الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

اعتادت أن مع كل سنة قبل فصل الشتاء تقوم بتجهيز الشيلان لهم لكنها توقفت وتركت ما بيدها عندما سمعت صوت رنين هاتفها وفور رؤيتها لاسم المتصل ردت بسرعة في سعادة
_معاذ ياحبيبي عامل إيه أنت وأخوك
رد عليها بصوت غاضب
_أما ابويا چاب الابلة منيرة تعيش معانا في البيت وكانت چايبة لينا الوكل من شوية وعاوزة تذاكرلنا واحنا مشيناها تعالي ياما ابوس يدك ومشيها أنا وعمار مش عاوزينها تقعد معانا إهنه
صمتت لبرهة من الوقت تحاول استيعاب ما يقوله ثم سألته بعدم فهم
_منيرة إيه اللي چابها البيت يامعاذ وليه تقعد معاكم!!
كان عمار يسمع صوت أمه وبعد عبارتها راح يصيح باستياء
_عشان أبويا اتچوزها وهي هتعيش معانا في البيت 
اختفى صوتها لوقت فقد شعرت وكأن دلو من المياه المثلجة سقط فوق جسدها ولوهلة ظنت نفسها تتهيأ ما سمعته من ابنها الصغير فراحت تسأل معاذ بصوت خائڤ من سماع الإجابة
_إيه اللي قاله أخوك ده يامعاذ 
رد عليها بتلقائية دون فهم معتقدا بعقله الطفولي أن أمه لم تسمع شقيقه
_بيقولك أبويا اتچوزها
وكأن روحها انفصلت عن جسدها بتلك اللحظة وأنفاسها أصبحت ثقيلة لتهتف لابنها بصوت مكتوم
_أتچوز كيف يعني.. أنت متأكد يامعاذ 
_ أيوة ياما وامبارح كان الفرح وكلنا كنا هناك 
ارتجفت يديها وفقدت القدرة على التحكم بأعصابها فسقط الهاتف على الأرض وجلست بسرعة فوق الفراش بعدما شعرت بقدماها لا تحملها وكأنها ستفقد وعيها لكنها أخذت تهز رأسها بالرفض غير مصدقة
_لا چلال ميعملش إكده.. في حاچة غلط أكيد العيال مش فاهمين.. أنا هلبس واروح اتأكد بنفسي 
تحاملت على قدميها التي ترتجف ووقفت ثم اقتربت من خزانتها واخرجت ملابسها وبدأت في ارتدائها وهي تدعو ربها أن يكون كل هذا كابوس أو لا يكون كلام أولادها صحيح.....

اتجهت جليلة نحو الباب بعدما سمعت صوت الطرق لوت فمها بخنق عندما فتحت ووجدت فريال أمامها.. لم تكترث فريال لها ولا لنظراتها حتى فكان كل همها أن تتأكد من الذي اخبروها به أولادها همت بدفعها حتى تعبر لكن جليلة اعترضت طريقها وقالت بحدة
_رايحة وين
صړخت بها فريال بانفعال وجسد ينتفض من فرط الڠضب
_بعدي من وشي.. أنتي مش هتمنعيني ادخل بيتي وبيت عيالي
ثم دفعتها بيدها برفق وعبرت وراحت تقود خطواتها السريعة للدرج لكنها تصلبت عندما رأت منيرة تنزل من الدرج وهي مرتدية عباءة منزلية مطرزة باللون الأبيض تشبه العباءة التي ترتديها العروس بأول صباح لها في زواجها رمشت بعيناها عدة مرات غير مصدقة ما تراه وتمنت لو كانت الآن ضمن كابوس بشع.
ربطت على قلبها ووقفت بثبات وشموخ ثم اقتربت من منيرة وهتفت
_بتعملي إيه في بيتي!
ضحكت منيرة وردت عليها بمكر في قوة
_معدش بيتك وحدك ده بيتي أنا كمان.. امبارح كان فرحنا وليلة ډخلتي أنا وچلال
لو تركت نفسها لسقطت الآن على الدرج وفقدت وعيها وربما حياتها لكنها تماسكت وابتسمت لها بمرارة مرددة
_ليلة دخلتك!
تمالكت أعصابها وأغمضت عيناها للحظات تحاول البقاء صامدة أمامهم وبعد أن فتحت عيناها دفعت منيرة من طريقها پعنف وعبرت وأكملت طريقها للطابق الثاني حيث غرفتها وهي تبتسم بحړقة وعيناها غارقة بالدموع وتهمس لنفسها بصوت يغلبه البكاء
_ياترى قضيت ليلة دخلتك معاها في اوضتي وعلى سريري كمان ولا فين! 
وصلت وفتحت الباب لكنها لم تجد أحد.. كانت الغرفة مرتبة وفارغة لا يوجد بها أي أثر لوجود أحد هي تعلم أنه لم يذهب للعمل ولذلك خرجت من غرفتها واندفعت تبحث عنه بأرجاء المنزل لكنها توقفت أمام باب إحدى الغرف.. تلك الغرفة كانت فارغة ولا يبقى بها أحد

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات