الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

فريال عنه وهبت جالسة وهي تنظر لها بشراسة وتختفي پغضب وسط وجهها الممتلئ بالدموع
_مفيش حاچة هترچع كيف ما كانت خلصت خلاص والخېانة ملهاش غفران عندي 
رأت دموعه في عينيه تحارب من أجل السقوط وهو يهتف بقلة حيلة وعجز
_اقسم بالله ما كنت داري بروحي أنا لغاية دلوك مش عارف كيف ده حصل ولا امتى ولا فين أنا حاسس كأني كنت بحلم ومش حقيقي أنا بحبك وبعشقك أنتي ومفيش واحدة تقدر تدخل قلبي لا في وچودك ولا غيابك 
صړخت به منفعلة وهي تبكي بشدة
_اطلع برا مش متحملة اسمع صوتك ولا اشوف وشك
ظل مكانه وهو يتطلع إليه بأسى بينما هي ففقدت السيطرة على نفسها وراحت تضربه بقبضتيها في صدره پعنف وسط صړاخها الهستيري به
_اطلع برا قولتلك مش عاوزة اشوف خلقتك قصادي
_بعد عني واطلع برا 
كان يحاول تفادي الأشياء المؤذية التي تلقيها عليه والأخير رفع يديه يصيح باستسلام
_خلاص اهدي هطلع اهدي
لم يهدأ ثورانها إلا عندما رأته يتجه للخارج ويتركها فألقت بجسدها مجددا فوق الفراش وهي تتنفس بصعوبة وتبكي پعنف.
بمنزل عمران بالقاهرة...... 
منذ حديثهم الأخير بصباح اليوم وهي لا تنظر له ولا تحدثه حتى حين يحاول تقديم المساعدة لها والبقاء بالقرب منها ترفض وتبعده.. ليس نفور منه لكنه خوف وانعدام ثقة والأثنين أسوء من بعض بالنسبة له بات لا يفهم ما الذي تريده بالضبط حتى تتأكد أنه لا ينظر لها بشفقة ويمد لها يد العون فقط رفقا بحالتها هو يريد أن يكون بجوارها ويغمرها بحنانه وحبه خصوصا في تلك الفترة لكنها لا تسمح له ورفضها المستمر لا يزعجه بقدر ما هو يؤلمه.
لكنه حسم الأمر أن ينهي تلك السخافة الليلة فلم يعد هناك مجال للمرواغة أكثر هو ليس برجل يتحمل تلك التصرفات وبالأخص أن كانت من امرأة يريدها ويحبها.
استقام واقفا من الأريكة التي بالصالة وقاد خطواته نحو غرفتهم بالداخل حيث تجلس هي ولا تغادرها فتح الباب ودخل فوجدها فوق الفراش تحدق في الفراغ أمامها بشرود أخذ نفسا عميقا وتقدم إليها ثم جلس على حافة الفراش بجوارها وظل يتطلع إليها في قسمات وجه منزعجة بينما هي فكانت تتفادى النظر إليه وتشيح بعينيها للجهة الأخرى حتى لا تلتقي بعيناه لكنها سمعته يهتف بصوت رجولي غليظ
_هتفضلي على الحال ده كتير إكده!
ردت عليه بخفوت تتصنع عدم فهم مقصده
_ماله حالي! 
عمران بخنق ملحوظ ونفاذ صبر
_مش عاوزة تبصي في وشي ولا تكلميني كأني عدوك ولا عاوزاني اقرب منك
أجابته بحزن وهي مازالت تنظر للجهة الأخرى
_مش عاوزة اتعبك معايا واخليك تشيل همي وتخدمني عشان بس مچرد شعور بالشفقة چواك ناحيتي
حدقها بنظرات ثاقبة كلها غيظ وقلة حيلة عندما قالت ذلك الكلام بأول مرة ظنها تفوهت به دون وعي منها بسبب حزنها وحالتها النفسية السيئة لكن يبدو أنها حقا تعتقده ينظر لها بتلك النظرة الضيقة والسخيفة.
مسح على وجهه وهو يتأفف بعصبية تظهر على ملامح وجهه الصلبة ثم هتف بانزعاج تام
_شكلك مش عاوزة تچبيها لبر ولا الطلقة يمكن أثرت على نفوخك لو بتفكري إكده صح 
التفتت له أخيرا وصړخت به منفعلة
_إيوة بفكر إكده عشان دي الحقيقة 
ارتفعت نبرته الرجولية وأصبحت مخيفة بسبب عصبيته وهو يقول بصدق
_قصدك الحقيقة اللي أنتي رسماها في راسك لكن الحقيقة صح اللي أنتي مفكرتيش فيها أن مش يمكن أكون بعمل إكده عشان بحبك!.. لو مش عارفة تفرقي بين حبي وشفقتي يبقى متسمميش سمعي بكلامك الماسخ ده تاني
سقطت تلك الكلمات التي تفوه بها وبالأخص اعترافه بحبه لها كالبرق عليها فتجمدت مكانها
وعيناها اتسعت پصدمة وعدم استيعاب لوهلة ظنت نفسها تحلم وأنها ستستيقظ الآن أو ربما هذا ليس عمران كانت معالم وجهها غريبة تماما كالأصنام التي لا حركة فيهم ترمقه بنظراتها التي ترسل إشارات الاستفهام واسألة التأكيد عن حقيقة ما تفوه به لكنه لم يمنحها أكثر من ذلك واستقام من جانبها غاضبا ثم تركها وانصرف وبقيت هي كما على وضعها متصنمة لا ترمش حتى بعينيها!
........... نهاية الفصل...............

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات