الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الكبير بإعجاب ثم التفتت له وسألته 
_أنت كنت بتاچي كتير
عمران بالنفي وبجدية 
_لا لما يكون في شغل بس باچي ولو أبويا ولا بشار سافر القاهرة إهنه كانوا بياچوا يقعدوا فيها 
اماءت له بتفهم ثم تحركت بخطواتها للداخل وهي تبتسم باتساع وسکينة تظهر فوق صفحة وجهها بوضوح.. فابتسم هو عليها واقترب منها ببطء حتى وقف خلفها مباشرة ثم انحنى عليها بجانب أذنها وهمس 
_إيه رأيك.. عچبتك
التفتت له برأسها وابتسمت في رقة تجيبه بضحكة جذابة 
_قوي.. وبيني وبينك عاوزة اقعد إهنه علطول ومرچعش البلد ولا بيت العيلة تاني
ضحك بخفة ورد عليها مداعبا 
_خلاص نقعد إهنه وأهمل اشغالي وكل حاچة هناك عاد 
زمت شفتيها بعبوس ويأس لتجده يجيبها بحنو 
_طالما عچبتك إكده كل ما أكون فاضي هاخدك وناچي نقعد اسبوعين ولا حاچة.. كملي واتفرچي على باقيها يلا وأنا هروح أغير هدومي 
اماءت له بالموافقة وهي تبتسم بحب ثم تابعته بنظراتها وهو يتجه نحو أحد الغرف ويتواري داخلها.. فتلفتت برأسها حولها تتفحص تفاصيل الصالة وفور سقوط نظرها على الشرفة قادها الفضول لكي ترى الشارع والعالم من ذلك الارتفاع فأسرعت نحوها فور دخولها صڤعتها نسمة هواء باردة انعشت جسدها وجعلتها تبتسم بتلقائية في سعادة.. ثم تقدمت من السور واستندت عليه بيديها ثم أخرجت رأسها تنظر للأسفل لكن بسرعة عادت برأسها للخلف شاهقة پخوف عندما رأت الأرض من ذلك الارتفاع الشاهق.. وبلحظتها صابها دوار خفيف فاستدارت ودخلت ثم أغلقت الباب وهي تتنفس بيأس وضيق وبعد دقائق معدودة تحركت وأكملت تجولها بالمنزل وكانت وجهتها الثانية هي المطبخ.
دقائق طويلة نسبيا مرت وهي تتفحص كل تفصيلة بالمنزل وعندما التفتت تجاه الغرفة ضيقت عيناها بقلق فهو لم يخرج منها منذ دخوله تقدمت نحوها وفتحت الباب ببطء وهي تهمس بخفوت خشية من أن يكون في وضع غير مناسب ومازال لم يرتدي ملابسه 
_عمران أنت خلصت! 
انتظرت سماع رده أو صوته لكن الصمت كان هو الجواب فغضنت حاجبيها وفتحت الباب على آخره ودخلت وجدته متسطح فوق الفراش ونائم بعشوائية في عمق لا يشعر بأي شيء حوله من فرط الإرهاق والتعب فابتسمت وهي تتمعنه بحنان ثم اقتربت من الخزانة وفتحتها لتجذب منها غطاء وتعود له لتدثره به حتى منتصف جسده انحنت عليه تتأمل ملامحه الرجولية بغرام ثم رفعت أناملها تمسح فوق شعره الغزير نزولا لوجنته ولحيته دون قلق أو اضطراب بسبب تيقنها أنه غارق بسبات عميق ولن يستيقظ بفعل لمساتها الرقيقة أبدا. 
ابتعدت عنه وغادرت الغرفة متجهة للحمام بعدما أخرجت ملابس منزلية لها من الحقيبة وتوالت بالحمام لكي تبدأ ملابسها وتأخذ حمام دافيء سريع.

داخل منزل خليل صفوان.....
طرق چلال الباب برفق لكنه لم يسمع صوت يسمع له بالدخول ففتح الباب ببطء وألقى نظره للداخل فوجدها قابعة بأحد الأركان فوق المقعد وتبكي بصمت تنهد بضيق ثم أطلق زفيرا قوي ودخل قبل أن يغلق الباب ويتقدم نحوها فيجلس أمام مقعدها على حرف الفراش ويمد يده يحتضن كفها بين كفه الضخم متمتما  
_بزيادة عاد ياما اللي بتعمليه في روحك ده ضغطك هيعلى وهتتعبي
تطلعت جليلة في وجهه وقالت بصوت راجي 
_عاوزة بتي ياچلال هات اختك ورچعهالنا ياولدي
ظهر العبوس والأسى فوق معالم وجهه قبل أن يجيب على أمه بندم 
_آسيا مش هترچع ياما بقت في عصمة راچل دلوك واحنا بيدنا اللي چوزناها وسلمناها ليه.. لو هنعمل حاچة دلوك فهي أننا نحاول تخليها تسامحنا
اتسعت عيني چليلة بدهشة وردت على ابنها بلهجة اعتراض 
_مش هترچع

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات