
_نامي يا آسيا أنا مش ناقص صداع وۏجع دماغ
انهى عبارته واستدار في الفراش يوليها ظهره يكمل نومه بينما هي فرمقته بغيظ وهذه المرة انزعجت حقا لكنها أيضا لم تستسلم وبدهاء وذكاء شيطاني اخرجت صوتها مبحوحا وكأنها على وشك البكاء وهي تلقي بسهمها بمنتصف الهدف تماما
_يعني أنا هصدعك عشان زهقانة ومش چايلي نوم وعاوزة اقعد معاك شوية ما أنا لو مكنش ده حالي كنت قومت عملت أي حاچة وسليت نفسي
مسح على وجهه متأففا ثم استقام جالسا وهو يلتفت لها ويقول بنبرة متحشرجة
_روحي كملي الفيلم اللي كنتي بتسمعيه أنا تعبان وعاوز أنام
كانت ستبتسم لكنها تمالكت نفسها وردت عليه بيأس
_لا أنت مش تعبان.. لو كنت تعبان مكنتش قولتلي نعمل الجلسة دلوك
رفع حاجبه على ردها