الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

هتروحي تعتذري منها
جحظت عيناها ورمقته پصدمة وسرعان ما أصبح وجهها الهادئ يشتعل وهي تهتف بسخط
_على آخرة الزمن اروح اعتذر من العقربة دي
ولاها ظهره وراح ينزع عنه جلبابه بكل برود وهو يهتف بلهجة لا تقبل النقاش
_هتعتذري يا آسيا طالما معندكيش أسباب للي عملتيه 
اقتربت منه ووقفت خلفه مباشرة شبه ملتصقة بظهره وهتفت بعناذ ورفض قاطع
_مش هعتذر ياعمران 
حين الټفت بجسده لها اضطربت بشدة فقد كان لا يفصله عنها شيء حتى أن أنفاسه الساخنة تلفح صفحة وجهها وهي ترفع نظرها للاعلى قليلا بسبب فرق البنية والطول بينهم.. سمعت صوته الذي يحمل بحة رجولية أذهبت بما تبقى من عقلها
_طول ما أنتي معندكيش أسبابك المقنعة للي عملتيه معاها تبقي غلطانة وهتعتذري
انعقد لسانها وفرت الكمات من حلقها هاربة فحضوره الطاغي واقترابه منها يبعثرها لكن تحدت نفسها وخرج صوتها ضعيف يملأه التوتر
_عندي أسبابي 
مال ثغره للجانب في ابتسامة ماكرة وهدر بترقب
_وأنا مستنى اسمع الأسباب دي
وكأنه القى تعويذة سحرية عليها فلوهلة كانت ستقر وتعترف بكل شيء تحت تأثير نظراته ونبرته لكن تداركت نفسها بسرعة وقالت بنظرات زائغة
_أنا عاوزة اروح لفريال 
رفع حاجبه مستنكرا ردها الذي لا علاقة له بموضوع نقاشهم من الأساس ثم ضحك وابتعد عنها يقول بنبرة مغلوبة
_روحي لفريال!
لم يلبث لحظة واحدة وإذا به يتلفت برأسه للخلف لم يجدها فقد فرت هاربة للخارج.....

داخل غرفة فريال...
تجلس فوق مقعد خشبي وثير صامتة ودموعها تنهمر فوق وجنتيها دون صوت تستمع فقط لصوت والدتها وهي تصيح پغضب
_أخرتها يتچوز على بتي كمان 
سكتت إخلاص للحظة وعادت تصرخ من جديد توبخ أبنتها
_هو ده اللي مكنتيش عاوزة تتطلقي منه.. شوفتي عمل إيه لكن لو كنتي سمعتي كلامي أنا وأبوكي من الأول مكنش ده كله حصل
صدح صوت إبراهيم الرجولي وهو يصيح بزوجته في عصبية
_بزيادة اقفلي خشمك ده يا إخلاص مش شايفة حالة بتك كيف 
نظر لابنته المڼهارة بسبب بكائها حتى جسدها كله ينتفض فاقترب منها وضمھا لصدره يمسح فوق خصلات شعرها بحنو هامسا
_خلاص يافريال كفياكي بكا عاد.. ميستاهلش دموعك دي.. وغلاوتك عندي ياحبيبتي لأخليه يطلقك واخدلك حقك منه تالت ومتلت
اڼفجرت باكية بنحيب عڼيف بين ذراعين والدها وجسدها كله يرتعش فانفطر قلبه على ابنته وراح يلثم شعرها بعدة قبلات متتالية محاولأ بث الطمأنينة والهدوء لروحها الثائرة حتى أن إخلاص اغروقت عيناها بالعبرات واقتربت منهم وراحت تقبل ابنتها وتتولى من أبيها مهمة تهدأتها.
في الوقت التي كانت آسيا بطريقها لغرفة فريال كان إبراهيم وإخلاص نجحوا ببث القليل من الهدوء لابنتهم المڼهارة وخرجوا وتركوها حتى ترتاح فوصلت هي للغرفة وطرقت طرقتين ووقفت تنتظر رد منها.. لم تسمع فمدت يدها وامسكت بالمقبض وأدارته ببطء ثم فتحت الباب والقت نظرة بعينيها دون أن تدخل فصابتها الدهشة حين رأت فريال تجلس فوق فراشها وتضم ركبتيها لصدرها كالاأطفال وتبكي بصمت أغلقت الباب بسرعة واسرعت تجلس بجوارها هاتفة
_فريال مالك 
رفعت وجهها الغارق بدموعها وتطلعتها پقهر ثم همست بمرارة
_أخوكي اتچوز عليا
سكون قاټل استحوذ على الأجواء بينهم كانت فريال قد عادت مجددا تنخرط بنوبة حزنها وآسيا كان الذهول يتملكها فلو كانت تعرف أخيها بمقدار ذرة واحدة مستحيل أن يفعلها فهو لا يطيق النظر بوجه امرأة غير زوجته من فرط حبه وتعلقها بها كيف تزوج عليها!
هتفت آسيا بعدم تصديق
_فريال أنتي متوكدة من اللي بتقوليه ده.. چلال أتچوز عليكي!
ردت عليها بتأكيد في نبرة صوت مبحوحة
_أيوة هو چلال.. روحت وشوفت بعيني واتچوز منيرة كمان
فور سماعها لاسم منيرة أظلمت عيناها بالغيظ وقد أدركت أن ذلك

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات