رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
الكبير بإعجاب ثم التفتت له وسألته
_أنت كنت بتاچي كتير
عمران بالنفي وبجدية
_لا لما يكون في شغل بس باچي ولو أبويا ولا بشار سافر القاهرة إهنه كانوا بياچوا يقعدوا فيها
اماءت له بتفهم ثم تحركت بخطواتها للداخل وهي تبتسم باتساع وسکينة تظهر فوق صفحة وجهها بوضوح.. فابتسم هو عليها واقترب منها ببطء حتى وقف خلفها مباشرة ثم انحنى عليها بجانب أذنها وهمس
التفتت له برأسها وابتسمت في رقة تجيبه بضحكة جذابة
_قوي.. وبيني وبينك عاوزة اقعد إهنه علطول ومرچعش البلد ولا بيت العيلة تاني
ضحك بخفة ورد عليها مداعبا
_خلاص نقعد إهنه وأهمل اشغالي وكل حاچة هناك عاد
زمت شفتيها بعبوس ويأس لتجده يجيبها بحنو
_طالما عچبتك إكده كل ما أكون فاضي هاخدك وناچي نقعد اسبوعين ولا حاچة.. كملي واتفرچي على باقيها يلا وأنا هروح أغير هدومي
_عمران أنت خلصت!
انتظرت سماع رده أو صوته لكن الصمت كان هو الجواب فغضنت حاجبيها وفتحت الباب على آخره ودخلت وجدته متسطح فوق الفراش ونائم بعشوائية في عمق لا يشعر بأي شيء حوله من فرط الإرهاق والتعب فابتسمت وهي تتمعنه بحنان ثم اقتربت من الخزانة وفتحتها لتجذب منها غطاء وتعود له لتدثره به حتى منتصف جسده انحنت عليه تتأمل ملامحه الرجولية بغرام ثم رفعت أناملها تمسح فوق شعره الغزير نزولا لوجنته ولحيته دون قلق أو اضطراب بسبب تيقنها أنه غارق بسبات عميق ولن يستيقظ بفعل لمساتها الرقيقة أبدا.
داخل منزل خليل صفوان.....
طرق چلال الباب برفق لكنه لم يسمع صوت يسمع له بالدخول ففتح الباب ببطء وألقى نظره للداخل فوجدها قابعة بأحد الأركان فوق المقعد وتبكي بصمت تنهد بضيق ثم أطلق زفيرا قوي ودخل قبل أن يغلق الباب ويتقدم نحوها فيجلس أمام مقعدها على حرف الفراش ويمد يده يحتضن كفها بين كفه الضخم متمتما
تطلعت جليلة في وجهه وقالت بصوت راجي
_عاوزة بتي ياچلال هات اختك ورچعهالنا ياولدي
ظهر العبوس والأسى فوق معالم وجهه قبل أن يجيب على أمه بندم
_آسيا مش هترچع ياما بقت في عصمة راچل دلوك واحنا بيدنا اللي چوزناها وسلمناها ليه.. لو هنعمل حاچة دلوك فهي أننا نحاول تخليها تسامحنا
اتسعت عيني چليلة بدهشة وردت على ابنها بلهجة اعتراض
_مش هترچع