رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
في حقها ياچدي مش أنت لوحدك
رفع حمزة يده التي تبدو عليها تقدم العمر والشيخوخة وجفف بأنامله دموع عينيه ثم ابعد يده وراح يضعها فوق كتف چلال يربت عليه بدفء مرسلا بعيناه إشارات كلها ثقة أنها ستسامحهم....
في القاهرة بتمام الساعة الثامنة مساءا........
كان عمران يجلس على الأريكة الكبيرة بالصالة ويشاهد شاشة التلفاز أمامه على أحد المسلسلات المصرية الكلاسيكية.. خرجت هي من غرفتها واقتربت منه لتجلس بجواره وتثب نظرها على الشاشة تشاهد بملل مرت دقائق طويلة نسبيا حتى التفتت له وكادت أن تتحدث لكن أوقفها صوت رنين هاتفه فالتقطه هو وأجاب على المتصل بجدية يتحدث بأمور تخص العمل فالتزمت الصمت وعادت برأسها نحو الشاشة تشاهد مرة أخرى وهي تنتنظره حتى ينتهي من مكالمته.
_عمران
نظر لها يوليها اهتمامه منتظرا أن يسمع ما تريد قوله فاقتربت هي منه أكثر في حيلة ذكية لكي تحصل على مبتغاها بالنهاية ولكن هيهات
_الصبح وأنت نايم خبط البواب اللي اسمه نچاتي ده وكان چايب شوية طلبات قالي أنك طلبتهم منه وبالصدفة بعد ما مشي الشقة اللي قصادنا بابها اتفتح ولقيت واحدة صحبتي من أيام الكلية هي اللي ساكنة فيها.. فسلمت عليها واتكلمنا شوية وبعدين دخلت
_طيب زين.. أنتي بتحكيلي التفاصيل دي ليه يعني!
تنحنحت برقة وقالت مبتسمة بخفوت
_كنت عاوزة أسألك وأشوف رأيك.. أنت جاي إهنه عشان الشغل وأغلب الوقت هتكون برا طبعا وأنا هقعد لحالي وهزهق لاني مش متعودة على الوحدة دي
قاطعها وهو يقول بإيجاز في نفاذ صبر
_ادخلي في الموضوع طوالي يا آسيا عاوزة إيه
_عاوزة أخد اذنك يعني لما تكون برا مثلا وأكون أنا وحدي وزهقانة اروح اقعد معاها شوية أو هي تاچي تقعد معايا.. هي صحبتي قوي بس من وقت ما هي نقلت لمصر إهنه بعدنا عن بعض بسبب المسافة
تقوست ملامح وجهه بحدة وأجابها برفض تام دون تفكير
_هي عاوزة تاچي تقعد معاكي إهنه أهلا وسهلا لكن أنتي لا
_لا ليه هي قاعدة لحالها في البيت معهاش غير أخوها وهو طول اليوم برا البيت كيفك يعني
تحولت ملامح وجهها وتجهمت بشكل مريب وهو يردد رافعا حاجبه
_امممم أخوها!!!
التزمت الصمت كرد بالتأكيد على ما قاله بينما هو فأشاح بوجهه عنها وثبته على شاشة التلفاز يتجاهلها حتى لا ينفعل عليها لكنها لم تسكت وسألته مجددا بترقب
نظر لها وهتف بنبرة مرتفعة نسبيا ومنفعلة
_قولت لا ومتفتحيش الموضوع ده تاني مش هعيد وازيد في كلامي
غضنت حاجبيها باستغراب من انفعاله وحدته معها فاستاءت وصاحت به بغيظ
_أنت بتزعقلي ليه!
رمقها بحدة وقال بلهجة منذرة
_حسك ميعلاش عليا.. أنتي لو بتقولي حچات تتعقل مش هتعصب عليكي
صاحت بامزعاج وخنق
قال بلهجة جافة ونظرات مخيفة
_طالما أنا روحي في مناخيري قومي من چاري بدل ما اتنرفز عليكي اكتر من إكده
رمقته شزرا وبلحظة هبت واقفة وهي تلقي عليه نظرة متوعدة ومغتاظة ثم تركته ورحلت تدخل للغرفة وتصفع الباب خلفها پعنف بينما هو بالخارج فمسح على وجهه ثم ألقى بهاتفه الذي بيده على الأريكة بجواره متمتما پغضب
_تقول أخوها قاعد معاها ومش عاجبها كمان لما قولت لا واتعصبت عليها.. هي سفرية باينة من أولها!
بعد مرور نصف ساعة تقريبا اغلق التلفاز واستقام