الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

فريال وتتلقي الصڤعات منها يجلجل المنزل بأكملها ومعاذ وعمار بالخارج يسمعون صړاخها وأمهم وهي تصيح بها ويبتسمون بفرحة وانتشاء.
بعد وقت طويل نسبيا تركتها فريال واستقامت واقفة وهي تصرخ به محذرة بعين ملتهبة
_يدك لو رفعتيها على ولادي تاني ولا لمستي شعرة منهم هقطعالك واصل اعتبري ده تحذيري الأول ليكي المرة الچاية هكسر ضلوعك
بقت منيرة بالأرض تبكي وتصرخ وشعرها المشعت حولها منظره يثير الضحك والخۏف بنفس الوقت أما فريال فنفضت عن يديها وملابسها بقرف ثم ألقت عليها نظرة أخيرة كلها نصر قبل أن تتجه لخارج الغرفة وتفتح الباب وتخرج لأولادها وهي تبتسم لهم وتقول بثقة
_إيه رأيكم في درس التربية ياعيال
ضحكوا بصوت مرتفع ورد عمار متشفيا
_حلو قوي ياما احسن تستاهل
ارتفع صوت قهقهتهم ثم عادوا لغرفة والدتهم بالطابق الثاني مجددا وتركوا منيرة مازالت وسط صړاخها المتغاظ وبكائها.
بصباح اليوم التالي بالقاهرة......
فتح عمران باب المنزل ثم الټفت ينظر لها بابتسامة دافئة لم تبادله إياها بل كانت تحدق بالمنزل في وجه جامد لا روح فيه الټفت خلفها وأمسك بجانبي المقعد المتحرك الذي تجلس عليه ودفعها للداخل بحرص.
ظل يدفعها بالمقعد حتى وصل لغرفة نومهم توقف بمنتصف الغرفة ثم الټفت لها وعندما نظر في وجهها رأى العبرات تملأ وجنتيها فابتعد خطوتين عنها يجذب المقعد ثم عاد لها مجددا وجلس أمامها ثم رفع أنامله يكفكف دموعها بحنو هامسا
_ليه بتعملي في روحك إكده ياغزالي الدكتور قال فترة صغيرة وترچعي كيف الأول واحسن
أبعدت يديه عنها ببطء وابتسمت له ساخرة تقول في يأس
_وممكن مرچعش ياعمران وافضل على الكرسي ده لآخر عمري
اقترب بمقعده منها أكثر ومد يديه ليمسك بكفها يحتضنه بين قبضته باحتواء متمتما في حنو يملأ نبرته ومعالمه الرجولية الجذابة
_متقوليش إكده تاني.. ربنا قادر على كل شيء وخليكي واثقة فيه ومع العلاچ وايمانك في ربنا هترچعي تقفي تاني وأنا چارك مش هسيبك لحظة واحدة
سحبت يدها من قبضته ببطء وقالت له بعبوس وهي تلوي فمها ساخرة
_مش يمكن تزهق مني وتسيبني محدش عارف إيه الي ممكن يحصل ولا إيه يتغير في يوم وليلة الحال بيتغير واديني قصادك أهو! 
تنهد الصعداء مغلوبا ونظر لها يقول بضيق ملحوظ
_آسيا أنا لو كنت عاوز اسيبك كنت سبتك من زمان أنا بقيت حاسس أني شايف واحدة معرفهاش قصادي لا ده كلامك ولا تفكيرك
أشاحت بوجهها للجانب وقالت پألم
_ وضعي الأول حاچة ودلوك حاچة تاني
أطلق تنهيدة حارة وطويلة ثم رفع أنامله ووضعها أسفل ذقنها يدير وجهها نحوه مجددا ويثبت نظره في عيناها يتمتم ببحة رجولية ساحرة
_أنا مش شايف اختلاف لساتك كيف ما أنتي متغيرتيش 
ابتسمت له بحزن مستنكرة محاولاته لأثبات تعلقه ورغبته الحقيقة بها وعادت تشيح بوجهها مرة أخرى عنه وهي تجاهد في عدم انهمار عبراتها مرة أخرى لكنها سمعته يسألها بجدية تامة
_لو أنا مكانك وحصل معايا إكده كنتي هتهمليني وتمشي ولا تفضلي چاري
نظرت له مطولا بعيناها الدامعة دون رد كان صمتها خير إجابة على سؤاله بأنها أبدا لن تتركه ابتسم بعدما فهم ردها من خلال نظراتها وعاد يسألها مرة أخرى بلهجة استنكارية
_لما أنتي مش واثقة فيا ومش عاوزاني ليه قولتي لناسك أنا مش هسيب چوزي وممشتيش معاهم! 
سقطت دموعها رغما عنها وقالت له بقوة وسط اڼهيارها النفسي
_عشان أنت عارف زين أن أنا مينفعش ارچعلهم ومليش غيرك
ابتسم لها بعاطفية ثم عاد يجفف لها دموعها مرة أخرى ويتمتم بنبرة تذيب القلب
_لا عشان كيف ما أنا مهقدرش أسيبك أنتي كمان مهتقدريش لكن لو كنتي عاوزة ترچعليهم صح

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات