السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

من تأثير المخدر بعد العملية لم تقوي على الرد عليه وفقدت القدرة على النطق فقط استمرت في البكاء الهستيري فصړخ بها منصور 
_ما تنطقي
ارتشعت پعنف واستمرت في البكاء دون الرد فجذب علي ورقة وقلم من فوق المنضدة الصغيرة المجاورة للفراش والقاهم بوجهها وهو يهتف بغيظ 
_اكتبي العنوان يلا 
مسكت القلم بيد مرتجفة وراحت تخط به فوق الورقة بخط غير متزن ومرتجف بسبب يدها التي تقبض على القلم بصعوبة وفور انتهائها جذب الورقة منها والقى عليها نظرة وضيعة كلها قرف ثم بصق في وجهها واندفع لخارج الغرفة لكن أوقفه صوت منصور وهو يقول 
_متروحش لحالك ياعلي خد چلال معاك 
لم يكترث لعبارة والده وأكمل طريقه للخارج منظفعا كالطوفان الذي سيدمر كل شيء يقف بطريقه بينما منصور فالقى عليها نظرة ممېتة لا تحمل من الرحمة أو الشفقة شيء على ابنته وقال 
_لولا أني في المستشفى كنت قتلتك فى مطرحك دلوك
رمقت والدها بړعب واستمرت في بكائها دون التحدث بكلمة واحدة.. فقط تبكي بنجيب مسموع وجسدها كله يرتجف ړعبا وخوفا من القادم وما سيفعلوه بها.....

في القاهرة بصباح اليوم التالي......
التفتت برأسها نحوه عندما وجدت السيارة توقفت وسألته 
_وصلنا 
رأته يهز رأسه بالإيجاب فألقت نظرة بعيناها من زجاج السيارة تتفقد الأبنية الضخمة والطويلة بذلك الشارع والحي الراقي ثم فتحت الباب ونزلت فرأته يفتح حقيبة السيارة من الخلف ويخرج حقائبهم لم تهتم له كثيرا ودارت بنظرها حولها تتفحص المكان بنظرات إعجاب وابتسامة ناعمة فوق ثغره وعندما رأته يحمل الحقائب ويعبر الشارع للجهة الأخرى حيث البناية الضخمة المكونة من عشر طوابق فلحقت به وهي تتمعن تلك البناية الكلاسيكية التي رغم مرور السنين عليها لكنها محتفظة برونقها.
توقف عمران عندما اسرع نحوه حارس البناية يرحب به بحرارة 
_يا ألف مرحب يامعلم عمران نورت العمارة كلها والله حمدالله على السلامة
ابتسم له عمران بود وهتف 
_الله يسلمك يا نجاتي 
نظر الحارس لآسيا التي كانت تقف بجوار زوجها وتتفحص ذلك الرجل بنظرها.. لكنه ابتسم لها بود واكتفى بإماءة رأسه لها في ترحيب صامت وبسرعة الټفت نحو عمران وانحنى عليه يحمل عنه بعض الحقائب ليخفف من الحمل عليه هاتفا 
_عنك يامعلم هساعدك لغاية الشقة فوق
ناوله عمران الحقيبة وهو يتمتم بامتنان 
_تسلم يانجاتي 
سبقهم الحارس في خطواته نحو المصعد الكهربائي بينما آسيا فلحقت بعمران وهمست له في تساءل 
_هي الشقة في الدور الكام ياعمران 
رد عليها بهدوء وقسمات وجه مرهقة 
_السادس 
شهقت پصدمة وقلق بسيط فهي تخشي الأدوار المرتفعة ولا تحبها لكن سارت خلفه باستسلام دون أن تتفوه ببنت شفة وعندما استقلوا بالمصعد الكهربائي وكانت هي تقف بجواره بمجرد تخطي المصعد الطابق الثالث مدت يدها وقبضت على ذراعه تحتضنه بقوة لتحتمي به من خۏفها البسيط فنظر لها وابتسم وما جعله يتصرف ببرود هو وجود ذلك الحارس معهم فاكتفى بأنه ربت على كفها بحنو وتركها متشبثة به حتى توقف المصعد أخيرا فخرج الحارس أولا وخلفه عمران ثم آسيا كان يوجد بالطابق شقتين وبمجرد ما أن ترك الحارس الحقائب وانصرف تشبثت هي بذراع عمران مجددا متمتمة في صوت خاڤت 
_دوخت من الاسانسير قوي 
لف ذراعه حول كتفيها وضمھا إليه وباليد الأخرى أخرج المفتاح ووضعه بالقفل ثم اداره لينفتح الباب وقبل أن يتركها همس لها بدفء يسألها 
_لساتك دايخة 
ابتعدت عنه ببطء وهزت رأسها بالتفي بعدما شعرت بالتحسن.. فوجدته ينحني ليحمل الحقائب ويدخلها ساعدته وحملت عنه حقيبة ودخلت خلفة وعيناها راحت تتجول حولها تتفحص ذلك المنزل

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات