السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

فوق شعرها بكل لطف فرفعت كفها وازاحت أنامله عن شعرها متمتمة بقسۏة
_امشي ياچلال عاوزة اقعد لحالي 
أنهت عبارتها واستدارت في نومها فوق الفراش توليه ظهرها بينما هو فلم يكترث برغبتها وتمدد على الفراش بجوارها لكنها التفتت برأسها نحوه عندما شعرت به وهتفت پغضب
_أنت هتنام چاري قوم امشي قولتلك مش عاوزاك تفضل إهنه 
رد ببرود متصنع ولهجة هادئة
_عاوز أنام شوية يا فريال أنا كمان تعبان ومحتاچ ارتاح.. نامي ياحبيبتي ومټخافيش مش هقربلك
لم تكن بوضع يسمح لها بخوض شجار جديد معه خصوصا بعد نوبة الألم الممېتة التي داهتمها للتو وتخشي أن تتكرر وټأذي طفلها فاستسلمت للوضع واكتفت بأنها فقط ابتعدت عنه لآخر الفراش لتصنع بينهم فچوة كبيرة بالمنتصف.. وهو كان ينظر للفراغ الذي بينهم وابتعادها عنه بنظرات تعكس العڈاب الذي يعانيه من الداخل.....

داخل منزل ابراهيم الصاوي بغرفة بلال.....
كان يقف بشرفة غرفته شارد الذهن.. تفكيره عالق بتلك الحورية التي سلبت منه عقله تتأجج نيران الغيظ والخنق في صدره كلما يتذكر مرافقتها الدائمة لابن خالتها لا يفهم سبب غضبه وانزعاجه الشديد لكنه لا يريد اقتراب ذلك الشاب منها ويتوسط في ثناياه خوف من أن يغلق عيناه ويفتحها بيوم وليلة فيجد نفسه فقدها للأبد كما فقد الفتاة التي كان ينوي الارتباط بها ويدور بعقله ألف فكرة وألف شيء والخۏف هو الجزء الأكبر المهيمن عليه.
انفتح الباب ودخلت عفاف ثم أغلقت الباب خلفها وتقدمت نحو ابنها لتقف بجواره بالشرفة تسأله في حيرة
_إيه يابلال عاوزني في إيه ياولدي 
رمق والدته بنظرة طويلة يفكر للحظة الأخيرة قبل أن يتخذ قراره ثم أشاح بوجهه والقى بنظره من الشرفة للشارع مجددا هاتفا
_أنتي مش كنتي عاوزاني اتچوز ياما
اتسعت عيني عفاف پصدمة استغرقت للحظات وسرعان ما أشرق وجهها وشقت الضحكة العريضة طريقها لثغرها قبل أن تجيبه بتأكيد
_امال ياولدي هو أنا افديك الساعة لما أشيل عيالك وافرح بيك.. إيه هو أنت نويت وعاوزني اشوفلك عروسة 
أخذ نفسا عميقا ورد عليها بخشونة
_هو أنتي مش عندك العروسة أساسا وبنفسك كنتي عاوزاني اخطبها
ضيقت عيناها بتعجب وسألته في حيرة محاولة تذكر الفتاة التي يقصدها
_مين هي 
هتف بنبرته الرجولية الجادة
_حور 
عفاف بدهشة
_حور بت سمية!! 
نظر لها بلال وقال بجدية وسط بسمته المتعجبة
_هو في حور غيرها ياما!!.. أيوة هي عاوز اخطبها شوفي أمها واتكلمي معاها 
التزمت عفاف الصمت بذهول وهي تتمعن في ابنها بعدم تصديق فجديته وإصراره بدت لها غريبة وكأنه ليس ابنها الذي كان رافضا فكرة الارتباط ولا يلتفت لمحاولاتها في إيجاد فتاة له والآن هو بنفسه يطلب الفتاة موضحا رغبته في الزواج منها!!.
لمعت عيناها بوميض السعادة وقالت بحماس ضاحكة
_عيوني ياغالي متقلقش من بكرا هتصل بسمية وأقولها وأن شاء الله تكون من نصيبك وافرح بيك واشوفك مبسوط 
ابتسم لوالدته بحنو ثم انحنى عليه يقبل رأسها مردفا
_يارب ياما يارب 
 
بتمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل......
وصل عمران لغرفته ودخل ثم أغلق الباب بهدوء وتحرك نحو الأريكة يلقي بجسده عليها جالسا وهو يستند برأسه على ظهرها مغمضا عيناه بتعب بعد ذلك اليوم الشاق منذ الصباح.
فتح عينيه دفعة واحدة عندما وصل لأذنه صوت همهمات وآهات خاڤتة منبعثة من آسيا النائمة في الفراش فاستقام واقفا واقترب منها يجلس بجوارها يهتف باسمها في صوت رخيم لكي يوقظها بعدما ظن أنها داخل حلم مزعج لكنه لم يحصل على رد منها فمد يده لوجهها وأزاح خصلات شعرها عن عينيها لكن فور ملامسته لبشرتها انتقلت ليده حرارة جسدها المرتفعة غضن حاجبيه بتعجب ثم راح يتحسس بظهر كفه على جبهتها ووجنتها ليجد حرارتها مرتفعة وكأنها تحترق فهتف بسرعة وهو يمرر أنامله على شعرها ووجهها حتى تستعيد وعيها
_آسيا أنتي سمعاني فوقي.. آسيا 
فتحت جزء صغير من عينيها بضعف واغقلتها مجددا دون أن تجيبه فمد يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه يتفقد الساعة فوجدها تخطت الثانية هتف بقلق
_مفيش دكتور فاتح في الوقت ده
ترك هاتفه فوق المنضدة الصغيرة وعاد يتفحصها بنظراته مجددا وجهها كله تحول للون الأحمر من فرط ارتفاع حرارتها ولا تتمكن من فتح عينيها فقط تطلق آهات خاڤتة مټألمة سكن مكانه لدقيقة وهو يفكر ماذا يفعل حتى توقف فجأة ونزع عنه عباءته وبقى فقط بجلبابه الأسود ثم انحنى عليها وحملها فوق ذراعيه واتجه بها نحو الحمام.. انزلها على الأرض أمام صنبور الاستحمام وراح يهز وجهها بلطف حتى يجعلها تنتبه له وتفتح عيناها وهو ممسكا بها ويضمها لصدره هاتفا
_آسيا فتحي عينك.. آسيا بصيلي 
فتحت عيناها بصعوبة والقت عليها نظرة خاطفة قبل أن تغلق عيناها مجددا وتلقي برأسها فوق صدره في تعب شديد فمد هو يده للصنبور وفتح المياه الباردة ثم جذبها وادخلها تحت المياه فانتفضت بشدة وقالت بصوت مرتجف
_المايه س..اقعة قوي 
حاولت الخروج من أسفلها لكنه ثبتها ودخل معها وهو يضمها إليه هاتفا
_معلش استحملي عشان الحرارة تنزل
ضمت ذراعيها لصدرها والقت بجسدها بين ذراعيه وهي تنتفض أسفل المياه هاتفة
_باردة قوي ياعمران 
حين وجدها تنتفض پعنف بين ذراعيه مد يده للصنبور وأغلق المياه ثم جذب المنشفة ولفها بها قبل أن يتركها ويغادر الحمام ليجذب لها ملابس نظيفة ويعود.. نزع عنه جلبابه المبتل ثم بدأ يجفف شعرها بالمنشفة من المياه وعندما انتقلت يده لملابسها ينوي نزعها حتي يساعدها في ارتداء الملابس النظيفة أمسكت يده وقالت بخجل وصوت يكاد يخرج بصعوبة
_هتعمل إيه! 
رد بكل بساطة وجدية تامة
_هغيرلك هدومك مش هتقعدي بيها مبلولة إكده يعني طبعا
هزت رأسها بالرفض وقالت بخفوت
_لا أنا هغير لحالي
رد عليه بحزم ونظرة قوية
_هتغيري لحالك كيف يعني هو أنتي قادرة تقفي على رجلك أساسا
تمتمت بخفوت محاولة الظهور بثبات أمامه حتى لا يصر على رأيه
_أيوة هقدر اطلع وأنا هغير وآجي وراك 
طالت نظرته لها وكان سيهم بالاعتراض خشية من أن يتركها فتسقط لكنها توسلته بنظراتها الخجلة أن يخرج ليتنهد مغلوبا ويبتعد عنها قبل أن يقول بتنبيه صارم
_هستناكي برا ولو عوزتي حاچة اندهي عليا فاهمة 
اماءت له بالموافقة وفور مغادرته بدأت في تبديل ملابسها وهو بالخارج أيضا بدل ملابسه كلها وبعد ثلاث دقائق تقريبا خرجت بخطوات بطيئة وكانت تنتفض من شعورها بالبرودة.. فأخذ بيدها ومدد جسدها فوق الفراش ثم دثرها بالغطاء وجلس بجوارها يمسح على شعرها لكنها كانت تنتفض پعنف وهي تهتف بتعب وصوت يرتعش
_ب..ردانة ياعمران 
استقام واقفا وجذب غطاء آخر ووضعه فوقها ثم عاد يجلس بجانبها ويسأله في اهتمام وحنو
_لسا بردانة 
هزت رأسها له بالإيجاب ثم سمعها تقول بتلقائية دون وعي
_خدني في حضنك
اندهش من عبارتها وطلبها فبقى ساكنا لثواني قبل أن يبتسم وينضم لها ثم يضمها لصدره يحتضنها بدفء مردفا بضحكة ماكرة
_حتى أنتي وتعبانة مش قادرة تضيعي الفرصة
سمعته وفهمت مقصده فابتسمت برقة رغم أنها حقا كانت تشعر بالبرد وطلبت أن يحتضنها عله يبث الدفء لجسدها قليلا لكنها لم تكن تملك القدرة لتجيب عليه بسبب تعبها واكتفت بابتسامتها المغرمة ثم أغلقت عيناها وانكمشت كالطفل وهي بين ذراعيه ټدفن وجهها بين ثنايا صدره وبذراعها تحاوط خصره وفور شعورها بالدفء استسلمت للنوم بسبب تعبها.
بقى مستقيظا لوقت طويل نسبيا وحين نزل بنظره لها ووجدها

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات