رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
نائمة فمد أنامله لوجهها يتفقد حرارتها فوجدها هدأت وانخفضت ابتسم براحة وانحنى ثم أغلق هو الآخر عينيه يستسلم للنوم حتى يريح جسده من الإرهاق.
فتحت آسيا عينيها بصباح اليوم التالي وقبل أن تتحرك أنشا واحدا شعرت بشيء ضخم يحاوطها وكأنه يحتجزها فرفعت نظرها وحين رأته نائما وأدركت أنها قضت ليلة الأمس نائمة على هذا الوضع ابتسمت بحب وسكنت بين ذراعيه دون حركة مستمرة في تأمله بغرام وهو نائم.. كأن وسامته ازدادت الضعف أثناء النوم وملامحه الرجولية الجذابة تسحرها بكل مرة تتأمله فيها لحيته الكيثفة وشاربه أكثر ما يزيدانه وسامة ولطالما رغبت بالأيام السابقة أن تتحسسهم وتخلل أناملها الناعمة بين لحيته لكن خجلها وتوترها منعها.. الآن هي ستفعلها وتقضي على توترها.
_بتعملي إيه!
سحبت يدها بسرعة وانتفضت جالسة مبتعدة عنه وهي تقول بتلعثم
_ولا حاچة كنت هصحيك
_هتصحيني وأنتي بتلعبي في دقني!!
تلونت وجنتيها باللون الأحمر ودون أن تجيب عليه استقامت واقفة من الفراش تسرع في خطاها نحو الحمام تتركه يبتسم عليها بمكر ثم اعتدل في نومته وهب جالسا وهو يتمطع بذراعيه متثاوبا ويمسح على وجهه بكفه.
دقائق طويلة نسبيا وخرجت من الحمام فوجدته يجلس فوق الفراش وعيناه عالقة على الحمام وكأنه ينتظر خروجها تجاهلت نظرته وكأنها لا تراه ثم توجهت نحو المرآة ووقفت أمامها تبدأ بتسريح شعرها وماهي إلا لحظات معدودة حتى رأته في انعكاس المرآة خلفها انحسبت أنفاسها وتسارعت نبضات قلبها حتى سمعته يسألها باهتمام
هزت رأسها له كرد على سؤاله أنها بخير لكنه امسكها من كتفيها وأدارها إليه ليرفع يده يتفقد حرارتها متحسسا وجهها فوجد جسدها بارد ولا يوجد أي أثر على الحرارة المرتفعة.. ابتسم ونظر في عيناها الزائغة يقول بخبث غامزا
_شكل النوم مفعوله سحري
صعدت الحمرة الشديدة لوجنتيها وشعرت للحظة وكان لسانها انعقد ولا تستطيع التكلم لكنها حاربت ذلك الشعور والتفتت بجسدها نحو المرآة مجددا توليه ظهرها تهمس بخفوت مرتبك
ضحك بصمت عليها ثم سقط نظره على قلادة الغزال التي فوق سطح طاولة التسريحة فانحني والتقطها ليضعها بكفها الناعم ويهمس بأذنها مبتسما مع غمزة عينيه التي رأتها في انعكاس المرآة وهو يتحدث
_البسيها ومتقلعهاش
سرت برودة بجسدها كله وكأن دلو من المياه المثلجة سقط فوقها وفور ابتعاده عنها واختفائه داخل الحمام رفعت القلادة وتأملتها وهي تضحك.....
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة جلال وفريال......
دخل جلال الغرفة وقاد خطواته نحو الخزانة ليأخذ شيء يخص العمل لكنه تسمر مكانه عندما رآها تجلس فوق المقعد وأمامها صحن ممتليء بفاكهة العنب وتأكل منها بشراهة شديدة وتلذذ رفعت رأسها له وعندما رأت نظراته المندهشة والحائرة تركت العنب الذي بيدها وازدردت ريقها لتهتف بخنق
رفع حاجبه وأجابها باستغراب
_يعني أنتي مش شايفة أن في حاچة غريبة تخليني ابصلك إكده!!
عادت تضع حبات العنب بفمها مرة أخرى وتردف ببرود
_ لا أنا مشيفاش حاچة
اقترب منها وجلس على حافة الفراش أمام مقعدها وطالعها بتدقيق متمتما
_فريال أنتي مبتحبيش العنب ومبتاكلهوش.. مالية الطبق وبتاكلي بالاستمتاع ده كيف!!
اضطربت للحظة لكنها تابعت الأكل ولم تتوقف محاولة عدم إظهار توترها له حتى لا يشك بها ثم راحت تجيبه بجفاء وابتسامة صفراء
_حبيته ياچلال في عندك مانع ولا إيه!
رفع حاجبه بنظرة حادة وهتف مستنكرا ردها
_فجأة إكده حبتيه يعني!!!
نظرت لها وقالت پغضب حتى تنهي جلسة استجوابها ونظرات التعجب الذي تسبح في عينيه واسألة عقله الكثيرة
_إيوة فجأة.. في إيه أنت هتقفلي على الوكل كمان وتقولي آكل إيه وماكلش إيه!!
حدقها مطولا بنظرات مريبة قبل أن يتنهد ويقول بنبرة تثير القلق
_لا براحتك ياحبيبتي بالهنا والشفا كلي اللي تحبيه ولو نفسك في حاچة تاني كمان قوليلي واچبهالك
رمقته بعين متسعة وارتباك ملحوظ بعد عبارته الأخيرة التي أثبتت شكه بها وعدم تصديقه لحججها الواهية في شراهتها بأكل فاكهة لا تحبها من الأساس.
علقت نظرها عليه وهي تراه يستقيم واقفا ويغادر الغرفة ويتركها ليظهر القلق والخۏف فوق معالمها وراحت تضع يدها فوق بطنها تهتف محدثة طفلها
_شكل أبوك شك فينا.. ملقيتش غير العنب يعني
انتفضت ونزعت يدها من فوق بطنها بزعر عندما انفتح الباب مجددا فقد ظنته عاد لكن الدخيل كان أولادها وركضوا نحوها يهتفون بحماس
_ في حفلة في المدرسة بعد بكرا ياما
ضيقت عيناها باستغراب وسألتهم ضاحكة على حماسهم
_حفلة إيه دي!
تجاهلوا سؤال أمهم ونظروا لصحن العنب الذي بيدها پصدمة فنظرت هي للصحن ولوت فمها بنفاذ صبر ثم وضعته فوق المنضدة الصغيرة بجانبها ولم تلبث لحظة حتى سمعت صوت عمار وهو يسألها بذهول
_أنتي بتاكلي عنب ياما!!
زمت شفتيها مغلوبة وردت عليهم بطريقة كوميدية من خنقها
_آااه وقعت على نفوخي وصحيت تاني يوم لقيت نفسي بحب العنب فجأة.. اقتنعتوا ولا لا كيف أبوكم كمان
قهقهوا بصوت مرتفع فابتسمت هي بحنو عليهم ثم عادت تسألهم من جديد عن تلك الحفلة ليجيبها معاذ بفرحة
_المدرسة عاملة حفلة عشان آخر السنة وهتكرم الأوائل وهتديلهم هدايا واحنا من الأوائل يعني هنتكرم وناخد هدايا
ضحكت بسعادة وراحت تضمهم لصدرها وهي تقبلهم بحنان أمومي
_حبايبي ولادي الشطار.. عاوزاكم ترفعوا راسي إكده علطول عقبال ما افرح بشهادة تخرجكم وفرحكم ياحبايب أمكم
ابتعد عمار عن صدر والدته وسألها متشوقا للإجابة
_هتاچي معانا الحفلة ياما صح أنتي وأبويا
انحنت عليه ولثمت وجنته بحب هاتفة
_طبعا هنروح أمال اسيب ولادي الشطار وحديهم وهما بيتكرموا
اقترب معاذ من أمه وقبلها من وجنتها وفعل شقيقه الصغير المثل من وجنتها الأخرى فابتسمت لهم وضمتهم لها تمطرهم بوابل من قبلاتها.......
بتمام الساعة السابعة مساءا........
توقف چليلة وقادت خطواتها تجاه الباب بعدما سمعت صوت الطرق أمسكت بالمقبض وأدارته ثم فتحت الباب وجذبته عليها لتتسع عيناها پصدمة فور رؤيتها لابنتها تقف أمامها بكل شموخ وقوة........
............. نهاية الفصل..........