رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندى محمود توفيق
لفعله.. بقى صامتا يستمع لسهامها المؤلمة وهي تكمل بكره يراه للوهلة الأولى بعيناها
_لو أنا قطعت خيط بينا فأنت ډمرت الرابط كله.. قدرت تخليني في لحظة اكرهك ومبقاش طايقة أبص في وشك.. خسړت حب عمرك ما هتلاقيه تاني في حياتك.. أن شاء الله تعيش مبسوط مع مرتك الچديدة
استقامت واقفة واندفعت لخارج الغرفة وهي تبكي بصمت ويديها ترتجف من فرط القهر والحزن.. بينما هو فجثى على ركبتيه أمام المقعد التي كانت تجلس عليه وأطلق العنان لدموعه المسجونة بعينيه.
بتمام الساعة الثامنة مساءا......
وصل عمران للمنزل وكان بطريقه للطابق الثاني حيث غرفته لكن استوقفه صوت والدته قبل أن يخطو بقدمه أولى درجات السلم فالټفت لها بجسده كاملا وقال
_ نعم ياما
اقتربت منه إخلاص ووقفت أمامه مباشرة تتطلعه باستياء وتقول
_هي دي مرتك اللي قولت ملكيش صالح ياما ومحدش يتدخل وأنا هربيها زين بمعرفتي
_عملت إيه!
إخلاص بعصبية وعينان تنضج بالنقم
_الصبح والكل على الفطار بعد ما أنت طلعت وكنت مستني بت عمتك برا هي طلعت وراها وقفلت عليها بالمفتاح وسابتها محپوسة لحد ما أنا طلعت بالصدفة لفوق عشان أشوفها لقيت المفتاح على الباب ومنى قاعدة چوا.. محدش منينا سمعها وهي بتنده علينا هي في الدور التالت واحنا في الأرضي
_طيب ياما اطمني أنا هتصرف معاها على اللي عملته ده
ولم يتريث للحظة أخرى حتى لا يسمع أكثر من والدته فهو ليس في مزاج يتحمل كيد ومشاكل النساء اندفع للأعلى نحو غرفته وفور دخوله نزع عنه عباءته وبقى بالجلباب الأسود فقط.. دار بنظره في أرجاء الغرفة بحثا عنها وحين لم يجدها صاح مناديا عليها
دخلت من الشرفة على أثر صوته وهي تضع حجابها فوق شعرها وكتفيها ابتسمت له برقة حين رأته لكن تلاشت ابتسامتها فور رؤيتها لملامح وجهه المنزعجة وصوته وهو يأمرها
_تعالي إهنه
اقتربت منه وسط نظراتها الحائرة والقلقة وعند وقوفها أمامه بالضبط وجدته يهتف بحدة
_منى كانت تعبانة الصبح مش إكده!
لمست الاستنكار في نبرته ففهمت أنه علم بفعلتها التزمت الصمت ورمقته بثبات وشموخ يليق بها فهتف بعصبية
عقدت ذراعيها أسفل صدرها ونظرت في عيناه بشجاعة ثم هتفت بوضوح تام
_لا مكنتش تعبانة.. أنا قفلت عليها بالمفتاح
مسح على وجهه نزولا للحيته وهو يتأفف بغيظ ثم صاح بها
_أنا مش نبهت عليكي مليون مرة وقولت مش عاوز مشاكل.. أنا في راسي مية هم هشغل نفسي كمان بحوارات الحريم دي
لم تهتز شعرة واحدة منها على أثر صياحه وعصبيته وعلى العكس تماما كانت تقف بكل ثبات وفي عيناها العنجهية تلمع لتجيبه بعدها بثبات انفعالي تام
استقرت في عينيه نظرة ثاقبة وهو يسألها
_وياترى حذريتها من إيه
طالت نظرتها الصامتة له دون أن تجرأ عن الاعتراف حتى سمعته يعيد سؤاله للمرة الثانية لكن بصيغة مختلفة أكثر وضوحا وصرامة
_قفلتي عليها بالمفتاح ليه يا آسيا
اشاحت بوجهها للجانب بعيدا عنه بعدما فقدت شجاعتها بالإجابة على سؤاله.. بينما هو فبقى يتمعنها ينتظر سماع ردها رغم معرفته بأسبابها التي دفعتها للتصرف بهذا الشكل معها لكنه يريد محاصرتها وجعلها تعترف بنفسها حين دام صمتها لوقت طويل قال بخشونة
_معندكيش سبب يعني.. طالما إكده يبقى بكرا